الفنانة المصرية أنوشكا: لن أكرّر دور الأم مجدداً وأخوض تقديم البرامج للمرة الأولى

نشر في 18-07-2017
آخر تحديث 18-07-2017 | 00:03
الفنانة المصرية أنوشكا
الفنانة المصرية أنوشكا
صاحبة أسلوب راق وأداء مختلف ومتميز. مع كل عمل تقدمه، تتألق وتُقدم أوراق اعتمادها كـبطلة من نوع خاص. لا تهتم بمساحة الدور ولا بترتيب الأسماء، بل بأهمية الدور والعمل.
إنها الفنانة أنوشكا التي حققت في موسم رمضان الفائت نجاحاً كبيراً من خلال دورها في مسلسل «حلاوة الدنيا»، أسوة بتميزها في رمضان 2016 في «غراند أوتيل».
عن أحدث أعمالها وردود الفعل حوله، وكثير من القضايا الفنية كان لنا معها هذا الحوار.
كيف كانت ردود الفعل حول مسلسل «حلاوة الدنيا» ودورك فيه؟

كانت جيدة للغاية. منذ الحلقات الأولى، وجدت أن العمل وصل إلى الجمهور وأن الأخير تجاوب مع شخصية «نادية». كان أول اتصال وصلني من الفنانة الكبيرة نادية لطفي، ثم المنتج محمد العدل وأثنيا على العمل وعلى دوري فيه. كذلك تابعت الردود من خلال مواقع التواصل، ولم أكن أتصور أن تكون المتابعة بهذا الشكل، حيث وجدت جملاً حوارية من العمل مكتوبة ومتداولة بين الجمهور، ما يعني أن المسلسل وصل إلى المشاهد بشكل جيد.

هل كان الاختيار صعباً بعد نجاح «قسمت» في «غراند أوتيل»؟

بعد النجاح الكبير الذي حققته من خلال «غراند أوتيل»، كان الاختيار صعباً جداً، خصوصاً مع رغبة البعض في حصري في أدوار المرأة القوية أو الشريرة، وهو ما كنت حريصة على عدم تكراره. لذا رفضت أكثر من عمل هذا الموسم وكنت على استعداد للخروج من الموسم بدلا من المشاركة بعمل أقل من «قسمت». فعلاً، كنت على حق، فقد حققت «نادية» و«حلاوة الدنيا» عموماً نجاحاً كبيراً واختلافاً وهو الأهم. فقسمت علامة في تاريخي وتاريخ الدراما، وهي لا تأتي كثيراً، ولو انتظرت شخصية مثلها لن أقدم أعمالاً إلا نادراً. من ثم، كان لا بد من اختيار أفضل ما عُرض عليّ.

ما سبب موافقتك على العمل والشخصية؟

عندما هاتفني المنتج محمد مميش والمخرج حسين المنباوي، وأبلغاني بترشيحي لـلدور، قرأت العمل فوجدته متميزاً ويتطرّق إلى العلاقات الإنسانية والمشاعر بين الشخصيات بشكل جيد، ويبدو واضحاً فيه شكل الأسرة المصرية الغائب عن الشاشة وعن الحياة الاجتماعية من فترة طويلة، وهو عمل إنساني بالدرجة الأولى وليس عن داء السرطان فحسب. لذا أعتبر أن هذه الشخصية علامة مهمة في مشواري بعد «قسمت».

ألم يكن لديك اعتراض على تجسيد أم هند صبري؟

في البداية، اندهشت لأن الفارق العمري بيننا ليس كبيراً ولا يسمح بذلك، ولكن بعدما قرأت النص وجدت أن من الطبيعي أن تكون شخصيتي في المسلسل أماً لشابة، خصوصاً أنها تزوجت في سن المراهقة، وهو أمر يحدث في الواقع. لكن لن أؤدي مجدداً دور أم لشباب، لأن معظم صانعي الدراما يضع الفنان في قالب لا يخرج منه، وهو ما أخشى أن يحدث معي، خصوصاً مع نجاحي في «غراند أوتيل» مع أمينة خليل وندى موسى، ثم «حلاوة الدنيا» مع هند صبري.

انتقاد وتخوّف

انتقد البعض إيقاع المسلسل البطيء في بعض الحلقات. ما رأيك؟

احترم الآراء كافة. ربما كان الإيقاع بطيئاً في بعض الحلقات، ولكن في المُجمل كان مناسباً لطبيعة العمل والقصة، لأن لكل مسلسل إيقاعاً يناسبه، و«حلاوة الدنيا» تراجيدي رومانسي يتناول العلاقات والمشاعر الإنسانية من خلال حالة مرضية لفتاة تدخل في قصة حب، ويتضمن تطوراً كبيراً في الشخصيات وعلاقاتها ببعضها البعض. من ثم، لا بد من إيقاع هادئ يناسب هذه العلاقات والمشاعر.

