مسائل تستنفد طاقة الدماغ وأخرى تحفّزه طبيعياً

نشر في 29-06-2017
آخر تحديث 29-06-2017 | 00:00
No Image Caption
هل سبق أن شعرت بتعب غير اعتيادي وأحسست أن طاقتك مستنفدة؟ صحيح أن التعب، الذي يستمر رغم نيلك قسطاً وافياً من الراحة، يرجع لأسباب شتى، إلا أنك تستطيع التخلص من هذا الشعور بالتعب والاستنفاد الفكريين بمعرفة أسباب الإجهاد الواردة أدناه وتحديدها، لأنها قد تكون المذنب وراء مزاجك السيئ واستبدالها بعد ذلك بمحفزات دماغ صحية.
هل تستطيع تحديد الأسباب التي تؤثر سلباً في مزاجك وصحتك الفكرية؟

• قلة الحركة: لا داعي لأن تشمل هذه الحركة جلسات من التعرق الغزير. يكفي أن تتمتع بالقليل من الهواء المنعش في الخارج أو أن تمشي قليلاً في حيك لتتخلص مما يزعجك وتحسّن مزاجك أيضاً. لذلك لا تتردد في المرة المقبلة في عقد جلسة التفكير والتأمل العميقين في الخارج. يُعتبر الفيتامين D مضاد الكآبة الطبيعي الذي تقدمه لنا الطبيعة. نتيجة لذلك، غالباً ما يعاني مَن يملكون معدلات منخفضة من فيتامين أشعة الشمس هذا تقلبات حادة في المزاج خلال اليوم.

• التشكي: صحيح أن التشكي يحسّن المزاج. ولكن من الممكن أن يتحول من وسيلة للترويح عن النفس وتحسين المزاج إلى اجترار فكري، هوس يولّد المزيد من الأفكار السلبية، وحلقة مفرغة لا نهاية لها. ولا شك في أن هذا يستنفد طاقتك وطاقة مَن يصغي إليك. ولكن إن كان للتشكي هدف بناء وإن كنت تملك حلاً ترغب في طرحه، فمن المؤكد أن حالتك ستتحسن لا تزداد سوءاً.

• التفاعل مع أشخاص سلبيين: صحيح أنك تعجز عن تفادي كل مَن يستنفدون طاقتك، ولكن ابذل قصارى جهدك لتحد من تفاعلك مع مَن يمتصون كل طاقتك.

• القلق المفرط: يسبب القلق المفرط مجموعة واسعة من الحالات الصحية. تعلّم نسيان ما لا تستطيع التحكم فيه وركّز على ما يمكنك السيطرة عليه في الحاضر. ثم اتخذ خطوات بناءة كي تعالج مشاكلك.

• الخوف: ينشّط الخوف اللوزة في الدماغ، ما يولّد ردة فعل «المواجهة أو الهرب». ويؤدي هذا بدوره إلى ردود فعل التهابية في الجسم تعزز مشاعرك السلبية. لذلك تعلّم التمييز بين الخطر الفعلي والخوف من خطر متوَقع.

• المقارنات الاجتماعية: لا جدوى من التركيز على ما يملكه الآخرون أو يفتقرون إليه. تلهيك هذه العملية عن النعم المحتملة التي قد تتمتع بها، فضلاً عن النعم التي تحظى بها راهناً إلا أنك لا تلاحظها.

• غياب الشغف: لا شك في أنك ستواجه صعوبة في الخروج من السرير صباحاً أو العيش من دون هدف إن كنت لا تضع نصب عينيك إنجازاً تود بلوغه أو لا تملك ما يؤجج فيك الشغف. لذلك ابحث عن مصدر شغف، سواء كان كبيراً أو صغيراً، واسعَ وراءه بحماسة.

• تكرار الأخطاء: تعزز التجارب النمو العصبي في الدماغ. وهكذا نتعلّم من تكرار الأخطاء ذاتها مراراً. احرص على التمسك بما تعلمته وطبّق دروسه على مجالات حياتك كي تحسنها.

