انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم... خيارات علاجية

نشر في 16-08-2017
آخر تحديث 16-08-2017 | 00:02
No Image Caption
عندما يشخّص الطبيب إصابتك بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، يخبرك على الأرجح بأفضل علاج: ضغط مجرى الهواء الإيجابي المتواصل، الذي يعتمد على ضخّ الهواء بضغط عبر أنبوب يتصل بقناع يوضع على الوجه بغية إبقاء مجرى الهواء مفتوحاً. لكنّ كثيرين يواجهون صعوبة في التكييف مع هذا القناع الكبير. إليك خيارات علاجية أخرى.
يذكر الدكتور ستوارت كوان: «نعاين غالباً أناساً يخبروننا أنهم جربوا قناع ضغط مجرى الهواء الإيجابي المتواصل، إلا أنهم لم يحبوه. ومرّت سنوات منذ آخر مرة تلقوا فيها العلاج».

وكوان بروفسور في قسم جيرالد. ماكغينيس لطب النوم في كلية الطب في جامعة هارفارد. يوضح أن للاعتياد على استعمال هذا القناع، يمكنك اللجوء إلى تمارين الاسترخاء، والتمرن على وضعه يومياً، وزيادة الضغط تدريجياً. ولكن إن جربت هذه الوسائل كافة ولم تنجح، تذكر أن ثمة بدائل.

خيارات خالية من الأجهزة

يعتقد الدكتور كوان أن نحو 25 % ممن يعانون انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم يعانون هذه المشكلة في وضعية محدَّدة: عندما ينامون على ظهرهم. في هذه الحالة، ينصح «المريض بالنوم على وسادة لها حافتان أو حشو حقيبة صغيرة توضع حول الخصر بأشياء طرية ولبسها ليلاً أثناء النوم بغية تفادي التمدد على الظهر».

تشكّل خسارة الوزن أيضاً حلاً فاعلاً، «فنحو 75 % من حالات انقطاع النفس أثناء النوم ترتبط بالوزن، لأن الدهون حول مجرى الهواء تجعله أضيق وتسهّل انضغاطه. لذلك يمكن لخسارة الوزن أن تحل المشكلة»، بحسب الدكتور كوان.

أجهزة للفم والأنف

تساعد صمامات الأنف القابلة للرمي، التي تُلصق كضمادة، مَن يعانون حالة خفيفة من انقطاع النفس أثناء النوم. توضع الصمامات في المنخارين لتبطئ عملية الزفير وتبقي مجرى الهواء مفتوحاً. يذكر الدكتور كوان: «لا تتخطى كلفة كل منها بضعة دولارات، إلا أنها لا تجدي نفعاً إلا في الحالات الخفيفة إلى المعتدلة، ولا تتجاوز فائدتها نسبة الأربعين في المئة».

أما الخيارات الأكثر كلفة، فتشمل قناع ضغط أكثر راحةً يُعَدّ لوجه المريض أو جهازاً فموياً يبقي الفك مندفعاً نحو الأمام، ما يحول دون تراجع اللسان إلى مجرى الهواء. يوضح الدكتور كوان: «يصنع هذا الجهازَ طبيبُ الأسنان وتصل فاعليته إلى 80 % أو %90. إلا أنه قد يسبب ألماً في الفك وتحرّك الأسنان، فضلاً عن أنه لن يجدي نفعاً إن كنت لا تملك عدداً كافياً من الأسنان».

الملجأ الأخير

في حالة مَن جربوا الحلول كافة ولم يفلحوا، تشكّل الجراحة خياراً ملائماً، وتتراوح بين إزالة الأنسجة الزائدة في الجهة الخلفية من الحنجرة، وتقصير النسيج الطري المتدلي (لهاة الحلق)، التي يقول الدكتور كوان إن فاعليتها تقتصر على %40، وقطع عظم الفك وإعادة موضعته، وتصل فاعليتها إلى %75 أو %80 وفق كوان، ولكن تترتب عليها عملية تعافٍ مؤلمة وطويلة.

أحد أحدث الابتكارات لمعالجة هذه الحالة جهاز قابل للزرع يشبه الناظمة القلبية يُدعى محفّز عصب تحت اللسان، يحفّز اللسان ويجعله يشتد عندما تتنفس، ما يمنعه من سد مجرى الهواء. يشير الدكتور كوان إلى أن الجهاز يحسّن حالة مرضى انقطاع النفس بنحو %70. إلا أنه لا يلائم مَن يعانون زيادة كبيرة في الوزن أو حالة حادة من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، فضلاً عن أن شركات التأمين لا تغطيه دوماً. ولا شك في أن ذلك يمثل تحدياً كبيراً، لما كانت كلفته تصل إلى 30 ألف دولار.

ما عليك فعله

لا تستسلم إن لم يشكّل قناع ضغط مجرى الهواء الإيجابي المتواصل حلاً لمشكلتك. يشدد الدكتور كوان «على ضرورة معالجة كل حالة على حدة. لذلك عليك أن تكتشف الحلّ الفاعل في حالتك. يكفي، مثلاً، في حالة مَن يعانون انقطاع نفس خفيفاً إلى معتدل استعمال جهاز فموي».

ولكن ما السبيل إلى تحديد الأفضل لك؟ يجيب الدكتور كوان: «ناقش مع طبيبك حسنات كل خيار وسيئاته، وما إذا كان مفيداً لحالتك. وإن كان انقطاع النفس أثناء النوم يؤثر سلباً في حياتك، فلا شك في أنك ستشعر بتحسّن كبير مع العلاج وستحظى بليلة نوم هانئة».

ما هو انقطاع النفس أثناء النوم؟

يشكّل الشعور بالنعاس خلال النهار، والاختناق ليلاً، والشخير إشارات إلى الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. يُعتبر هذا الانقطاع حالة قد تكون مميتة ينسد خلالها مجرى الهواء فترة وجيزة أثناء النوم، ما يسبب ضيق تنفس مؤقتاً. وقد يتراوح عدد المرات التي ينقطع فيها النفس بين عشرة ومئة في الساعة، ما يجعل المريض أكثر عرضة لخطر الإصابة بالداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومرض القلب، والسكتة الدماغية. ومع أن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم يشكّل حالة صحية خطيرة تصيب الملايين حول العالم، فإنها لا تحظى عموماً بالاهتمام الكافي وقلما تُشخَّص. ولكن إن كنت تعاني هذه الأعراض، فمن الممكن لاختبار نوم أن يحدد ما إذا كنت مصاباً فعلاً بانقطاع النفس أثناء النوم، فضلاً عن أنه يساعد طبيبك في اختيار العلاج الملائم لحالتك.

back to top