Brigsby Bear تكريم متعة صناعة الأفلام الهاوية

نشر في 15-08-2017
آخر تحديث 15-08-2017 | 00:00
كايلي موني في مشهد من الفيلم
كايلي موني في مشهد من الفيلم
يبدأ Brigsby Bear (الدب بريغسبي) بتسجيل بالٍ على شريط فيديو لبرنامج أطفال عُرض طويلاً إلا أن الأولاد لم يشاهدوه على نحو غريب بعنوان Brigsby Bear Adventures (مغامرات الدب بريغسبي).
يدور البرنامج الذي يبدأ به فيلم Brigsby Bear حول بطل دب ناطق تؤدي مساعيه السحرية إلى دروس أخلاقية متقنة وإن لم تكن دوماً عفوية. ومع تصويره المتدني الجودة وتأثيراته الخاصة التي يمكن وصفها بالبدائية بكل سهولة، يبدو أن إنتاج هذا البرنامج بدأ في ثمانينيات القرن الماضي، غير أنه تفادى بطريقة ما الإلغاء أو التحديث التكنولوجي خلال مواسمه الخمسة والعشرين الطويلة.

أما مُشاهده الأكثر إخلاصاً، فيبلغ من العمر أيضاً 25 سنة.

عاش جيمس بوب (كايلي موني)، وهو شاب ذكي إنما ساذج بسبب الحماية المفرطة التي تعرض لها (ظروف مثيرة للاهتمام سأمتنع عن الإفصاح عنها هنا)، طوال حياته تحت سحر «بريغسبي». وبنظارتيه السميكتين وشعره المشعث، يبدو جيمس في البداية منجذباً إلى عبارات الأفلام الغريبة والساذجة. لم يسبق له أن أقام علاقات مع الجنس الآخر ويتمتع بمقدرات حسابية كبيرة. إلا أنه يبقى في المقام الأول معجباً مهووساً ورجلاً يستطيع إيقاف أية دردشة خلال حفلة بتحويلها إلى عالم «بريغسبي» الغريب من العبارات المقفاة.

من الطبيعي أن يشعر والداه المحبان (مات والش وميكايلا واتكينز)، اللذان يعيشان معه في ضاحية غير محددة (صُوّر الفيلم في يوتاه)، بالقلق حيال حياته الاجتماعية وصحته العقلية. أما شقيقته المراهقة السئمة أوبري (ريان سيمبكينز)، فلا تكترث لأمره كثيراً بشرط ألا يحرجها. لكن معالجته النفسية إميلي (كلير داينز) تشعر بالقلق كما والديه وتنصح جيمس برفق بأن يتخلى تماماً ونهائياً عن «بريغسبي».

سحر

يكمن سحر هذا العمل الفكاهي الجميل بامتياز، الذي يشكّل أول فيلم سينمائي للمخرج دايف مكاري ويستند إلى نص موني وكيفن كاستيلو، في أنه لا يتجاهل نصيحة إميلي بالكامل فحسب، بل يأبى أيضاً أن يحوّل جيمس إلى هدف للسخرية السهلة.

يحدّ موني، وهو عضو دائم في فريق عمل برنامج Saturday Night Live (الذي يتولّى مكاري إخراج فقرة فيه)، من غرابة جيمس بغية التركيز على ذكائه، وإخلاصه، وانفتاحه على تجارب جديدة رغم اهتماماته المحدودة بكل وضوح. ولا بد من أنك قابلت على مواقع التواصل الاجتماعي أناساً أقل تميزاً وقدرةً على التكيف يتملكهم هوس مشابه بأوجهٍ من الثقافة الرائجة.

نحظى باكراً بالجواب عن السؤال «مَن أعد فعلاً هذا البرنامج؟»، وأقصد بذلك البرنامج ضمن إطار القصة. في مطلق الأحوال، تتسارع أحداث الفيلم عندما يقرِّر جاك إعداد فيلمه الخاص عن بريغسبي ويطلب مساعدة بعض الأصدقاء، من بينهم صديقه العبقري في عالم الأنيمايشن سبنسر (يورغ ديفيد لندبورغ الابن من Spider-Man: Homecoming)، فضلاً عن محقق ودود من رجال الشرطة يُدعى فوغل (غريغ كينير المذهل) يتبين أنه يتمتع بقدرة داخلية عالية على التمثيل.

يشكّل هذا الأمر تطوراً مذهلاً، خصوصاً لأنك تلاحظ أن ما يحرّك أصدقاء جيمس ليس الشفقة بل حماستهم الحقيقية لإعداد برنامج. وهكذا يتحوّل Brigsby Bear إلى تكريم ناجح لمتعة صناعة الأفلام الهاوية، صناعة تذكّر مواقعها وأدواتها المعدة بحب بدقة الصناعة اليدوية وروح «القيام بذلك أنت بنفسك» اللتين نراهما في أفلام مستقلة مثل Me and Earl and the Dying Girl، Be Kind Rewind، وSon of Rambow.

Brigsby Bear أول فيلم سينمائي للمخرج دايف مكاري
back to top