آمال : لاعبي برشلونة... جهزوا بشوتكم

نشر في 15-08-2017
آخر تحديث 15-08-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي علاقتي مع كرة القدم علاقة معرفة وسلام باليد. وإن قلت "كرة القدم" فأنا أتحدث عن كرة القدم الإسبانية، وبعض البطولات الأوروبية واللاتينية، أما البطولات الكويتية والعربية والآسيوية فلا جيرة بيننا ولا نسب.

وقبل فترة، وأثناء صخب المدينة وحديثها عن انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جرمان، قلت لصاحبي: "اللهم فرّج كربة برشلونة بانتقال هذا الشيطان الاستعراضي المستفز". أقول ذلك وأنا مغرم بنادي برشلونة، ويحب ناقته بعيري. إذ قيل لي قبل سنوات إن نادي ريال مدريد نادٍ ملكي، يشجعه الملك ويدعمه، وتدعمه حاشيته وأسرته، لذا سمّي ريال، أي رويال بالإنكليزية، بينما يدعم البسطاء الكاتالونيون ناديهم برشلونة، ويتحدون به نادي الملك، لذا فهو نبض الشعب هناك. فوجدت نفسي برشلونياً في طرفة عين.

ومع ذا، كنت أشتم نيمار قائماً وقاعداً، وعلى أريكتي وعلى فراشي، وأتمنى بيعه الليلة قبل صياح الديك، وإن تعذر البيع فليُعتقل بتهمة من تهم أمن الدولة في إسبانيا الشقيقة. ليش؟ لأنه يفتقد روح الفارس. كيف؟ يا عزيزي هو لا يفكر إلا في نفسه، وفي صورته الشخصية، حتى على حساب فريقه. تجده يستعرض بالكرة في الدقائق الأخيرة، حتى لو كان فريقه مهزوماً يستجدي الدقيقة والثانية. طبعاً باستثناء بعض المباريات.

ثم، وهذا الأكثر استفزازاً، هو جبان رعديد، من النوع الذي يفتعل المعارك ثم يهرب منها (هنا أتحدث بعقليتي التي تشكلت في منطقة الصباحية)، ولو أنك دققت في معاركه التي يفتعلها مع لاعبي الفرق الأخرى أثناء المباريات، لوجدت أنه، بعد ثوان، ابتعد عن "أرض المعركة" وترك زملاءه في الفريق يواجهون مصيرهم بمفردهم!

ستقول لي: "لكنه موهوب"، وسأثني على كلامك وأعززه. أشهد بأنه يملك من المهارات ما يبهر العين ويشعل الكفين، لكن لاعبين كثراً أقلّ شهرة منه وأكثر منفعة، والأهم أقل سعراً. ولا أدري ما تفسير حرص النادي الباريسي على شراء هذا الشيطان الراقص بكل هذه الملايين، إلا إذا كان للشق السياسي نصيب، فهذه حكاية أخرى.

على أية حال، حتى لو خسر برشلونة مباراة الذهاب مع نادي الملك وحاشيته، وحتى لو بكى بعض البرشلونيين لفقد نيمار، أقول للاعبي برشلونة: "جهزوا بشوتكم لتسلّم درع الدوري وكأس الملك، فقد أزاح الله عن أكتافكم حملاً ثقيلاً برحيل الشيطان الراقص".

back to top