الرياضة... آمن بفوائدها لتصبح ممارستها سهلة

نشر في 18-07-2017
آخر تحديث 18-07-2017 | 00:04
No Image Caption
سواء كانت الرياضة تثير حماستك أو نفورك، تذكر دراسة جديدة أن النشاط الجسدي لن يكون شاقاً ما دمت تقتنع بأنه سيعطيك نتائج إيجابية.
اكتشف باحثون أن الراشدين الذين يحبون الرياضة ويظنون أن ركوب الدراجة الهوائية طوال 30 دقيقة سيفيدهم لا يعتبرون ذلك النشاط شاقاً بقدر الراشدين الذين يحملون توقعات سلبية.

بالنسبة إلى الراشدين الذين يمارسون مستوى أقل من الرياضة، لاحظ الباحثون أن مجرّد الاقتناع بأن ارتداء قميص ضاغط سيحسّن الأداء خلال ركوب الدراجة الهوائية يؤدي إلى تخفيف مستوى الإجهاد، ما يعني أن «أثر الدواء الوهمي» ربما لا ينحصر في النتائج الطبية.

نشر المشرف على الدراسة هندريك موث وزملاؤه من قسم العلوم الرياضية في جامعة «فرايبورغ» في ألمانيا النتائج في مجلة «بلوس ون».

سمعنا جميعاً عن منافع الرياضة. توصي التوجيهات الراهنة بأن يخصص الراشدون 75 دقيقة على الأقل لتمارين الأيروبيك المكثفة أو 150 دقيقة لتمارين الأيروبيك المعتدلة أسبوعياً لتحسين الوضع الصحي العام أو الحفاظ عليه.

لكن ليس مفاجئاً أن نعرف أنّ أقل من نصف الناس يلتزمون بهذه التوجيهات الرياضية. يقول موث وفريقه إن البحوث السابقة أشارت إلى تأثير نظرة الناس إلى صعوبة التمارين في طريقة تجاوبهم مع النشاط الجسدي: «في المقابل تؤدي التفاعلات العاطفية السلبية إلى تراجع الميل إلى ممارسة الرياضة والمشاركة فيها على المدى الطويل. إذا أراد الشخص أن يحارب الآثار الضارة لقلة الحركة، يجب أن يفهم العوامل التي تؤثر في إجهاد الأفراد الذين يمارسون الرياضة».

اختبار أثر الدواء الوهمي

في البحوث الطبية، يُعرَّف أثر الدواء الوهمي بالظاهرة التي يؤدي فيها الدواء الوهمي (علاج «مزيّف» يُعتبر حقيقياً) إلى تحسّن وضع المريض. لإجراء الدراسة، حاول الباحثون أن يحددوا دور الدواء الوهمي في التوقعات التي يحملها الناس عن إجهادهم الجسدي.

للتوصل إلى النتائج المنشودة، استعان موث وزملاؤه بـ78 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 18 و32 سنة وطلبوا منهم أن يشاركوا في تمرينَين يفصل بينهما شهر. شملت كل مهمة استعمال دراجة ثابتة طوال 30 دقيقة.

قبل المهمة الأولى، انقسم المشاركون عشوائياً على مجموعتين. شاهدت إحدى المجموعتين سلسلة من الأفلام القصيرة شددت على الآثار الإيجابية لركوب الدراجة الهوائية، بينما شاهدت المجموعة المرجعية الثانية أفلاماً قصيرة تستخف بمنافع ركوب الدراجة.

لإتمام المهمة الثانية، طُلب من جميع الأفراد أن يرتدوا قميصاً ضاغطاً من إنتاج ماركات رياضية شهيرة. انقسم المشاركون عشوائياً على مجموعتين مجدداً.

شاهدت إحدى المجموعتين أفلاماً قصيرة تشيد بقدرة القميص الضاغط على تحسين الأداء عند ركوب الدراجة بينما شاهدت المجموعة المرجعية الأخرى أفلاماً قصيرة تزعم أن القميص يخفف الميل إلى التعرق. أوضح موث: «لم يكن المشاركون يعرفون أننا استعملنا تلك المقاطع للتأثير في توقعاتهم خلال الجلسة الرياضية اللاحقة».

قبل كل حصة تمرين، طُلِب من المشاركين أن يحددوا مستوى أدائهم الرياضي، ثم طُلب منهم خلال التمرين أن يقيّموا صعوبة التمرين الذي يقومون به كل خمس دقائق.

تخفيف الشعور بالإجهاد

عند تحليل نتائج المهمة الأولى، اكتشف فريق البحث أن الأفراد الذين حملوا أكثر التوقعات إيجابية عن ركوب الدراجة واعتبروا أنفسهم رياضيين شعروا بأن التمرين أقل صعوبة مقارنةً بالأفراد الرياضيين في المجموعة المرجعية.

لم يتوصل الفريق إلى أي رابط بين التوقعات الإيجابية وبين تراجع الشعور بالإجهاد لدى الأفراد الذين لم يعتبروا أنفسهم رياضيين.

خلال المهمة الثانية، اكتشف الباحثون أن الراشدين غير الرياضيين الذين اقتنعوا بقدرة القميص الضاغط على تحسين أدائهم الرياضي شعروا بأن التمرين أصبح أقل صعوبة مقارنةً بالراشدين غير الرياضيين الذين ظنوا أن القميص سيخفف ميلهم إلى التعرق.

يقول موث: «كان مجرّد الاقتناع بأن القميص مفيد كفيلاً بمساعدة الأفراد «غير الرياضيين» على تخفيف شعورهم بالإجهاد خلال التمرين».

يعتبر الباحثون أن نتائجهم تثبت أنّ أثر الدواء الوهمي ربما يكون مهماً بالنسبة إلى النشاط الجسدي بقدر أهميته بالنسبة إلى المشاكل الصحية.

التوجيهات توصي بأن يخصص الراشدون 75 دقيقة على الأقل لتمارين الأيروبيك أسبوعياً
back to top