تحت الغبار

نشر في 09-07-2017
آخر تحديث 09-07-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي أجمل الأيام، بالنسبة للمسؤول الذي يمتلك يداً خفيفة وروحاً جشعة، هي هذه الأيام. وأحلى الفرص هي هذه الفرصة، والناس تحت غبار أزمة الخليج، وعيونهم على شاشات الفضائيات تنتظر خبراً من هنا أو من هناك، لعل الله يحدث أمراً، ويزيل غمةً، ويكلل مساعي الشيخ صباح الأحمد بالنجاح.

لا أحد يسمع، هذه الأيام، تحت ضجيج أزمة الخليج، ولا أحد يرى تحت غبار أزمة الخليج. لذا مرّت حرائق المباني مرور الكرام العابرين، ولو عبر الفساد أمامنا متبختراً، كما كان يتبختر القائد المنتصر بين جنوده، لما شاهدناه تحت هذا الغبار الكثيف وهذا الضجيج المخيف.

بل لو جاء الفاسد بشحمه ولحمه وعظمه وغضروفه، وربت على كتف أحدنا وقال له: "لعلمك أنا سرقت وأفسدت"، لأزاح صاحبنا يد الفاسد من فوق كتفه، وطلب منه بانزعاج واضح أن يبتعد ولا يقطع تركيزه على هذه الأزمة الخليجية المشتعلة.

يتبقى لدينا شيء واحد يحمي ظهورنا: ضمير المسؤول! وما أدراك ما ضمير المسؤول الكويتي، وآه يا لالالي، كما قال سيد درويش رحمه الله. وأحلى مساء على حاكم مصر المملوكي ابن طولون، الذي انشغل بالحروب، ومشاكل الشرق والغرب، واعتمد على ضمير ابنه في إدارة مصر وخيرات مصر وثروات مصر، فشفط الابن الجميل ثروات مصر وخيراتها، ثم شفط إدارتها، وأعلن الانقلاب، فعاد أبوه وقتله واستعاد كل شيء.

المهم، انتبهوا لضمائر المسؤولين جيداً، تحت كل هذا الغبار والضجيج، فقلبي يحكّني.

back to top