منتزهات الألعاب تجذب الزوار بعناصرها التفاعلية

نشر في 07-07-2017
آخر تحديث 07-07-2017 | 00:00
No Image Caption
أمسك الجندي مسدسه، وجهه نحو الأفق، وتنفس بعمق. ثم صاح: «هيا بنا»، وخاض معركة عنيفة إنما وجيزة مع مجموعة من رعاة البقر الآليين. كانت عيناه تشعان باللون الأحمر.
ما كان ديريك فيلبس، جندي في البحرية الأميركية مقره في معسكر بندلتون، الوحيد الذي راح يحارب مجموعات الآليين الغزاة. إلى جانبه وقف أخوه البالغ من العمر ثماني سنوات، تيروس، الذي بذل قصارى جهده لقتل عدد أكبر من الغزاة، متفوقاً على أخيه البكر.
بعدما أنهى هذا الجندي لعبة الواقع الافتراضي
VR Showdown in Ghost Town، مصدر الجذب الجديد في مزرعة Knott’s Berry في منتزه بوينا، صرخ: «آه! المرتبة الأولى».
في عالم منتزهات الألعاب، تزداد مصادر الجذب التي تشجّع المنافسة وجهاً لوجه شعبية لأنها تحضّ الزوار، خصوصاً محبي ألعاب الفيديو الشباب، على زيارة المنتزه مراراً بغية تحسين نتائجهم والتغلب على خصومهم الجدد.

علاوة على ذلك، في منتزهات مثل مزرعة Knott’s Berry، تساعد مصادر الجذب، التي تشمل عناصر تفاعليةً في اللعب، هذه المنتزهات في منافسة الألعاب الضخمة والمميزة في عالم ديزني مثلاً وغيره من منتزهات كبيرة من دون إنفاق مبالغ طائلة من المال.

مصادر جذب

في جنوب كاليفورنيا، تُعتبر لعبة VR Showdown في تلك المزرعة واحدة من ثلاث ألعاب أُطلقت أخيراً أو من المقرر افتتاحها خلال الصيف. وهكذا تنضم إلى مصادر جذب مماثلة عدة ترتكز على الألعاب افتُتحت في المنتزهات خلال السنتين الماضيتين.

صحيح أن الألعاب التي تقوم على المنافسة تعود إلى زمن المهرجانات التقليدية، إلا أن منتزهات الألعاب بدأت تهتم بها مع تطور التكنولوجيا وتراجع كلفة نظارات الواقع الافتراضي وعناصره الأخرى.

في لعبة VR Showdown في مزرعة Knott’s، يضع اللاعبون نظارات الواقع الافتراضي ويقفون وسط غرفة فارغة. وتتابع كاميرات معلقة في الأعلى حركة مسدسات اللاعبين بغية رصد طلقاتهم. كذلك تتيح المعدات اللاسلكية لللاعبين التحرك بحرية في الغرفة. يظهر اللاعبون المتنافسون كتجسيد حقيقي على شاشة النظارات. وتُعرض النتائج على النظارات عند انتهاء اللعبة.

زيادة الحماسة

تهدف مصادر الجذب هذه إلى زيادة حماسة الجيل الناشئ من اللاعبين الشباب. ويؤكد المصممون أن أكبر تحدٍ يكمن في تطوير تجربة تتفوق على ما قد يحظى به اللاعب في منزله.

يذكر كريستيان ديكمان، نائب الرئيس التنفيذي لقسم النمو الإستراتيجي في شركة Cedar Fair Entertainment Co.، التي تملك 13 منتزه ألعاب ومنتزهاً مائياً، بما فيها مزرعة Knott’s Berry، أن لعبة الواقع الافتراضي في هذه المزرعة تشمل أيضاً إستراتيجياتٍ أو وسائل «غش» لا يعرفها كثيرون تتيح للاعب تعزيز نتيجته.

يضيف: «نستطيع أن نقدّم اليوم وسائل ترفيه ما كانت ممكنة قبل عشر سنوات».

