خارج السرب: لا أخفيك... يا أقصانا

نشر في 19-07-2017
آخر تحديث 19-07-2017 | 00:07
سلام الله عليك يا مَن كرْبُ قلبِك ككرب قلب مريم البتول يوم بكت المسيح، وعيناك كعيني يعقوب حين أعماهما البكاء، وكان دواؤهما ريح يوسف، ولا أخفيك لؤماً قد بعنا القميص الممزق للذئاب وقبضنا ثمنه عواء نبذره على موائد اللئام.
 فالح بن حجري السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أقصانا الحبيب، تحيةً طيبة وبعد... لا أخفيك علماً كان بودنا جميعاً أن نقف معك لنرد عنك إرهاب الصهاينة، ولكن وأنت سيد العارفين قدر الوهن علينا وما شاء بنا فعله كالعادة، ولا أخفيك عذراً أعجفَ فإن لظروفنا أحكاماً دولية، والأيام دول نسكن طوال أسبوعها في يوم "السبوت"، فيا جبل الزيتون لا تعجل علينا، وأنظرنا نخبرك اليقينا، بأنا نورد البيانات حبراً... ونصدرهن شجباً قد روينا، سلام الله عليك يا مَن كرْبُ قلبِك ككرب قلب مريم البتول يوم بكت المسيح، وعيناك كعيني يعقوب حين أعماهما البكاء، وكان دواؤهما ريح يوسف، ولا أخفيك لؤماً قد بعنا القميص الممزق للذئاب وقبضنا ثمنه عواء نبذره على موائد اللئام، تعلم جيداً يا فقيه الآلام أن ما تحتاجه "الفيلا" يحرم على الجامع حتى لو كان جامعاً مثلك ثالثاً للحرمين.

ولا أخفيك عاراً قد تطاولنا في البنيان والناطحات والمولات يا ذا المحاريب حتى صارت شرفاتنا أقرب إلى السماء من رياء دعواتنا لك، ولا أخفيك تخاذلاً يا مسرى الأنبياء طوال 60 عاماً نسمع جعجعة تحريرك ولا نري "حطينا" حتى ولو مصادفة من بعيد أحلامنا، ولا أخفيك ذلاً يا جوهرة تاج بيت المقدس فإن وطنك العربي عادت أحلامه إلى عادتها القديمة، تحديداً قبل اللقاء الميمون بين الأرض والسماء في غار حراء، صار وطناً محافظاً جداً على جموده تحت خط الصفر، يأكل من عرق جُبنه ويشرب من "هياط" ماضيه، كل "مواطن" فيه طرقة تؤدي إلى شرفاء روما، وكل "واطي" فيه طرقه تؤدي إليك! ولا تسألني كيف؟ فأنا ولا أخفيك جبناً، صرت لا أعلم من بعد علم شيئاً ووصلت إلى أرذل "الجمر"، مكرهٌ خاذلك لا بطل.

ولا أخفيك حزناً يا عهدة الفاروق أصبحت بضاعة أحلامك اليوم قابلة للمساومة وحرياتك مجندلة والعدالة التي تطلبها مطلباً يتكرر في الخطب الرنانة وينخل بمقلب العربان ليقدم بارداً في خمارات الوعود المسكرة، ولا أخفيك فضيحة يا بهاء أورشليم صرنا عالماً ثالثاً بامتياز ومع الرأفة، يتصدق العالم علينا بالمنتجات والعظات والشجب والاستنكار، يريد بذلك أن يدخل جنة شرفك حتى ولو كان بشق... جيوبنا.

back to top