فقر الدم... التعويض عن نقص الحديد!

عند الإصابة بفقر الدم، لا تنقل كريات الدم الحمراء كمية كافية من الأوكسجين إلى أنسجة الجسم. تكون النساء الحوامل والأولاد أكثر عرضة لهذه المشكلة. يبقى فقر الدم الحميد «صامتاً» ولا يترافق مع أي أعراض. لكن حين يتخذ مساراً حاداً، تتعدد مؤشراته من بينها التعب والضعف والنعاس وفقدان لون البشرة والشفتين واللسان والأظفار والأوعية الدموية في العين.

من دون علاج مناسب، قد يتفاقم فقر الدم ويصبح سبباً كامناً لتدهور الصحة بشكل مزمن: قد يتباطأ نمو الجنين خلال الحمل، ويتأخر التطور المعرفي، وتزيد مخاطر الالتهابات لدى الصغار، وتتراجع القدرات الجسدية لدى مختلف الناس. يكون المواليد الجدد من أصحاب الوزن الضئيل والأولاد الصغار والنساء في سن الإنجاب معرّضين للخطر أكثر من غيرهم. تحتاج هذه الفئات من الناس إلى كمية حديد تفوق تلك التي يحتاج إليها الرجال أو النساء الأكبر سناً بمرتين أو ثلاث مرات.

أسباب رئيسة

أسباب فقر الدم الرئيسة غذائية. يُعتبر نقص الحديد أحد أكثر العوامل تأثيراً في الصحة ويرتبط بنظام غذائي رتيب وغني بعناصر تعيق امتصاص الحديد. قد يتفاقم نقص الحديد أيضاً بسبب سوء التغذية، لا سيما إذا تزامن مع نقص في حمض الفوليك والفيتامين A أو B12.

الملاريا سبب آخر لفقر الدم وتصيب بين 300 و500 مليون شخص، وقد تُسبّب نصف حالات فقر الدم في المناطق التي يستفحل فيها هذا الوباء.

طريقة التشخيص

لتشخيص فقر الدم وتقييم حدّته، يجب إجراء فحص دم. يتأكد الطبيب من فقر الدم عند تراجع عامل أو ثلاثة عوامل من الثوابت الآتية: عدد الكريات الحمراء، نسبة تركّز الهيموغلوبين، حجم الخلايا المكدسة. ثم يمكن قياس جرعة الحديد في الدم. تكون الفحوص الأخرى أكثر دقة: جرعة الفيتامينات، تصوير النخاع، البحث عن أجسام مضادة لمضادات الكريات الحمراء...

مضاعفات محتملة

بشكل عام، يمكن عكس آثار فقر الدم بمساعدة علاجات فاعلة. لكن تكثر حالات الوفاة بين المواليد الجدد بسبب فقر الدم. إذا ارتبط فقر الدم بنقص الفيتامين B12، قد تكون المضاعفات عصبية لأن هذا الفيتامين يؤثر في الأعصاب. وقد يصاب المريض أيضاً بفشل كلوي بسبب فقر الدم الانحلالي.

وسائل العلاج

في المقام الأول، يجب معالجة الأعراض ووقف النزف بسبب الدورة الشهرية أو القرحة مثلاً، ثم يجب الانتقال إلى استهداف أسباب فقر الدم:

• فقر الدم الخبيث: بالإضافة إلى معالجة السبب (سوء امتصاص الفيتامين B12)، يجب أن يأخذ المريض هذه المادة التي يفتقر إليها على شكل أقراص أو حقن.

• فقر الدم المرتبط بنقص الحديد: يقضي العلاج بأخذ أقراص حديد ويمتد على ستة أشهر.

أفضل المأكولات لمحاربته

عدا الطحالب، يمكن إيجاد أكبر كمية حديد في دم الحيوانات ولحومها، لذا تشكّل اللحوم الحمراء أفضل خيار، إلى جانب كبد العجل أو الدواجن وحويصلات الحيوانات. كذلك، يضمن المحار والقشريات والأسماك كمية جيدة من الحديد. وتساهم الفاصوليا البيضاء والسبانخ والبقدونس والفاكهة المجففة (لا سيما المشمش) في استرجاع مخزون الحديد.