«صناع الفرح» يحتفل بالزجل اللبناني... ووثائقي يتناول «جرافيتي من بيروت»

نشر في 18-07-2017
آخر تحديث 18-07-2017 | 00:03
شهدت الساحة الثقافية في لبنان إطلاق «مركز التراث اللبناني» كتاباً بعنوان «صناع الفرح» حيث يقدم صورة وافية عن الأزجال الشعبية اللبنانية. كذلك عرض فيلم وثائقي بعنوان «جرافيتي من بيروت»، نتعرّف من خلاله إلى من يلونون العاصمة اللبنانية ويبثون فيها لوناً مغايراً من الحياة.
أطلق «مركز التراث اللبناني» في الجامعة اللبنانية-الأميركية كتابه «صناع الفرح» في احتفال افتتحه رئيس الجامعة د. جوزف جبرا بكلمة قال فيها: «نجتمع وإياكم اليوم، مرة جديدة، بدعوة وتنظيم من «مركز التراث اللبناني» في جامعتنا، للاحتفال بصدور أثر جديد ذي علاقة مباشرة بتراثنا اللبناني الذي من أجله ولد المركز واحتضنته الجامعة كي يقوم بهذا العمل الواسع الكثيف، على وساعة تراثنا اللبناني الغني بأعلامه وأعماله وعلاماته. وها هو اليوم يدعونا إلى عرس من الفرح اللبناني مع الكتاب الجديد «صناع الفرح». والجامعة، بحسب جبرا، تدعم هذا المركز الذي يفتح أبواب كنوز التراث اللبناني، في سياق الإيمان الأكاديمي والتربوي والثقافي بأن للجامعة دوراً رئيساً في استقطاب المجتمع اللبناني، لا طلاباً إلى قاعات المحاضرات فحسب، ولا إلى تخريجهم بحمل الشهادات الجامعية العليا فحسب، بل دورها أيضاً في استقطاب أفراد هذا المجتمع إلى المشاركة في كوكبة واسعة منوعة من الأنشطة الثقافية التي يتميز بها لبنان».

تلاقح فكري

ألقى مدير المركز هنري زغيب كلمة عن الكتاب الجديد، موضحاً أن الأخير «غريب في مقارنته، عجيب في قراءته. فهو في الدراسات الأربع التي يتضمنها، اغتنى وأغنى بدراسات فكرية اجتماعية لغوية، متشابهة في اختلافها، متفردة في اتحادها».

تابع: «إنه تلاقح الفرح بين زجال لبناني يغني على منبر، وشاعر تروبادوري هائم يحمل قيثارته تحت شرفة الحبيبة. وإذا كان معظم قائلي أزجال لبنان معروفاً، فأشعار التروبادور مجهول معظم مغنيها. صحيح أنهم لم يخترعوا الحب، لكنهم برعوا في التعبير عنه بما يذيب الحبيبة رقة عند بيت شعر».

«صناع الفرح» في هذا الكتاب، خط تقنيتهم بالإنكليزية د. عدنان حيدر بـ«قراءة نقدية في تاريخ الزجل اللبناني»، وبالفرنسية د. عبد الله نعمان عن «الزجل الأندلسي وغنائية شعراء التروبادور في العصور الوسطى»، وبالعربية الشاعر جوزف أبي ضاهر حول «الزجل اللبناني... من الصوت كان بدءه»، وبالعربية أيضا

د. نادر سراج متناولاً «فنون الأزجال الشعبية اللبنانية في قراءة ألسنية اجتماعية».

في ختام الاحتفال، وُزِّع الكتاب الجديد ليهدى لاحقاً إلى المكتبات الجامعية والمراكز الثقافية في لبنان والخارج، وإلى كل من يطلبه من «مركز التراث» في الجامعة.

