Pop Aye... قصة فيل ورفيقه على الطريق

نشر في 08-08-2017
آخر تحديث 08-08-2017 | 00:03
مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم
يدخل فيل ورجل فيلماً. كلا، هذه ليست بداية دعابة، بل الإطار العام لفيلم استثنائي ساحر بعنوان Pop Aye يجمع بين المشاعر والمتعة ويسم الفيلم السينمائي الأول للكاتبة والمخرجة كريستن تان.
كريستن تان، التي فاز نصها Pop Aye بجائزة في مهرجان ساندانس، صانعة أفلام وُلدت في سنغافورة، وعاشت في بانكوك، واكتسبت خبرة في التعاطي مع اللغة. تدور أحداث فيلمها هذا، الذي يحفل بأناس غريبي الأطوار يتمتعون بشخصيات مميزة، في تايلاند اليوم.

لكن دور البطولة في هذا العمل (بلا مزاح) يعود إلى الفيل «بوباي»، الذي يؤدي دوره حيوان ضخم يُدعى بونغ. لا يشكّل هذا الفيل مجرّد واجهة، بل تساهم تصرفاته غير المتوقعة في تحريك القصة بقدر العوامل البشرية.

يمكننا القول حتى إن طريقة سير الفيل الحازمة والهادفة، كما لو أنه يحمل غاية محددة في عقله، في هذا الفيلم ترسم إلى حد ما وتيرة أحداث Pop Aye البطيئة إنما المركّزة.

أسئلة وماضٍ

عندما نلتقي أول مرة بوباي ومالكه ثانا (ثانيث واراكولنوكروه) أثناء سيرهما على الطريق العام في مكان خلاء، تراودنا أسئلة كثيرة. مَن هذا الرجل؟ إلى أين يذهب؟ ولمَ يصطحب معه فيلاً؟

لكننا نرى تدريجياً سلسلة مشاهد من الماضي، فندرك أن ثانا مهندس بارز في بانكوك يواجه أزمة منتصف العمر ويختار وسيلة استثنائية للخروج منها.

يتعرّض ثانا للتهميش من رب عمله الجديد، فضلاً عن أن المبنى الذي كان مشروعه الكبير الأول، معلم من معالم بانكوك يُدعى «غاردينا سكوير»، سيُهدم. صحيح أنه يقول للصحافيين: «على القديم أن يفسح في المجال إزاء الجديد»، إلا أنه يشعر باستياء أكبر مما يعرب عنه.

يعزّز شعور ثانا بعدم الانتماء تراجع علاقته بزوجته بو (بينباك سيريكول)، التي تفضّل التبضع على التحاور معه.

ما كانت هذه التفاصيل كافة لتفضي إلى أية نتيجة لولا الصدمة التي هزت كيان ثانا، حين لمح فيلاً في الشارع في حيه.

أيُعقل أن يكون هذا الفيل الذي امتلكته عائلته خلال طفولته في الريف، الفيل الذي دعاه «بوباي» نسبة إلى شخصية الرسوم المتحركة الشهيرة وعلمه تمييز أغنية تلك السلسلة الكرتونية؟

يشتري ثانا الفيل في الحال ويصطحبه إلى المنزل، ما يغضب زوجته بو، فيقرر الزوج المستاء في لحظة غضب ترك حياته الطبيعية وإعادة بوباي إلى القرية التي غادرها من سنين. يهمس في أذن بوباي: «اللعنة على الجميع! من اليوم فصاعداً، أنا وأنت وحدنا».

لكن هذا الوضع سرعان ما يتبدّل كما هي الحال في أي فيلم عن رحلة تشرّد مماثلة. يلتقي ثانا أناساً غير عاديين في رحلته، منهم روح حرة شعرها طويل ورجل يعشق غناء الكاراوكي. فتتحول هذه الشخصيات إلى جزء من جاذبية Pop Aye.

نتعرف أيضاً إلى راهب بوذي يقبل ببطاقات «فيزا» لقاء خدماته وشرطيين متحمسين يريدان اعتقال ثانا والفيل «لانتهاكهما النظافة المدنية». حقاً؟

لكن بوباي لا يُعتبر الشخصية الرئيسة في الفيلم بلا سبب (يشير المخرج إلى أنه عدّل اسم الفيلم ليتلاءم مع الطريقة التي يلفظ بها سكان تايلاند اسم هذه الشخصية). ولا شك في أن المشاهد سيستمتع برؤية الفيل يتفاعل مع مجريات الفيلم، إذا جاز التعبير، مواجهاً الجميع بفخامة.

موسيقى حيوية

تساهم الموسيقى الحيوية في تحريك الأحداث بطريقة تفاعلية. كتبها مايكل جيمس كيلي وتشمل نغمات مؤثرة حزينة من موسيقى surf على الغيتار على طريقة لينك راي. يؤدي كيلي نفسه على آلات كهربائية تراثية حصل عليها لهذا الغرض.

من الطبيعي ألا تنتهي هذه الرحلة كما تتخيل، إلا أن مشاهدتها تستحق وقتك.

صحيح أن Pop Aye يسير بوتيرة بطيئة، إلا أنه يمضي قدماً نحو هدف محدد.

المشاهد سيستمتع برؤية الفيل يتفاعل مع مجريات الفيلم مواجهاً الجميع بفخامة
back to top