بيونغ يانغ تجهز صواريخ بحر - أرض... وترامب يلوّح بضرب فنزويلا

• «البنتاغون» على أهبة الاستعداد لتأمين جزيرة غوام... واليابان تنشر منظومة «باتريوت» في شيمان وهيروشيما وكوشي
• بكين تدعو واشنطن لضبط النفس ولندن تريد حلاً دبلوماسياً
• ماكرون يطالب بإجراءات منسقة لنزع « النووي الكوري»

نشر في 12-08-2017
آخر تحديث 12-08-2017 | 22:00
سياح يلتقطون الصور في وسط مدينة سيول أمس (إي بي إيه)
سياح يلتقطون الصور في وسط مدينة سيول أمس (إي بي إيه)
في خضم التوتر مع الولايات المتحدة وحلفائها، تستعد كوريا الشمالية لاختبار صواريخ بالستية بحر - أرض، من على متن غواصة، في تحد جديد للمجتمع الدولي، والعقوبات المفروضة على برامج تسلحها النووية، تزامنا مع تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكانية اللجوء للخيار العسكري للتعامل مع فنزويلا، التي تشهد اضطرابات سياسية ضد حكم الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.




مع إعلان كوريا الشمالية حشد الملايين للانضمام إلى صفوف جيشها لمقاومة عقوبات أممية على برنامج تسلحها الصاروخي والنووي، ومحاربة الولايات المتحدة في حال اندلاع حرب، أظهرت صور حديثة ملتقطة بالأقمار الصناعية استعداد كوريا الشمالية لاختبار صواريخ بالستية من على متن غواصة.

ونشر خبير في الشؤون الاستخبارية والدفاعية لكوريا الشمالية، يدعى جوزيف بيرموديز، أمس، صورا على موقع "نورث 38" التابع لجامعة جونز هوبكينز بواشنطن، وقال إنها تُظهر استعدادات لاختبار صاروخ بالستي بحر - أرض (إس إل بي إم).

وأضاف أن "صورا التقطت حديثا بقمر صناعي تكشف تطورات عديدة تشير إلى أن كوريا الشمالية ربما تُسرع تطوير الجزء البحري من قواتها النووية".

وجاء التقرير في وقت اتهم النظام الشيوعي بكوريا الشمالية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "مهووس يقود شبه الجزيرة الكورية إلى حرب نووية"، وزعمت بيونغ يانغ أن قرابة 3.5 ملايين مواطن تطوعوا للانضمام إلى صفوف جيشها، أو العودة إليه لمقاومة عقوبات جديدة من الأمم المتحدة وقتال واشنطن.

وأفادت صحيفة "رودونج سينمون" الرسمية في كوريا الشمالية بأن المتطوعين عرضوا الانضمام إلى الجيش الشعبي الكوري، بعدما أصدرت وكالة الأنباء المركزية الكورية بيانا، الاثنين الماضي، دانت فيه العقوبات الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة ردا على تجارب كوريا الشمالية الصاروخية، وهددت الأخيرة الأسبوع الماضي بقصف جزيرة غوام الأميركية بالمحيط الهادي.

تأهب أميركي

في المقابل، أصدر البيت الأبيض بيانا أعلن فيه أن وزارة الدفاع (البنتاغون) والقوات العسكرية "على أهبة الاستعداد لحماية جزيرة غوام الواقعة بالمحيط الهادئ.

وأوضح أن ترامب "طمأن حاكم غوام ايدي كالفو، في اتصال هاتفي، بأن القوات الأميركية مستعدة لضمان سلامة وأمن سكان غوام، وباقي أميركا"، مطالبا في ساعة مبكرة صباح أمس كوريا الشمالية بـ"التخلي عن سلوكها الاستفزازي والتصعيدي".

وجاء ذلك في وقت لم يغير ترامب لهجته النارية باستخدام القوة ضد كوريا الشمالية، وأكد الرئيس الأميركي، أمس الأول، أن الخيار العسكري "جاهز للتنفيذ"، ومحذرا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون بأنه "سيندم سريعا" إذا هاجم غوام أو أي حليف للولايات المتحدة، معربا عن تنديده بـ"نظام ستاليني يتصرف بشكل سيئ منذ سنوات وعقود".

تهدئة وقلق

في هذه الأثناء، توالت ردود الفعل الدولية مع تصاعد مخاوف وقوع صدام مسلح بين واشنطن وبيونغ يانغ، وفي محاولة للتهدئة حثت الصين أقرب حلفاء كوريا الشمالية الرئيس الأميركي على تجنب التصريحات التي "تؤجج" التوتر.

وأبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الأميركي، خلال مكالمة، أن هناك حاجة لحل سلمي للقضية، داعيا إلى ضبط النفس و"مواصلة نهج الحوار والمفاوضات". وذكر البيت الأبيض أن ترامب وبينغ أكدا التزامهما بنزع السلاح النووي لشبه الجزيرة الكورية خلال المكالمة التي جرت مساء أمس الأول.

كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إلى تحمل "المسؤولية ومنع أي تصعيد في التوتر"، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات منسقة لدفع بيونغ يانغ إلى "استئناف غير مشروط للحوار، من أجل نزع سلاحها النووي والصاروخي".

وحمل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون "نظام كوريا الشمالية سبب هذه المشكلة وحلها"، مؤكداً أن لندن ترغب في حل دبلوماسي للازمة.

دفاع ياباني

وفي طوكيو، بدأت وزارة الدفاع أمس نشر منظومتها الدفاعية المضادة للصواريخ "باتريوت - باك 3" في مناطق شيمان وهيروشيما وكوشي وايهيمي، بعد إعلان كوريا الشمالية أن تلك البلدات يمكن أن تقع على مسار صواريخ هددت بإطلاقها فوق الارخبيل الياباني باتجاه جزيرة غوام الأميركية.

وذكرت تقارير أن مدمرة تابعة لقوة "ايجيس" الدفاعية تتمركز حاليا في بحر اليابان لاسقاط أي صاروخ.

ولم يتم الإعلان رسميا عن عملية نشر منظومة باتريوت، لكن الحكومة اليابانية تعهدت من قبل بإسقاط الصواريخ الكورية الشمالية التي يمكن أن تهدد أراضيها.

إدانة وتخفيف

في السياق، دانت وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند، التي أجرت في وقت سابق مقابلة موجزة ونادرة مع نظيرها الكوري الشمالي، على هامش منتدى آسيوي، أعقبها إطلاق بيونغ يانغ قسا كنديا كان محتجزا لديها، تصرفات النظام الكوري الشمالي، معتبرة أن برنامجه النووي يشكل "تهديدا خطيرا للعالم يجب أن يتوقف"، داعية في الوقت نفسه الى تخفيف التوتر.

وكانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل انتقدت ضمنيا تصعيد ترامب لـ"الحرب الكلامية"، والتلويح بتحرك عسكري، وهو ما قلل من أهميته الرئيس الأميركي قائلا: "تتحدث عن ألمانيا بالطبع، وليس الولايات المتحدة".

تدخل في فنزويلا

على صعيد منفصل، طرح الرئيس الأميركي إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري للتعامل مع الاضطرابات السياسية التي تشهدها فنزويلا ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو، الذي يواجه عزلة دولية.

وقال ترامب، لصحافيين في نيو جيرسي حيث يمضي عطلة: "لدينا خيارات كثيرة، بما في ذلك خيار عسكري إذا لزم الأمر، فنزويلا ليست بعيدة والناس يعانون ويموتون"، لكنه لم يوضح حجم أو هدف التهديد للنظام الذي تعتبره واشنطن غير مقبول وتقف في صف المعارضة التي تتصدى للاستبداد.

وجاء تلويح ترامب العسكري بعد رفضه طلبا من مادورو بإجراء محادثة معه خلال خطاب تعهد فيه بالرد "بحمل السلاح" على "أي عدوان أميركي".

في المقابل، وصف وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو تهديدات ترامب بـ"العمل الجنوني". وقال بادرينو: "في حال التعرض لعدوان فسنكون جميعا في الصف الأول للدفاع عن مصالح وسيادة فنزويلا".

وذكر وزير الاتصالات في فنزويلا، إرنستو فيلغاس، أن وزارة الخارجية ستصدر بيانا يرفض "التهديدات الإمبريالية". وفرضت الولايات المتحدة مطلع أغسطس عقوبات على الرئيس الفنزويلي الذي وصفته بـ"الدكتاتور".

ومن النادر جدا أن تفرض واشنطن عقوبات على رئيس دولة أجنبية يمارس مهامه. ومادورو هو الرئيس الرابع الذي تفرض عليه عقوبات من قبل واشنطن بعد الرئيس السوري بشار الأسد، والزعيم الكوري الشمالي ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي.

جولة بنس

ووسط تصاعد المخاوف في المنطقة، يبدأ نائب الرئيس الأميركي مايك بنس جولة إلى أميركا الجنوبية والوسطى اليوم، ستكون كولومبيا أول محطتها، حيث يعقد مناقشات مع الرئيس خوان مانويل سانتوس.

ووفق البيت الأبيص، فإنه من المقرر أن يزور الأرجنتين وتشيلي وبنما، ومن المتوقع أن يدعو لعلاقات اقتصادية وأمنية أقوى خلال الجولة، ومن المتوقع أن يلقي الوضع في فنزويلا بظلاله على زيارة بنس.

بنس يبدأ اليوم جولة في أميركا اللاتينية تشمل كولومبيا والأرجنتين وتشيلي وبنما

الرئيس الأميركي يرفض محادثة مادورو... ووزير دفاع فنزويلا يعتبر تهديداته «جنوناً»
back to top