«الحياد... وكلية الإعلام» (3)

نشر في 29-06-2017
آخر تحديث 29-06-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي إن قلت لي إنك فتحت برنامجك التلفزيوني لاستضافة طوابير المعارضين، وبذلك اصطبغ البرنامج بصبغة المعارضة، وأصبح ثكنةً إعلامية معارضة، يشاهد الأعمى لونها البرتقالي من بعيد، فلن أخالفك الرأي. صحيح، كنت أستضيف الشخصيات المعارضة، بشكل مكثف، وهي التي كانت، ويا لحياد إعلام السلطة، على قائمة الممنوعين من الظهور في فضائيات السلطة ووسائل الإعلام المتزلفة لها. وكنت، أنا أيضاً، ممن حظي بشرف الانضمام إلى هذه القائمة، فقد كنت ممنوعاً من الظهور في تلفزيون الدولة، وهو "تلفزيون الدولة" كما يوضح اسمه، لا تلفزيون الحكومة وحدها.

نعم، كانت فضائيتنا معارِضة، بل كانت هي الغطاء الجوي للمعارضة، وكان برنامجي، بحسب تصميمه، هو الطائرة الهجومية، لكن هذا لا يعني أنه كان يحظر استقبال مؤيدي السلطة ومن لا علاقة له بالمعارضة، كما يظن البعض خاطئاً. وللتدليل على كلامي بالأسماء، أذكّر بأنني استضفت في برنامجي أكثر المدافعين عن السلطة والمنضوين تحت لحافها، من النواب والإعلاميين والشخصيات العامة، ولعل أبرزهم النائب المعتق خلف دميثير، وفيصل الدويسان، وصالح عاشور، وعلي العمير، ورئيس تحرير جريدة السياسة أحمد الجارالله، وآخرون كثر.

ولا أظن أن أحداً يشك في أن هذه الأسماء ترتدي قميص الحكومة، وتلعب ضمن فريقها، وتستظل بشجرتها الوارفة.

ولعله من المهم، في كلية الإعلام، ألا يقتصر الحديث على سلوك المعارضة الإعلامي، بل يتوسع ليشمل مفهوم "تلفزيون الدولة"، ويطرح أسئلة أزعم أنها هامة: هل وظيفة تلفزيون الدولة تنحصر في الدفاع عن الحكومة وتبيان وجهة نظرها، أم هو للدولة كاملة، بحكومتها ومعارضتها وأبيضها وأسودها؟ وهل صياغة "بلاك ليست" تضم أسماء معارضي الحكومة، أكرر معارضي الحكومة لا الدولة، أمرٌ يستحق النقاش في كل كلية الإعلام أم لا؟ والسؤال الأكثر ألماً: هل فبركة الأخبار وتأليفها، والافتراء على المعارضين، والتشكيك في وطنيتهم، كما تفعل إحدى الفضائيات القريبة من السلطة، هل هذا يسمى إعلاماً أم ماذا؟

ومازلت في انتظار آراء الطلبة، كما ذكرت في الجزء الأول من هذه المقالة، ولعلني أطمع أكثر فأطلب رأي أستاذهم، وأتعهد بنشره هنا في هذا العمود، بل ونشر رأي كل من يخالفني الرأي في هذا الجانب.

back to top