آمال : متعة الدهس

نشر في 20-08-2017
آخر تحديث 20-08-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي إلى هذه اللحظة، لا أجد متعة في مشاهدة مباريات الملاكمة، ومنظر الوجوه المتورمة، والأنوف المهشمة، والمسعفين المحيطين بالملاكم الساقط على الحلبة. ولا أدري أين تجد كل هذه الملايين من البشر المتعة في هكذا مناظر.

يأتيك أحد المشجعين متباهياً بما فعله بطله المفضل: "تسبب في كسر أنف خصمه، واكتشف الأطباء لاحقاً تعرضه لإصابة بارتجاج في المخ تستدعي اعتزاله، وقد تجبره على الجلوس على كرسي متحرك طوال حياته"! أين المتعة بالله عليكم في هذا الخبر؟

ولا أستطيع قراءة مواضيع تظهر وحشية "الإنسان"، مثل التعذيب في السجون، وانتزاع الاعترافات بالقوة، وما شابه ذلك، لأكثر من دقيقتين، باستثناء الروايات. ولا أدري كيف يشعر هؤلاء الجلادون أثناء انتزاعهم أظافر سجين، أو صعقه بالكهرباء، أو إدخال بعض الأشياء في جسمه، أو أو أو...؟

لكنني حتى لو "فهمت" كل ما سبق وأكثر، لا يمكن أن أفهم سر المتعة في دهس أناس أبرياء، يمشون في الأسواق أو يجلسون في المقاهي، بالحافلات. نريد من يشرح لنا نفسيات هؤلاء السفاحين. نريد أن نعرف أين تكمن متعتهم في دهس الأبرياء. هل هي في "التغلب" على الشرطة وأعين المباحث؟ هل هي في الشعور بأنهم انتقموا لأهاليهم عبر قتل أهالي خصومهم؟ أم ماذا؟ أين تكمن متعتهم بالضبط عند دهس الأبرياء وتساقط الأجساد في الشارع؟

رحم الله ضحايا الإرهاب، بدءاً من الأبرياء الذين تساقطوا تحت حافلات السفاحين، وانتهاء بالشعوب العربية التي تحكمها حكومات إرهابية "رشيدة".

back to top