High Light: قنبلة موقوتة

نشر في 19-08-2017
آخر تحديث 19-08-2017 | 00:15
 د. حمود حطاب العنزي وفقاً لمعطيات الواقع الاجتماعي يمكن تصنيف فئة "غير محددي الجنسية " في أدنى السلم الاجتماعي، حيث ينتشر الفقر وتستشري ظاهرة الأمية وترتفع معدلات الجريمة والإدمان والتطرف والانحراف؛ فالمعاناة الإنسانية لهذه الفئة، وحرمانها من حقوقها الاجتماعية فترات طويلة أديا إلى تراكم سلبي للأوضاع، إلى أن أصبحت تشكل قنبلة موقوتة تهدد أمن المجتمع، والخطر كل الخطر في انتشار التطرف المذهبي (داعش، حزب الله) بين أبناء هذه الفئة، حيث يمكن أن يشكلوا قطاعا بشريا تحركه دوافع الأيديولوجية المتطرفة بالداخل والخارج. والحقيقة ليست الحكومة وحدها هي التي أخرت حل قضية البدون، فهناك معوقات أخرى، نرصدها على النحو التالي:

- يشكل البدون قوة انتخابية لعلاقات القرابة والمصاهرة والانتساب إلى كل مكونات المجتمع الكويتي، بدواً وحضراً وشيعة وسنة... هذا الوضع أدركه المتكسبون من النواب، فعملوا على إغداق الوعود الانتخابية والمطالبة بالتجنيس، وقد خذلوا البدون طوال المجالس السابقة، حيث نكثوا بوعودهم، لأن المطالبة بتجنيس كل فئة البدون أضرت بالمستحقين منهم، كما عطلت إقرار حقوقهم المدنية من تعليم وصحة وإثباتات شخصية وتوظيف... إلى غير ذلك من حقوق.

- ومما زاد الطين بلة أن هناك تكثيفاً إعلامياً مناصراً لقضيتهم وآخر مضاداً لها، وكان يحكم هذا الصراع الإعلامي انفعالات عاطفية تدفع باتجاه الدعاية المتحيزة، ما من شأنه ضياع الرؤية العقلانية التي يمكن أن تضع "البدون" في المكان الصحيح من المعادلة السياسية والاجتماعية.

ختاماً:

أوضاع فئة البدون، لها تأثيرات سلبية على سجل حقوق الإنسان بالكويت وأمر محرج جداً، لاسيما بعد أن كرّم العالم كله صاحب السمو أمير البلاد بأن اختاره ليكون الراعي الأول للإنسانية على المستوى العالمي، لذلك نتمنى من سموه أن تكون له بصمة في تعديل أوضاع إخواننا البدون، وأن ينزع فتيل تلك القنبلة الموقوتة... ودمتم بخير.

back to top