المشروبات الغنية بالسكر أثناء الحمل تؤدي إلى مشاكل في الوزن خلال الطفولة

نشر في 12-08-2017
آخر تحديث 12-08-2017 | 00:00
No Image Caption
أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة هارفارد أن الحوامل اللواتي يتخلين عن المشروبات المحلاة بالسكر، خصوصاً المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة، يساعدن أولادهن على تفادي زيادة الوزن أو السمنة في مرحلة متأخرة من الطفولة.
يشكّل بحث نُشر في مجلة Pediatrics جزءاً من مشروع «فيفا»، وهو دراسة متواصلة متعددة الأجزاء هدفها تفحّص تأثيرات عوامل عدة في نمو الولد قبل الولادة وبعدها. وتلقى المشروع التمويل من معاهد الصحة الوطنية في الولايات المتحدة.

شيرلي ريفاس-شيمان خبيرة متخصصة في الإحصاءات الحيوية في كلية الطب في هارفارد ومعهد Pilgrim للرعاية الصحية في هارفارد، تذكر في هذا المجال: «اكتشفنا أن أولاد الأمهات اللواتي استهلكن كمية أكبر من المشروبات الغنية بالسكر نحو منتصف الحمل امتلكوا مقداراً أكبر من دهون الجسم، بغض النظر عما تناولوه هم أنفسهم».

تتابع: «السمنة في الطفولة منتشرة وتصعب معالجتها. لذلك من المهم تحديد العوامل القابلة للتعديل التي تحدث قبل الولادة وخلال مراحل الطفولة الأولى بغية اتخاذ الخطوات الوقائية باكراً».

تحوّلت المشروبات المحلاة بالسكر إلى هدف رئيس في الجهود الرامية إلى تفادي السمنة في حالة الأولاد والبالغين. في حالات عدة، يرتبط استهلاك المشروبات الغنية بالسكر بالوزن الزائد، والمتلازمة الأيضية، والداء السكري من النمط الثاني.

شملت الدراسة نحو 1100 ثنائي من ماساتشوستس ضمّ كل منها أماً وطفلها. تأمل الباحثون استهلاك الأمهات المشروبات المحلاة بالسكر والخالية منه خلال الثلثين الأول والثاني من الحمل بين عامَي 1999 و2002. كذلك عبأت الأمهات استبانات عدة، وزار الباحثون المشاركين مرات عدة في المنزل، وكانت إحدى الزيارات عندما بلغ الأولاد منتصف الطفولة، علماً بأن العمر الوسيط في الدراسة ثماني سنوات تقريباً.

تبين أن وزن الصبية والفتيات في الثامنة من العمر، الذين بلغوا متوسط الطول في هذه السن، ازداد نحو نصف كيلوغرام لكل حصة يومية إضافية من المشروبات الغنية بالسكر تناولتها الأم خلال الثلث الثاني من الحمل، وفق ريفاس-شيمان.

أما الأولاد الذين بلغوا الثامنة من العمر، وشربوا نصف مشروب محلى بالسكر أسبوعياً على الأقل، واعتادت أمهاتهم استهلاك ما لا يقل عن مشروبين غنيين بالسكر يومياً نحو منتصف الحمل، فحظوا بوزن أكبر بنحو كيلوغرام. وجاءت النتائج مشابهة تقريباً بين الأولاد الذين استهلكوا مقداراً أقل من هذه المشروبات، إلا أن أمهاتهم تناولن المشروبات الغنية بالسكر خلال الحمل.

اعتمد الباحثون على برنامج كمبيوتر لمعادلة بعض المتغيرات المتعلقة بالأم والولد، مثل مستوى الأم التعليمي، ومدخول الأسرة، وجنس الولد.

الأكثر سوءاً

لاحظ الباحثون أن نتائج الوزن الأكثر سوءاً ارتبطت بالأمهات اللواتي تناولن المشروبات الغازية. واحتلت عصائر الفاكهة المحلاة بالسكر المرتبة التالية.

تؤكد ريفاس-شيمان: «اكتشفنا أن استبدال الماء، أو عصائر الفاكهة الطبيعية 100%، أو الحليب بالمشروبات الغنية بالسكر، عاد بفوائد كبيرة على وزن الولد، مقارنةً بتناول مشروبات غازية دايت. فقد ارتبط استهلاك الأخيرة بمعدلات دهون أعلى بقليل.

علاوة على ذلك، تشير الدراسة إلى أن اكتساب الولد الوزن يعود خصوصاً إلى أسباب ترتبط بالنمو وأن خصائص المشروبات الأخرى، بما فيها المحليات المستخدمة، ربما تكون أكثر أهمية من محتوى السعرات الحرارية وحده.

توضح ريفاس-شيمان أن عملية تراكم الدهون في الجنين تتسارع في الثلث الثاني من الحمل. وتتابع مضيفةً أن هذه الفترة ربما تشكّل أيضاً مرحلة حساسة تشهد تبدلات في النمو «تكون لها تداعيات على السمنة تدوم طوال الحياة».

يعتقد الباحثون أن الدراسة تقدّم أدلة تربط استهلاك الأم المشروبات المحلاة بالسكر بوزن ولدها والدهون في جسمه. وسيتفحص الباحثون بعد ذلك متى يكون لاستهلاك الأولاد المشروبات المحلاة بالسكر، فضلاً عن عوامل أخرى في نظامهم الغذائي، التأثير الأكبر وكيفية حدوث ذلك، وفق ريفاس-شيمان.

back to top