الخلية

نشر في 29-07-2017
آخر تحديث 29-07-2017 | 00:06
 فواز يعقوب الكندري قبل أن أبدأ، على كل مَن لا يريد أن يركن عواطفه بجانب قهوته، ويظل متمسكاً بنزعاته، أن يغلق صفحة المقال، فلا فائدة لبقائك معنا هنا وقد سلمت عقلك لغيرك يداعب خلاياه ويوجهها كما يشاء، إنك يا صديقي لن تستطيع أن تحاورنا وأنت جعلت المخيخ "هوتيلاً" للعمائم واللحى.

حقيقة، الإسلام السياسي في وضعه الحالي خلق في نفوس قواعد هذا الفكر حلماً بأنه المنقذ الذي يحمل سيف "ذو الفقار" الذي سينتقم من قتَلة الحسين عليه السلام، ليواجهه فكر إسلامي مضاد له في العقيدة يوهم ناشئته ومناصريه بأنهم يملكون دهاء خالد بن الوليد الذي سيجعلهم يلتفون من خلف جبال "زاجروس"، فينتصرون لفتوحات الفاروق رضي الله عنه.

مذاق واقع الإسلام السياسي لا يمكن أن توصف مرارته، فالقادة يعاملون أتباعهم وكأنهم المسامير التي تُضرَب على رؤوسها فتتثبت بها كراسيهم... فلا تهمهم أيادي مناصريهم التي أنهكتها الأغلال، المهم أن تمتلئ خزائنهم بالمال... إنهم يدركون تماماً أن عاطفة هذه الشعوب نحو دينها جياشة، فيتفننون في التلاعب بها لتحقيق مصالحهم.

مؤمن تماماً أن تنوع الأفكار، إن كان في الطريق السليم، سينطلق بنا إلى الأمام، أنا لست مبغضاً لأي فكر، ولم يخلقنا الله مختلفين حتى نعمل على إقصاء من يختلف معنا وسحقهم ليبقى فكر واحد على هذه الأرض، لكني أتألم حين أرى صور زملاء الدراسة تعتلي الصحف متهمين وسيقتادون إلى الزنزانة، لأنهم سخّروا أنفسهم ليكونوا أدوات بيد "العمامة"... فهل يرتضي البسطاء أن يعيشوا في دائرة الألم والمعاناة، ليحيا أسيادهم هانئين، ومرتزقتهم متمصلحين؟!

back to top