إسرائيل ترصد وجوداً إيرانياً في القنيطرة وتلوّح بحزام أمني

• «أستانة 5» لترسيم «مناطق التوتر» ومراقبتها
• هدنة 5 أيام في الجنوب
• المقداد يهدد واشنطن

نشر في 03-07-2017
آخر تحديث 03-07-2017 | 21:30
مقاتل سوري يمر أمام مبنى مدمر في درعا أمس (رويترز)
مقاتل سوري يمر أمام مبنى مدمر في درعا أمس (رويترز)
مع تأكيد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة ليس في مصلحة الدولة العبرية الأمنية، رصدت إسرائيل وجوداً مكثفاً للجيش الإيراني في منطقة القنيطرة جنوب شرق سورية، محذرة من أنها لن تتوانى في قصف مواقعه، أو تلك التابعة لـ«حزب الله».
أفاد مصدر أمني إسرائيلي كبير بأن إسرائيل بدأت ترصد في الآونة الأخيرة وجود مقاتلين من الجيش الإيراني بشكل فاعل في منطقة القنيطرة جنوب شرق سورية، مؤكداً أن ذلك موثق الصور والمستندات.

وقال المصدر إن "إسرائيل تعرف وترصد تحركات حزب الله وإيران في القنيطرة"، مضيفاً: "هم مشغولون حالياً بقتال المجموعات المعارضة، وقد وجهنا لهم رسائل وقد فهموها من اغتيال سمير القنطار الى الجنرال الإيراني محمد علي الله دادي وجهاد مغنية".

وأكد أن "إسرائيل لن تتوانى عن قصف المواقع التابعة لحزب الله وايران أو أي فصائل محلية في حال وجهوا أسلحتهم نحوها"، مضيفا أن "إسرائيل تقصف وترد على انزلاق القذائف بالخطأ على الجزء الذي تسيطر عليه من الجولان للتنبيه، اما إذا كان القصف مقصودا فإن الرد سيكون قاسيا أكثر".

ولفت إلى إن "إسرائيل ستصر على إبقاء الجولان السوري منزوع السلاح في أي حل لإنهاء أزمة سورية، وهناك اتفاق مع واشنطن على ذلك، وإن لزم الأمر ستقيم هناك حزاماً أمنياً لصد كل المنظمات الإرهابية بما في ذلك داعش والنصرة وغيرها وصولا الى حزب الله ومليشيات إيران".

رد قاس

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، هدد أمس الأول السلطات السورية من "اختبار إسرائيل"، مهددا بالرد "الأقوى والأقسى" على تكرار سقوط القذائف والصواريخ السورية على الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل في الجولان.

وقال ليبرمان، في مؤتمر صحافي عقده أمس الأول في قاعدة كيريا العسكرية، إن إسرائيل لن تقبل باستمرار منطق "انحراف القذائف عن هدفها"، مضيفا: "لسنا بوارد التورط في أي صراع، لكنني أنصح جيراننا في الشمال ألا يختبروننا".

وتابع ليبرمان، متطرقا إلى الأوضاع في سورية، ان "المتمردين السوريين ليسوا أصدقاءنا، لكن إسرائيل على استعداد أن تقبل بأي هدنة لا تشمل إيران أو حزب الله أو بقاء بشار الأسد في السلطة".

وأضاف: "نحن لن نسمح لشخص مثل الأسد، الذي يقتل شعبه ويستخدم السلاح الكيماوي ضده، بأن يبقى في السلطة". وأوضح ليبرمان: "بقاء الأسد في السلطة ليس في مصلحتنا الأمنية، طالما بقي في الحكم، إيران وحزب الله سيبقيان في سورية".

«أستانة 5»

عشية انطلاق النسخة الخامسة من مباحثات أستانة، عقدت مجموعة العمل للدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سورية، وهي تركيا وروسيا وإيران، اجتماعاً تحضيرياً أمس لترتيب جدول الأعمال، الذي يشمل ملفات عديدة، أبرزها ترسيم حدود "مناطق خفض التوتر"، ونشر قوات مراقبة، وتعزيز وقف إطلاق النار.

