المواطن وفوضى الإعلام

نشر في 07-07-2017
آخر تحديث 07-07-2017 | 00:05
الإعلام يغزو الوطن العربي بكل أنواعه، فلا بد من التصدي لأي محاولات تمزق الاتحاد العربي وهدم الخطط الاستراتيجية التي تتبناها بعض الدول المجاورة، وخصوصاً بعد اتضاح دور الإعلام الفعال كإحدى أدوات نجاح الخطط والمؤامرات.
 عبدالله سعود العنزي أتذكر جيدا كيف كان المواطن العربي يتقصى المعلومات من مصادر إخبارية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة كالمذياع والتلفاز والصحف الورقية، ويهتم بمتابعة الأحداث أولاً بأول خصوصاً خلال الحروب والمشكلات التي تندلع في الدول العربية.

الآن مع الحروب والصراعات الكثيرة في الدول العربية أصبح المواطن العربي مشتتاً في المعلومات، ولا يمكن أن يدرك ويستوعب ما يدور حوله، ولا يحسن قراءة الأحداث بشكلها الصحيح في ظل التزايد غير المألوف من المشاكل الجسام في الوطن العربي.

ولكن ما أريد تسليط الضوء عليه هنا هو الحذر من ظاهرة انتشار المصادر الإخبارية من صحف إلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي التي تقود العديد منها القراء لمعلومات كاذبة وتضليلية لن يحسن القارئ البسيط اكتشافها وتجنبها، خصوصا في ظل الغياب المتعارف عليه من المؤسسات الإعلامية الرسمية عن تقديم أخبار تفصيلية طبقا لقاعدة "ليس كل ما يعرفه الساسة يقال"، مما أفسح الطريق على مصراعيه للمصادر الإخبارية الأخرى من تضليل الشارع بمعلومات لا تمت بصلة للأحداث الحقيقية.

وخير دليل على ذلك قرار مقاطعة قطر الذي حظي بأخبار وتحليلات سياسية لا تمتّ بصلة للأحداث الحقيقية التي قد تساهم مستقبلا في تمزيق الصف الخليجي إذا لم يحسن تداركها، والتي تتماشى مع توجهات غير ظاهرة أحيانا، حيث هناك العديد من الصحف الإخبارية الإكترونية التي لا يمكن الثقة بمصداقيتها، وتدار من شخصيات غير ضليعة في الإعلام، أو رسالتهم ليست إعلامية، بل سياسية بحتة، أو تكسبا وتلميعا لجهات وشخصيات معينة وتسليط الضوء عليها دون اكتراث بمبادئ الإعلام ومصداقية الخبر.

الإعلام يغزو الوطن العربي بكل أنواعه، فلا بد من التصدي لأي محاولات تمزق الاتحاد العربي وهدم الخطط الاستراتيجية التي تتبناها بعض الدول المجاورة، وخصوصاً بعد اتضاح دور الإعلام الفعال كإحدى أدوات نجاح الخطط والمؤامرات.

الدور اليوم على المؤسسات الإعلامية الرسمية العربية لتحسين الأداء وتوحيد الصف، وفرض نفسها بين الكم الهائل من المنظمات الإعلامية، وحمل سلاح الشفافية والمصداقية، وسرعة النقل لتحقيق النجاح واسترجاع ثقة القارئ العربي للمساهمة في الردع والتصدي لأي معلومات وأخبار تضليلية ليست في مصلحة الوطن العربي.

back to top