العمر المديد... إليكم أسراره

نشر في 11-08-2017
آخر تحديث 11-08-2017 | 00:00
No Image Caption
يسعى جميع الناس إلى العيش أطول فترة ممكنة لكن يبدو أنهم يبحثون عن الحلول في الأماكن الخاطئة. اليوم يعمل العلماء على اكتشاف علاجات لتحسين الصحة وإطالة العمر.
يتعلّق معظم العوامل التي تسرّع الوفاة بأسلوب الحياة والعوامل البيئية، فيما تقتصر نسبة الأمراض الوراثية على 25%.

يتوقع الخبراء إطالة الحياة بمعدل 30 سنة في المستقبل القريب. في عام 2006، كبح فريق من العلماء الخلايا التي تسبّب الشيخوخة عبر إعطاء دواء {راباميسين} للفئران المخبرية، علماً بأنه يُعطى في العادة للأشخاص الذين يزرعون الأعضاء كي لا ترفض أجسامهم الأعضاء الجديدة. وزاد عمر الفئران بنسبة 14% وتحسّنت صحتها بدرجة ملحوظة.

بالنسبة إلى البشر، تساوي تلك النتيجة نحو 30 سنة إضافية من الحياة الصحية. لكن لن يكون الوضع بهذه البساطة لأن الراباميسين يعطّل جهاز المناعة وينعكس سلباً على مستويات السكر في الدم ويسبّب السرطان، ما يعني أنه ليس العلاج المنتظر كما توقّع البعض.

سيكون الميتفورمين العامل الذي يغيّر قواعد اللعبة على الأرجح. صحيح أنه يُستعمل على نطاق واسع لمعالجة السكري، لكنه يعطي مفعوله عبر زيادة مستويات الأوكسجين في كل خلية. طال عمر الفئران التي خضعت للاختبار بنسبة 40% من دون أن تواجه أي التهابات أو مؤشرات أخرى على تدهور الصحة.

بالنسبة إلى البشر، لوحظ أن مرضى السكري الذين يأخذون ذلك الدواء راهناً يعيشون أكثر من غير المصابين بالسكري بثماني سنوات. لذا يظنّ بعض الخبراء أن الميتفورمين قد يكون أول دواء مضاد للشيخوخة في العالم.

شباب أبدي

تبدأ التجارب على البشر هذه السنة، ومن المتوقع أن تمتدّ حتى عام 2021. ستركّز تجربة أميركية مثلاً على 3 آلاف شخص مصابين بأمراض مرتبطة بالسن، كالسرطان والزهايمر، ويتراوح عمرهم بين 70 و80 عاماً. على صعيد آخر، يبحث علماء كثيرون اليوم عن أصل الأمراض في الجينات لكنهم يطبّقون مقاربة معاكسة عبر رصد الجينات التي ساعدت الناس على عيش حياة مديدة وصحية.

للاحتماء من الخرف وأمراض القلب والسرطان، يكمن الجواب حتى الآن في وجود مستويات عالية من الكولسترول الجيد في الجسم (يمكن الحصول عليه عبر المكسرات والبقوليات). لكن ثمة عامل غامض آخر لتقصير الفترة التي يُصاب فيها الناس بأمراض قاتلة، ما يعني أن يعيشوا حياة مديدة وصحية من دون أن يعانوا فترة طويلة قبل الموت.

قطاع مكافحة الشيخوخة

إذا نجحت التجارب على الميتفورمين، يرتفع متوسط العمر المتوقع إلى 90 عاماً. حتى أن البحوث المستمرة تمهّد لنشوء دواء جديد يسمح بالعيش حتى عمر المئة وبتقصير مدة المرض في نهاية الحياة. من الناحية الإيجابية، أصبح الميتفورمين دواءً شائعاً وقليل الكلفة، لذا يمكن أن يستفيد منه جميع الناس بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي. لكن يصعب أن يسمح قطاع مكافحة الشيخوخة بترويج هذا النوع من العلاجات الرخيصة. يجري العمل على ابتكار علاجات لتجديد التيلوميراز أو حِقَن هرمونية أو أقنعة للوجه ببلازما الدم. حتى أن الحبوب قد تضاف إلى ماء الشرب على شكل فلوريد.

أحدث المستجدات

يستمر الجدل حول تداعيات هذا النوع من التجارب لأن إطالة الحياة ستعني أيضاً أن يعمل الناس الأكبر سناً مدة إضافية بما أن تراجع الأمراض المرتبطة بالسن سيسمح لهم بالحفاظ على استقلاليتهم. لكن رغم هذه المنافع كلها، لا يزال الطريق طويلاً أمام العلماء قبل أن يتمكنوا من إقناع حكوماتهم بزيادة استثماراتهم في قطاع البحوث عن الشيخوخة بدل التركيز على الأمراض الفردية.

إذا وافقت الحكومات على دعم البحوث الجديدة، يمكن أن تُغيّر النتائج أسس المجتمع بطريقة جذرية وقد تؤثر في سن الإنجاب وتُعدّل نظرتنا إلى العمل. كذلك ربما يفكّر البعض بتغيير مهنته مرتين أو ثلاث مرات على مر حياته!

أخيراً، لا تتعلق الحياة فعلياً بإيجاد سر الخلود بل بالحفاظ على الصحة والحيوية حتى اللحظة الأخيرة!

back to top