تكاليف باهظة

رفض ديكمان الإفصاح عن ثمن قرية الأشباح التي أُضيفت أخيراً، إلا أن الخبراء في هذا المجال يكشفون أن ثمن هذه الألعاب يُقارب الخمسة عشر مليون دولار.

في المقابل، خصص منتزه Universal Studios في هوليوود ما يُقدَّر بنحو 500 مليون دولار السنة الماضية ليفتتح قسم «عالم هاري بوتر الساحر»، في حين أنفق منتزه «ديزني لاند» نحو مليار دولار على بناء قسم مستوحى من حرب النجوم من المقرر افتتاحه عام 2019.

صحيح أن مشغّل منتزهات الألعاب الضخم هذا أطلق مجموعة من الألعاب المثيرة للاهتمام في الماضي، إلا أنه يخصص اليوم معظم استثماراته للمغامرات الثلاثية الأبعاد العالية الكلفة.

على سبيل المثال، افتتح ديزني لاند عام 2005 لعبة Buzz Lightyear Astro Blasters، التي تتيح للاعبين الصعود إلى مركبة تتحرك ببطء بغية إطلاق النار على الأهداف، والآليين، والفضائيين بواسطة مسدس يعمل بالليزر. وبعد ثلاث سنوات، فتح منتزه Disney California Adventure لعبةToy Story Midway Mania، وهي تشكّل مصدر جذب آخر يقوم على إطلاق النار والمؤثرات الثلاثية الأبعاد.

كذلك تشير المتحدثة باسم «ديزني لاند» سوزي براون إلى أن المنتجع في شنغهاي افتتح السنة الماضية قسم Buzz Lightyear، الذي يضم بعض الألعاب. ولا تستبعد فكرة بناء مصادر جذب مماثلة في المنتزهات المحلية في المستقبل.

تتابع موضحة: «سنواصل الاستثمار في تجارب تعتمد على أحدث ابتكارات التكنولوجيا بغية مساعدة الزوار على عيش قصصهم المفضلة».

صحيح أن منتزه Universal Studios في هوليوود يخلو من الألعاب التفاعلية، إلا أن المنتزه الشقيق Universal Studios في أورلاندو افتتح عام 2000 لعبة Men in Black:Alien Attack، التي يستمتع فيها الزوار بإطلاق النار على الفضائيين بغية تحسين نقاطهم على شاشة المركبة.

لم تشأ المتحدثة باسم Universal Studios في هوليوود أودري إيغ التعليق على استثمارات هذا المنتزه المستقبلية في مجال الألعاب. ولكنها ذكرت: «نقيّم باستمرار خياراتنا في عالم الترفيه ونطوّر جولات ومصادر جذب تتناسب بأفضل طريقة ممكنة مع نوعنا الفريد من التجارب التفاعلية».

يشير الخبراء في هذا المجال إلى أن المنتزهات الكبيرة ربما لا تهتم بالألعاب التفاعلية لأنها تستهدف الزوار من خارج المنطقة الذين يودون تجربة جولات تفاعلية مميزة عالية الكلفة، لا مصادر جذب تذكّرهم بلعبة استعراضية عابرة.

يوضح مارتن لويسون، مستشار في مجال منتزهات الألعاب وبروفسور مساعد متخصص في الأعمال في كلية فارمينغدايل الحكومية في نيويورك: «يعمل في ديزني وUniversal أناس خلاقون، فضلاً عن أنهما تملكان حقوقاً فكرية. ويقضي عملهما التوصل إلى مصادر جذب مميزة».

رغم ذلك، تجني منتزهات الألعاب عائدات كبيرة لقاء استثمارها في مشاريع الألعاب التفاعلية، حسبما يؤكد المطوّرون.

* هيوغو مارتن

أكبر تحدٍّ يكمن في تطوير تجربة تتفوق على ما يحظى به اللاعب في منزله
back to top