ذاكرة ولدك... 6 نصائح تعزّزها!

نشر في 29-06-2017
آخر تحديث 29-06-2017 | 00:00
No Image Caption
إن كان ولدك يمضي وقتاً طويلاً أمام الشاشة بدلاً من أن يتفاعل مع العالم الحقيقي، فمن الضروري معالجة هذه المسألة قبل فوات الأوان، حسبما يؤكد الخبراء.
تشكّل الطفولة الباكرة خريطة لما سيكون عليه الإنسان في مرحلة البلوغ. تشبه هذه السنوات حجر الأساس في بناء قيد الإنشاء. لذلك يُعتبر أي تلف خلال هذه المرحلة دائماً ولا يمكن إصلاحه. نتيجة لذلك، يُعَدّ النمو خلال سنوات تشكّل شخصية الولد أمراً بالغ الأهمية.

يحدث نمو ولدك المعرفي في السنوات الباكرة من حياته، لكن الإفراط في استعمال الابتكارات الإلكترونية يعوق تقدمه هذا وينعكس سلباً على عملية نموه بأكملها، إذ تبقيه الابتكارات بعيداً عن الحوافز الاجتماعية البالغة الأهمية لنمو دماغه.

يترافق نمو ذاكرة الطفل مع تطوّر وعيه وتفتّحه. فيما يكبر الولد، يبدأ بتمييز الوجوه، والكلمات، وحتى أنغام أغاني الأولاد والتهويدات. مع تقدّمه في السن، يسجّل التجارب، السيئة منها والفرحة، ويتذكرها، ما يتيح له بالتالي صوغ ما تبقى من حياته. والذاكرة هي ما يربط النماذج الفكرية، والعملية، والاختبارية معاً. ويحتاج الولد إلى ذاكرته القصيرة والطويلة الأمد على حد سواء كي يتمكّن من النجاح في دراسته، ومساعيه الشخصية، واللعب، وحياته الاجتماعية والشخصية.

تتيح الذاكرة القصيرة الأمد للولد تذكر ما اختبره في ماضيه القريب، كتفاصيل قصة. أما الذاكرة الطويلة الأمد، فتشمل تذكّر كيفية قراءة أسماء الأصدقاء وأفراد العائلة. كذلك يعتمد الأولاد على الذاكرة الطويلة الأمد بغية تذكّر كيفية أداء الحركات والعمليات الأساسية، كركوب دراجة هوائية أو حل لعبة أحجية الصورة المقطوعة (puzzle).

علاوة على ذلك، تساعد مهارات الذاكرة الطويلة والقصيرة الأمد على حد سواء الأولاد على التعلّم، والتخطيط، والتفكير، واتباع التوجيهات، وحل المشاكل، والتخيل، واكتساب مهارات التعلّم الأساسية. تحدث هذه التطورات الأساسية في ذاكرة الولد بين مرحلتي الطفولة المبكرة والحضانة. وتؤدي أية مشاكل في نمو الذاكرة إلى تأخر تطوّر اللغة والمهارات الحركية لدى الولد. ولكن من حسن الحظ أنك تستطيعين كأم أن تصوغي مهارات ذاكرة ولدك من خلال نشاطات تحفّز الدماغ.

يساهم اتباع النصائح التالية في تعزيز ذاكرة الولد:

• أبقي عقله منشغلاً بألعاب الذاكرة والطبيعة: لا داعي لأن يقتصر التعلّم على المدرسة، أو الكتب، أو حتى النشاطات المملة. لعل الاعتماد على الألعاب الفكرية ومحفزات الدماغ أفضل طريقة لتعزيز عملية التعلّم لدى ولدك والحرص في الوقت عينه على أن يحظى بوقت ممتع. لا تساهم النشاطات البسيطة والممتعة في تحفيز دماغ الولد فحسب بل تسرّع أيضاً اكتسابهم المهارات الكلامية والحركية. وتشمل نشاطات تستمتعان بها أنت وولدك بمفردكما، كتركيب قطع البناء، أو صور الأحاجي المقطوعة، أو البحث عن الكلمات. وتضمّ أيضاً نشاطات جماعية كألعاب الألواح، والغميضة، وغيرهما. علاوة على ذلك، حاولي أن تقرّبي ولدك من الطبيعة بممارسة ألعاب مثل عدّ الأشجار، أو ألوان الأزهار، أو النجوم، أو تتبع مجاري الماء. أوضحي له أهمية الطبيعة وماهيتها. على سبيل المثال، أخبريه كيف تنمو الأشجار ولمَ يجري الماء في الجداول. يشكّل تعريف الولد إلى الطبيعة أفضل طريقة لإثارة فضوله، ويعزّز الأخير بدوره المخيلة والمقدرة التوضيحية لدى الولد.

• احرصي على أن تؤمني لولدك بيئة هادئة خالية من الضجيج ليدرس فيها: ينعكس الضجيج المفرط في المنزل سلباً على مهارات الذاكرة لدى الولد. يشير الخبراء إلى أن البيئة الخالية من الضجيج تحسّن التركيز وتساعد ولدك على التعلّم بشكل أفضل. صحيح أن التركيز بالغ الأهمية خلال الامتحانات والاختبارات، إلا أن من الضروري أيضاً التمكن من التواصل بهدوء في الأوقات الأخرى وإبقاء الضجيج خافتاً قدر المستطاع. يساهم الهدوء والاستقرار في المنزل في تعزيز ذاكرة الولد وقدرته على التركيز. لكن الاستماع باستمرار إلى الموسيقى والغناء باستخدام سماعة أذنين يلحق الضرر بطبلتي أذني الولد ودماغه الذي لا يزال في طور النمو.