وفي اجتماعها المقرر اليوم وغداً، تسعى الأطراف الضامنة والمشاركة في مسار أستانة لتحقيق تقدم ملموس خصوصاً لجهة تعزيز وقف إطلاق النار وتثبيت "مناطق خفض التوتر"، الذي يعد أبرز ما بلغته الاجتماعات الأربعة السابقة، مع حديث متواتر عن أن هذا الاجتماع سيرسم حدود تلك المناطق، ويتناول تفاصيل آليات نشر قوات مراقبة فيها.

بنود الاتفاق

ووفق وزارة الخارجية في كازاخستان، فإن مباحثات "أستانة 5"، ستبحث تطبيق بنود الاتفاق، في حين تخطط الدول الضامنة للتصويت على إطلاق سراح المعتقلين، وتسليم الجثث إلى ذويها، والبحث عن المفقودين، موضحة أنها تخطط لإصدار بيان مشترك حول تطهير المواقع التاريخية والأثرية، المدرجة على قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) من الألغام.

وأعلن وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف أن "المعارضة أكدت مشاركتها، وممثلو الأمم المتحدة والمراقبون يصلون تباعاً وأبرزهم القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط ستيوارت جونس".

هدنة وتقدم

ورفعاً للحرج عن المشاركين، أعلنت القيادة العامة لجيش النظام أمس وقف الأعمال القتالية بالمنطقة الجنوبية لـ ٥ أيام، موضحة أنه يشمل درعا، التي تشهد أعنف مواجهات، والقنيطرة، التي تشهد قصفاً إسرائيلياً شبه يومي، والسويداء، بهدف "دعم العملية السلمية والمصالحات الوطنية".

واستبق نائب وزير الخارجية فيصل المقداد المحادثات، بالتأكيد على أن "التطورات الميدانية الأخيرة هي الأفضل بالنسبة للجيش من بداية الأزمة، حيث يتقدم في كل أنحاء سورية والمصالحات تحقق إنجازات كبيرة".

واعتبر المقداد، في مؤتمر صحافي، أنه "لا مبرر أخلاقياً أو سياسياً لضربات واشنطن لكن المجنون يفعل أي شيء"، مشيراً إلى أن "هدفها منع سورية من الانتصار على الإرهاب وضرب كل من يعمل على مكافحته".

وإذ تمسك بتخلص النظام من أسلحته الكيماوية بشكل كامل، اتهم المقداد الولايات المتحدة واسرائيل بطمر الحفرة التي ادعت المعارضة أنها مكان سقوط قذيفة الكيماوي في خان شيخون لمنع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية من التحقيق في الحادثة.

واضاف: «لكن يجب ان يحسبوا بشكل دقيق حسابات رد الفعل، وان ردود الفعل من سورية وحلفائها لن تكون كما كانت في العدوان الاول».

اعتداءات

وفي وقت سابق، وجهت وزارة الخارجية أمس الأول رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول الاعتداءات على عدد من المناطق والأحياء السكنية في كل من دمشق ودرعا، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى من المدنيين.

وأشارت "الخارجية" إلى أن التفجيرات "جاءت كما جرت العادة قبل أيام عدة من انعقاد اجتماع أستانة واجتماع جنيف وسبقتها التهديدات الأخيرة من الإدارة الأميركية وادعاءاتها الكاذبة والمفبركة والغبية حول نوايا سورية لاستخدام الأسلحة الكيماوية بغية تهيئة الظروف المواتية لمثل هذه الأعمال اللا أخلاقية".

محاولات تسلل

وعلى الحدود، أعلن الجيش الأردني أمس إحباطه محاولتي تسلل من الأراضي السورية واعتقل ثلاثة أشخاص وصادر كمية من المخدرات.

وأكد مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات الأردنية أنه تم أيضاً "إحباط محاولة تسلل أخرى لثلاثة أشخاص واجتياز الحدود من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية، حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك والقبض عليهم وتحويلهم إلى الجهات المعنية".

ليبرمان يحذر من اختبار إسرائيل ويؤكد ألا مصلحة لها في بقاء الأسد
back to top