تسارع المكاسب ضد «داعش» في عهد ترامب

نشر في 10-08-2017
آخر تحديث 10-08-2017 | 00:12
 واشنطن بوست خلال الأشهر الستة الماضية، تم استرداد نحو ثلث المناطق المسترجعة من «داعش» في العراق وسورية، بفضل السياسات الجديدة التي تبنتها إدارة ترامب، حسبما يؤكد مسؤول بارز في وزارة الخارجية.

أفاد بريت ماغيرك، المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد «داعش» في وزارة الخارجية، بأن الخطوات التي اتخذها ترامب، بما فيها نقل صلاحية اتخاذ القرارات من البيت الأبيض إلى القادة في الميدان، أدت إلى «تسارع كبير» في المكاسب التي حققناها ضد المقاتلين المتطرفين.

وأضاف أن «داعش» طُرد من 45 في المئة من الرقة، التي تُعتبر عاصمة هذا التنظيم في سورية بحكم الواقع، منذ انطلاق الهجوم الذي شنته قوات محلية تدعمها الولايات المتحدة قبل شهرَين، كذلك لعبت ضربات الولايات المتحدة والتحالف الجوي دوراً أساسياً في النجاحات الميدانية التي حققتها القوات الديمقراطية السورية المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب.

صحيح أن إدارة ترامب لم تعلن بعد عن إستراتيجيتها الجديدة للحملة ضد «داعش»، إلا أن ماغيرك ذكر عدداً من «التغييرات الرئيسة» خلال عهد ترامب. وفضلاً عن تفويض صلاحية اتخاذ القرارات، التي شدد ماغيرك على أنها أتاحت قدرة أكبر على التفاعل مع الفرص والظروف المتبدلة، أشار إلى «حملة الإبادة» التي ركّزت على المدن المحيطة الواقعة تحت سيطرة المجاهدين قبل شن الهجمات بهدف الحرص على عدم فرار أي مقاتل.

لذلك قال إن الألفَي مقاتل المتبقين في الرقة «سيموتون فيها على الأرجح»، لكن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن هناك 25 ألف مدني ما زالوا أيضاً في هذه المدينة.

بالإضافة إلى ذلك، تحدث ماغيرك، الذي شغل المنصب عينه في إدارة أوباما، عن جهود الإدارة المتجددة «لتعزيز تشاطر الأعباء في التحالف» بين 73 دولة، على حد تعبيره. صحيح أن معظم هذه الدول لا يشارك في القتال، إلا أنه من المتوقع أن يساهم في جهود نشر الاستقرار في المناطق المحررة، بما فيها مدينة الموصل في العراق، حيث أعلنت القوى الأمنية العراقية المدعومة من الولايات المتحدة تحقيقها النصر على داعش الشهر الماضي.

انتقد بعض المشرعين الأميركيين ما اعتبروه غياب خطط ما بعد الصراع، في حين أعلن آخرون (كما شدد ترامب خلال حملته الرئاسية) أنه من الضروري ألا تشارك الولايات المتحدة في «بناء الأمم» في الخارج.

وصف ماغيرك التحضيرات المكثفة، مشدداً في الوقت عينه على أن الولايات المتحدة لا تهتم بعملية إعادة البناء أو بناء الأمة، في المقابل، تعمل الولايات المتحدة وشركاؤها من الأمم، وفق ماغيرك، على إزالة الألغام، وتنظيف الحطام، والحرص على أن الخدمات الأساسية (الكهرباء، والماء، والصرف الصحي) مؤمنة كي يتمكن المهجرون من العودة تحت قيادة المجالس المحلية.

وعند سؤاله عما إذا كان التردي الراهن في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا قد أثر في تعاونهما في سورية، أجاب: «لم نرَ حتى اليوم أي تأثير في تعاوننا» هناك.

في الشهر الماضي، أعلنت حكومتا هذين البلدين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، حيث تقاتل قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة جيش بشار الأسد السوري المدعوم من روسيا في هذه الحرب الأهلية المتواصلة.

علاوة على ذلك، وافقت روسيا، نيابةً عن الأسد، على «الحد من الصراع» على طول الخطوط الممتدة جنوب الرقة ونهر الفرات، حيث هددت قوات الأسد بالتصادم مع مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة يحاربون داعش. كذلك ذكر ماغيرك أن هناك اتصالات يومية «بين الجيشين» الروسي والأميركي مع تراجع الاتصالات الدبلوماسية.

كما تشمل نجاحات السياسة الراهنة، وفق ماغيرك، التوقف شبه الكامل لعمليات تهجير المدنيين داخل سورية والعراق وعودة مئات آلاف المدنيين المهجرين إلى منازلهم في مناطق كان يحتلها «داعش» سابقاً.

* كارين دي يونغ

* (واشنطن بوست)

back to top