• احرصي على حصول الولد على مقدارٍ كافٍ من النوم: يشكّل روتين النوم السليم إحدى أفضل الطرائق لتحسين ذاكرة الأولاد والبالغين على حد سواء. يعتقد الخبراء أن الدماغ يحوّل الذاكرة القصيرة إلى ذاكرة طويلة الأمد عندما يكون الولد نائماً ومسترخياً تماماً. كذلك يُعتبر عدد من الهرمونات التي تُفرز أثناء النوم بالغ الأهمية لنمو الذاكرة في حالة الأولاد. يحتاج الولد من 10 إلى 12 ساعة نوم كل ليلة، إلا أن هذا لا يعني السماح له بإطالة النوم في الصباح التالي. تبقى أفضل طريقة أن يخلد الولد إلى النوم في الساعة التاسعة مساء ليبدأ صباحه في اليوم التالي بنشاط وحيوية.

• امنحيه وقت راحة كافياً: يخفض التعب التركيز إلى أدنى مستوياته. يفقد الولد التركيز عندما يشعر بالتعب الشديد. كذلك لا يعني النوم بسهولة بعد الشعور بالإنهاك أن الولد نام نوماً عميقاً. على العكس، يحمل الولد التعب معه إلى الأيام التالية، ما يؤثر في إنتاجيته. لذلك احرصي على أن ينجح الولد في الموازنة بين العمل واللعب. من الضروري أن يخصص بعض الوقت للتسلية التي لا تتطلب الكثير من الجهد الجسدي أو الفكري والتي يشاركه فيها الأهل بفاعلية. أمتعي ولدك، مثلاً، بسرد القصص، أو ألعاب الألواح، أو الدردشة عن المدرسة والأصدقاء، أو إنشاد بعض الأغاني. لا تندرج مشاهدة التلفزيون أو التسلية بألعاب الفيديو ضمن أساليب المتعة هذه.

• احرصي على حصوله دوماً على غذاء صحي كافٍ: يفقد الولد غالباً انتباهه وتركيزه لأنه يشعر بالجوع. يجب أن يتناول الطعام أربع إلى خمس مرات يومياً كي يحافظ على مستوى تركيزه عالياً طوال اليوم. ولكن تنبهي إلى أن يكون كل ما يأكله متوازناً، ومغذياً، ولذيذاً. كذلك اسمحي له بتناول الطعام بمفرده. اطلبي منه الجلوس إلى طاولة الطعام مع العائلة. يُعتبر الحوار الذي يدور بين أفراد العائلة أثناء تناول الطعام وما يراقبه الولد، فضلاً عن الغذاء الذي يستمتع به، ضرورياً لتعزيز ذاكرته. ولكن تفادي انغماسه في الوجبات السريعة لأنها لا تعود بأية فائدة على نموه الجسدي والفكري. على العكس، يشير الخبراء إلى أن المأكولات السريعة تجعل الولد بليداً وكسولاً. يكمن سر النجاح هنا في ترك الولد ليشعر بألم الجوع، ما يعني أن تدعيه يطلب الطعام بدل أن تتبعي جدول غذاء محدداً مسبقاً.

نمو صحي

• خصصَا وقتاً للعب: اللعب في الطفولة أمر بالغ الأهمية لنمو الدماغ. لذلك من الضروري أن يلعب الولد الصغير من ثلاث إلى أربع ساعات يومياً خارج البيت أو مع مجموعة من أصدقائه. يحسّن اللعب عموماً شخصيةَ الولد بمختلف أوجهها. من خلاله، يتعلم الولد الأعراف الاجتماعية، والتأقلم، وإقامة الصداقات، ومهارات التكيّف. نتيجة لذلك، يُعتبر الأولاد الذين يلعبون بانتظام أقل عرضة لمشاكل السلوك المختلفة، فضلاً عن أن معدل ذكائهم يكون أعلى، مقارنة بمن لا يلعبون خارج المنزل خلال سنوات تشكّل شخصيتهم. كذلك ينجح هؤلاء الأولاد في مراحل لاحقة من حياتهم في التكيّف جيداً في المنزل ومكان العمل. ولكن يجب أن يتفاعل الولد مع أولاد آخرين في مثل سنه، بغض النظر عن مكانة أهلهم الاجتماعية والاقتصادية. علاوة على ذلك، ينبغي أن تسمحي لولدك بأن يختار الألعاب التي يرغب في المشاركة فيها وألا تفرضي عليه ما ترينه أنت مناسباً. وتذكري أن الألعاب التي تحتوي على قواعد كثيرة تفقد وجهها المرِح ولا تعود مفيدة لنمو الدماغ والذاكرة. على العكس، تثقل كاهل ولدك بإجهاد لا طائل فيه.

يضمن اتباعك هذه النصائح البسيطة أن يحظى ولدك بنمو صحي. والأهم من ذلك أنه سيختبر العالم كما يُفترض أن يختبره ولد في مثل سنه.

دعيه يلعب من ثلاث إلى أربع ساعات يومياً خارج البيت أو مع أصدقائه

قرّبيه من الطبيعة بممارسة ألعاب مثل عدّ الأشجار أو ألوان الأزهار
back to top