تخوّف البعض من وقوع العمل في فخ التراجيديا والنكد؟

فعلاً، كان لدينا جميعاً هذا التخوف من خلال حكم الجمهور المُسبق على العمل لأنه يتحدث عن مريضة سرطان تواجه هذا الداء، وأكّدت الحلقات الثلاث الأولى هذا التخوف. ولكن مع تطور المسلسل الذي تعامل بذكاء مع المرض والإحساس بالحزن، تأكد الجمهور أننا لا نقدم له جرعة زائدة من النكد، بل نعطي الأمل للناس، ونقول لهم: مهما مرت بكم ظروف صعبة ومحن لا بد من أن تواجهوها وتنتصروا عليها سواء كانت مرضاً أو أزمة أو مشكلة.

كواليس وشخصيات

كيف كانت كواليس العمل؟

كانت الكواليس ممتازة. والعلاقة بيننا، كما ظهر على الشاشة، علاقة أسرة واحدة يجمع أفرادها الحب والتفاهم. أنا في الحياة أفتقد إلى أمي التي رحلت عني من فترة قريبة، وشعرت تجاه رجاء الجداوي بأنها أمي في الحقيقة كما في المسلسل. حتى أنني قبلت يدها في أحد المشاهد من دون أن يكون ذلك مكتوباً في المشهد أو أن يطلبه المخرج، لأن إحساسي بها دفعني إلى ذلك. وفعلاً خرجت من هذا العمل بعائلة جميلة هي حنان مطاوع وهند صبري ورجاء الجداوي.

أي من الشخصيات التي جسدتها تشبهك؟

كلها، حتى «قسمت» تشبهني. أختار أدواري بإحساسي، فأنتقي ما أشعر به، لأنه بالتأكيد سيصل إلى الجمهور كما وصلني، وأول ما يلمسني في الشخصية التشابه بيني وبينها، ثم بقية التفاصيل التي تظهر مع التحضير ورسم الشخصية. لدى «نادية» كبرياء وهي رقيقة الإحساس مثلي، فيما «قسمت» قوية وتحافظ على شكلها وصورتها أمام الجميع وتخفي ما في داخلها حتى لو كان بركاناً مثلي أنا.

اقتباس وأزمة

هل شاهدت العمل الأصلي لـ «حلاوة الدنيا» أو «غراند أوتيل»؟

إطلاقاً، ولا نية لمشاهدتهما. عموماً، يأخذ الكاتب من العمل الأصلي الموضوع الرئيس فحسب، وليس منطقياً أن يكون منقولاً حرفياً. كذلك ثمة خطأ وقع فيه الجميع وهو مقارنة النسخة الأصلية بالنسخة المصرية، ففضلاً عن الاختلافات، كل فنان قدّم الشخصية بحسب إحساسه ورؤيته ورؤية المخرج. بالنسبة إلي، أتعامل مع العمل المُقتبس كغيره من المسلسلات، وإن وافقت عليه أبدأ في التحضير ورسم الشخصية.

هل تعتقدين أن لدينا أزمة في الكتابة للدراما التلفزيونية؟

ثمة أزمة في الكتابة وفي تنظيم موسم رمضان، إذ يبدأ التحضير له في وقت متأخر وكأن موعد الشهر الفضيل غير معروف، لذا تجد أن غالبية الأعمال، إن لم تكن كلها، بدأت بالتصوير من دون الانتهاء من كتابة السيناريو، ومع غياب المواهب والخبرات في الكتابة تظهر مسلسلات دون المستوى أو بـأفكار مستهلكة. ولكني كنت سعيدة الحظ بالمشاركة في أعمال انتهى كُتابها من معظم حلقاتها وبقية الأحداث كانت معروفة لنا.

جديد

حول جديدها في الفترة المقبلة، تقول أنوشكا: «أخوض تقديم البرامج للمرة الأولى، من خلال برنامج يُعرض قريباً على قناة DMC وهو من إنتاجها. الفكرة جديدة ومختلفة، وإلا ما كنت وافقت على هذه التجربة الصعبة، والبرنامج ليس بعيداً عني كـفنانة».

أول ما يلمسني في الشخصية التي أختار تجسيدها التشابه بيني وبينها

سعيدة بردود الفعل على «حلاوة الدنيا»

نعاني في مصر أزمة في الكتابة وتنظيم موسم رمضان الدرامي
back to top