زبدة الهرج: رحم الله أمواتنا ‎

نشر في 19-08-2017
آخر تحديث 19-08-2017 | 00:11
 حمد الهزاع بعد ست سنوات من الدمار وإراقة الدماء، بدأت أصوات الداعمين تظهر لتلوم المعارضة على ما اقترفته أيديها من أخطاء بحق الشعب السوري وتطالبها بأن تبحث عن رؤى جديدة أكثر انفتاحاً على النظام السوري، ويبدو أن الأصدقاء سيعلنون بهمس أنه لا طاقة لنا اليوم ببشار وجنوده، ويجب عليكم أيها الشعب السوري أن تستعينوا بالله وأن تصبروا إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، والله يعوضكم خيراً ونستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ومع السلامة.

من يعتقد أن المعارضة السورية أخطأت فهو «غلطان بالثلاث»، ومن يظن أنها أضرت بالشعب السوري فهو «واهم واهم واهم يا ولدي»، تعالوا نحسبها حسبة عرب على قد حالهم وبعيداً عن اجتماعات الجامعة العربية وقراراتها التي من شدة جمالها «يطيح الطير من السماء»، لأن لغة السياسة لا تجدي نفعاً ولا تُطعِم خبزاً في ظل صراع عمالقة يتقاتلون من أجل خراب سورية... الحسبة تقول عندما قامت الثورة كانت سلمية ومطالبها إصلاحية لا أكثر ولا أقل، وبعد أن توسعت الاحتجاجات والمظاهرات لتشمل سورية كلها، قامت الحكومات اللاعبة فاجتمعت وفكرت وقدرت وخططت ورحبت بالثورة بشدة مع الوعود بدعمها.

بعد ذلك فُتِحت الأبواب من الشرق والغرب لدخول المقاتلين ودعمتهم نفس الحكومات بكل ما يخطر على البال، ولا يخطر على القلب، إلى أن وأدت الثورة السلمية، هذه هي الحسبة ببساطة.

إذن من يلوم المعارضة على أنها أضرت بالشعب السوري فهو يدير وجهه عن الحقيقة وعليه أن يعيد شريط ذكريات الثورة بعدها سيدرك أن القوى الخارجية مختوم على نواصيها «مجرم مع سبق الإصرار والترصد» وأنها هي التي سعت إلى هدم سورية، فتم لها ذلك.

ثم أما بعد...

توالت الأخبار الحزينة التي تصلني عبر الأخبار أو من خلال الأصدقاء في «قروب الواتساب»، حيث تواجدي في ألمانيا أنا والأسرة، وأول خبر كان وفاة عملاق الفن العربي المرحوم عبدالحسين عبدالرضا الذي أمتعنا من خلال مسيرته الفنية الرائعة والهادفة، وقد شدني تفاعل شعوب الخليج مع خبر وفاته، والجميع ترحم عليه باستثناء ثلة قليلة شاذة تعتقد أنها تملك الرحمة، وبيدها مفاتيح الجنان، تهبها لمن تشاء وتمنعها عمن تشاء، أسأل الله أن يقينا شرها.

بعد سماعي لخبر استشهاد الشيخين وليد العلي وفهد الحسيني رحمهما الله اتصلت بولدي خالد لأعزيه في وفاة د. وليد لأنه خريج شريعة وطالب علم عند الشهيد الشيخ وليد، ومن المقربين إليه ليخبرني أن الشيخ كان دائماً ما يدعو الله أن يميته شهيداً، وأنه قبل استشهاده بأسبوع ألقى عليهم محاضرة عن الأجل والجنة والنار وأجهش فيها بالبكاء...

اللهم اغفر لهم وارحمهم وأسكنهم الجنة واربط على قلوب ذويهم ومحبيهم بالصبر والسلوان.

back to top