جرافيتي

بيروت احتفلت أيضاً بعرض الفيلم الوثائقي «جرافيتي من بيروت»، بدعوة من المعهد الفرنسي. أنجزه كل من نيكولا سالدوفيل وسارة كلو، ومدته 52 دقيقة، وهو يتحدث عن فناني الجرافيتي اللبنانيين بين 21 و37 سنة، الذين يلونون العاصمة ويبعثون فيها نوعاً من الحياة.

يتحدث هؤلاء الفنانون الذين يجوبون الشوارع ليلاً ونهاراً للبحث عن أفضل المواقع، عن موهبتهم التي يريدون من خلالها التعبير عن أنفسهم وعن تطلعاتهم المشروعة وعن الثورة التي في داخلهم. إنهم يريدون قبل كل شيء تغيير المظهر في مدينتهم وتجميل الشارع، ويطمحون إلى الاعتراف بالجرافيتي كأحد أشكال الفن، دافعهم، كما جاء في الوثائقي، ليس دينياً ولا سياسياً بل فنياً، وهم يعتبرون أنهم يعبرون عن التطلعات المشروعة للشباب اللبنانيين.

انتشار

وجاءت المخرجة سارة كلو إلى لبنان من أجل إطلاق الوثائقي، وتحدثت في هذا السياق عن خبرتها كونها صحافية زارت العالم كله تقريباً، وقالت: «أتيت إلى هنا منذ سنة ونصف السنة واكتشفت عدم وجود أي وثائقي عن فن الجرافيتي في لبنان الذي يعود إلى العام 2006، فكل الجرافيتي الذي نراه في أوروبا وأميركا يعود إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. لذا تساءلت لماذا منذ نهاية حرب تموز انتشر الجرافيتي بشكل هائل في لبنان، وهو قانوني ومقبول، بينما هذا الأمر غير موجود في البلدان الأخرى؟».

كلو أوضحت أنها ونيكولا سالدوفيل أنجزا الوثائقي «جرافيتي من بيروت» وربطا بين انتشار هذه الظاهرة وبين الوضعين الاجتماعي الاقتصادي في لبنان، وكان هذا نوع من التحليل للبلد من خلال الفن. و«استنتجنا بأن لبنان قلب الشرق الأوسط، وهو بلد منطلق ومتعدد الثقافات، وهو مكان لم أر مثله في وفرة الفن والنشاطات الفنية، ومع أن فن الجرافيتي حديث فيه إلا أنه جيد، فاللبنانيون عندما يقومون بأمر ما ينجزونه على أكمل وجه لأنهم موهوبون». أضافت: «العيش في لبنان أمر ممتع، وقد أنجزنا الوثائقي في أربعة أشهر، وشعرنا بطاقة إيجابية».

وبينت أن العرض الرسمي للوثائقي سيكون في 25 سبتمبر المقبل عند افتتاح يوم فن الشارع في المعهد الفرنسي. ورأت أن الفرق بين الجرافيتي في لبنان والعالم، أنه في لبنان يمارس في النهار وهو مليء بالألوان، والناس يرحبون بالفنانين ويعرضون عليهم مساعدتهم ويقدمون لهم الضيافة، فالجرافيتي في لبنان نوع من تزيين المدينة، أما في العالم فإنه يمارس في الليل والشرطة تمنعه».

ريدان ذبيان

شارك الفنان ريدان ذبيان في الوثائقي وأوضح لماذا يرسم على الطريق. يقول في هذا السياق: «نحن نمثل هذا الفن في لبنان ولكل منا أسلوب معين نحاول أن نظهره ونوضح كيف نعيش ونرسم. قدمت في الوثائقي عملي لماذا أرسم على الطريق، وما هي العلاقة بيني وبين الناس. أرسم لأعبر عن نفسي وكل ما أعيشه أنقله إلى الجدران، والعلاقة بيني وبين الناس جيدة، لأنهم يحبون هذا الفن الجديد ونحن نعطي مجاناً من نفسنا من دون مساعدة أحد، ولكن الآن أصبح هذا الفن مطلوباً وأخذ بعداً تجارياً، وثمة من يطلب منا أن نرسم ونجمل الجدران».

back to top