واشنطن وسيول تبحثان «خيارات عسكرية» ضد بيونغ يانغ

نشر في 29-07-2017 | 13:36
آخر تحديث 29-07-2017 | 13:36
كوريون شماليون يتابعون عملية إطلاق صاروخ عابر للقارات في العاصمة بيونغ بانغ
كوريون شماليون يتابعون عملية إطلاق صاروخ عابر للقارات في العاصمة بيونغ بانغ
أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أن أراضي الولايات المتحدة بكاملها «باتت في مرمانا» بعدما قامت بلاده الجمعة بإطلاق صاروخ بالستي سقط في بحر اليابان، ما حمل واشنطن وسيول على بحث «خيارات رد عسكري».

ونددت واشنطن وطوكيو وسيول والاتحاد الأوروبي وباريس على الفور بإطلاق بيونغ يانغ ثاني صاروخ بالستي عابر للقارات خلال شهر.

وأكدت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية السبت أن عملية إطلاق الصاروخ تمت «بنجاح» تحت إشراف كيم جونغ أون شخصياً.

وأعلن الزعيم الكوري الشمالي وفق ما نقلت الوكالة أن «الأراضي الأميركية بكاملها باتت في مرمى صواريخنا.. في أي مكان وفي أي وقت».

وأوضحت الوكالة أن الصاروخ الذي أطلق الجمعة هو نسخة محدثة من صاروخ هواسونغ-14 البالستي العابر للقارات، مشيرة إلى أنه قطع مسافة 998 كلم في 47 دقيقة على ارتفاع أقصاه 3724 متراً.

رداً على عملية إطلاق الصاروخ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن «الولايات المتحدة ستتخذ كلّ الخطوات اللازمة لضمان أمن الأراضي الوطنية الأميركية وحماية حلفائنا في المنطقة».

تنديد

من جهتها، نددت الصين السبت بإطلاق الصاروخ مؤكدة أنها «تعارض خروقات كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن الدولي»، غير أنها دعت في الوقت نفسه إلى أن «يتوخى جميع الأطراف المعنيين الحذر ويتجنبوا تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية».

واعتبر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أنه نظراً لكونهما داعمتين اقتصاديتين لبرنامج كوريا الشمالية النووي، فإن الصين وروسيا تتحملان «مسؤولية خاصة» حيال تصاعد هذا الخطر.

رداً على العملية، أعلن الجيش الأميركي مساء الجمعة أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تجريان مناورات عسكرية باستخدام صواريخ تكتيكية أميركية أرض-أرض وصواريخ بالستية كورية جنوبية من طراز هيونمو-2.

وجرت هذه المناورات العسكرية المشتركة باكراً صباح السبت بتوقيت سيول، بعيد إعلان البنتاغون أن القادة العسكريين الأميركيين والكوريين الجنوبيين بحثوا «خيارات للرد العسكري».

وتستعد وزارة الدفاع الأميركية منذ زمن طويل لاحتمال نشوب نزاع مع كوريا الشمالية، غير أن اللهجة الحازمة المستخدمة هذه المرة تشير إلى تطور في الموقف عن ردود الفعل العلنية السابقة على تجارب بيونغ يانغ الصاروخية.

وكانت الولايات المتحدة تكتفي في السابق بانتقاد عمليات إطلاق الصواريخ بدون التحدث عن خيارات رد عسكري.

وبحسب الجيش الأميركي، فإن الصواريخ التكتيكية أرض-أرض«يمكن نشرها سريعاً وهي توفّر القدرة على شن ضربات دقيقة في العمق».

وأشار الجيش إلى أن هذه الأنظمة «سبق أن أطلقت صواريخ في المياه الاقليمية لكوريا الجنوبية على طول الساحل الشرقي في الخامس من يوليو».

واشنطن وسيول تبحثان «خيارات عسكرية» ضد بيونغ يانغ

وأعلنت كوريا الجنوبية أيضاً السبت أنها تعتزم تسريع وتيرة نشر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ (ثاد) على أراضيها بعدما جمدت العملية في يونيو، ما أثار تحذيراً شديد اللهجة من بكين التي ترفض هذا الأمر بشدة.

تحذير

وحذّر الرئيس الأميركي الجمعة من أن إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية عمل «متهور وخطير» سوف «يزيد عزلة» كوريا الشمالية.

وأعلن ترامب في بيان بعد ساعات من العملية «إن هذه الأسلحة وهذه الاختبارات، بتهديدها للعالم، تزيد عزلة كوريا الشمالية وتضعف اقتصادها وتحرم شعبها».

ولم تأت استراتيجية الولايات المتحدة حيال كوريا الشمالية، سواء في عهد الرئيس السابق باراك أوباما أو الرئيس الحالي، بالنتيجة المطلوبة.

ورغم تشديد العقوبات الدولية وضغوط الصين، الحليف الأساسي لبيونغ يانغ، واصل نظام كيم جونغ أون تطوير برنامجيه النووي والبالستي.

وجاءت عملية بيونغ يانغ الأخيرة بعد تجربة أولى ناجحة جرت في 4 يوليو، يوم العيد الوطني الأميركي، مع إطلاق أول صاروخ بالستي عابر للقارات قادر على بلوغ شمال غرب الولايات المتحدة وخصوصا ألاسكا.

ويرى خبراء أن الصاروخ الذي أطلق الجمعة هو اكثر قوة، ومن شأنه بالنظر إلى حمولته أن يطاول الساحل الشرقي الأميركي بما فيه مدينة نيويورك.

نيويورك

ويعتقد كيم دونغ-يوب من معهد دراسات الشرق الأقصى في جامعة كيونغنام أن بيونغ يانغ قد تكون نجحت في تقليص الحمولات حتى 750 كلغ ما يجعل مدى الصاروخ عشرة آلاف كلم.

وقال لوكالة فرانس برس «مع أخذ دوران الأرض في الاعتبار، هذا يعني أن الصاروخ لا يستطيع فقط أن يطاول مدناً في الغرب بل أيضاً نيويورك وواشنطن».

وفي اليابان، إحدى الدول المعرضة لخطر كوريا الشمالية، أوضح وزير الخارجية فوميو كيشيدا أنه توافق مع تيلرسون خلال اتصال هاتفي على ممارسة «أكبر ضغط ممكن» على بيونغ يانغ من خلال استصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي «يتضمن تدابير قاسية» و«العمل مع الصين وروسيا».

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء شينزو آبي إن «الصاروخ البالستي سقط في منطقتنا الاقتصادية الحصرية في بحر اليابان من دون أن يخلف أضراراً».

ودعا آبي إلى اجتماع لمجلس الأمن القومي على غرار رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إين.

وندد الاتحاد الأوروبي بعملية إطلاق الصاروخ الجديدة ودعت فرنسا إلى «إقرار عقوبات إضافية شديدة على وجه السرعة في مجلس الأمن الدولي».

وفرضت الأمم المتحدة منذ 2006 ست مجموعات من العقوبات على بيونغ يانغ ونص قراران صدرا العام الفائت على تشديد تلك العقوبات.

back to top