• البقاء في حالة ركود: اطمح إلى تحسين نفسك اليوم تلو الآخر. يشكّل الشعور بالراحة إشارة إلى الركود، ما يحول دون نموك وتقدمك.

• الإجهاد المزمن: تعلّم أن تميز مسببات الإجهاد، التي تختلف كثيراً باختلاف الأشخاص، وعالج كلاً منها بطرق فاعلة كي تتخطاها وتحلها أو تتفاداها بأفضل طريقة ممكنة.

• التفكير السلبي: للتفاؤل فوائد جمة. تبنَّ ونمِّ مقداراً صحياً من التفاؤل لأن ذلك يتيح لك رؤية المسائل من منظار إيجابي من دون أن تنسى رسم خطط بديلة في حال لم تسر الأمور كما توقعتها.

• الندم/الغضب/الكره: تعلّم النسيان وسامح من يخطئون إليك. لا تشكّل المسامحة دليل ضعف أو إشارة إلى أنك نسيت الخطأ الذي ارتُكب بحقك. لكن المسامحة هبة تقدمها لنفسك، هبة تنزع من قلبك السم الذي تحمله معك.

• عدم بناء صداقات أو التعبير عن الشعور بالامتنان: الجأ إلى المحيطين بك عندما تحتاج إلى مَن يساعدك كي تحسّن مزاجك. تستطيع العلاقات الاجتماعية أن تقدّم لك مساعدة كبيرة تتيح لك تحسين مزاجك ووظائفك المعرفية. لذلك، عندما تشعر أنك مستنفد، ادعُ صديقاً أو شخصاً عزيزاً على قلبك إلى شرب القهوة. ولا تتردد في أن تعبّر له عن امتنانك لأمر قدمه لك، سواء كان كبيراً أو صغيراً. فلا تمر خطوة مماثلة مرور الكرام.

• عدم قضاء وقت كافٍ وحدك: في المقابل، أمضِ بعض الوقت وحيداً وكفّ عن الاهتمام بالآخرين، متجاهلاً نفسك وحاجاتك. عندما نمضي الوقت وحدنا، نتمكن حقاً من التفكير بعمق، نقيم روابط عفوية، ونغوص في أعماقنا الدفينة.

• عدم تعلّم أي جديد/عدم إدخال أي تبدلات إلى روتينك: صحيح أن ما يشبه الروتين مفيد للاستقرار العقلي والصحة عموماً، إلا أن عدم اعتماد بعض التغييرات من حين إلى آخر يجعلك تشعر بأنك مستنفد وأنك تفتقر إلى ما يحفزك. لذلك تعلم أن تدخل إلى حياتك لمسة من التجديد بين الفينة والأخرى.

مساعدة الآخرين

تحفز أعمال اللطف، مهما كانت صغيرة، خلايا الدماغ وتجعلها أكثر تعاطفاً. تعلّم أن تنشّط غالباً هذه العضلات التي قلما نستخدمها ومرّن دماغك بطرق صحية. أحسن إلى الآخرين وفكّر فيهم بصدق كي تحصد فوائد أعمالك في المستقبل.

قد تبدو هذه النقاط، التي تنعكس سلباً على مزاجنا وصحتنا العقلية، بديهية عند إدراجها في لائحة مماثلة. ولكن عندما تشعر أنك محبط ولا تستطيع أن تحدد السبب الذي يولد فيك شعوراً مماثلاً، فكّر في بعض الاقتراحات المدرجة سابقاً التي تساعدك في تحسين مزاجك وصحتك. وهكذا تتعلم أن تعيش حياتك بأفضل طريقة ممكنة، وتبني علاقات أقوى لا مع المحيطين بك فحسب بل مع نفسك أيضاً لأنك أنت في النهاية الشخص الأهم في حياتك.

* إميلي واترز

back to top