تشارلز بونزي... نصاب يجذب السذج والطامعين

محتالون ماليون استخدموا أسلوبه في الخليج

نشر في 28-06-2017
آخر تحديث 28-06-2017 | 00:10
تشارلز بونزي
تشارلز بونزي
لوحظ أن هناك نصابين ماليين ينشطون في منطقة الخليج مستخدمين طريقة «الاحتيال الهرمي» لجذب السذج والطامعين، حيث يتلقى فيها المستثمرون عوائد عالية جداً من خلال الاستثمارات الجديدة، وفقاً لمخطط يسمى «مخطط بونزي» نسبة إلى تشارلز بونزي، وهو مهاجر إيطالي كان يعيش في بوسطن بالولايات المتحدة، وألقي القبض عليه عام 1920 لاحتياله على آلاف الأشخاص بعد جمعه ما يعادل اليوم 190 مليون دولار على مدى ثمانية أشهر فقط.

وفي تقرير لها، استعرضت مجلة «تايم» حياة بونزي وطريقة الاحتيال التي كان يستخدمها، مبينة أنه بدأ احتياله ببيع ما يسمى قسيمة خاصة بالبريد يمكن استخدامها لشراء الطوابع في أي بلد في العالم، حيث كان يقول إنه يشتريها من البلاد ذات العملة الضعيفة، ويبيعها في بلد ذي عملة قوية ليجني ثروة من ذلك.

وعد بونزي العملاء بربح يصل إلى 50 في المئة خلال 45 يوماً ومضاعفة استثمارهم خلال 90 يوماً، مما زاد إقبال الأفراد على الاستثمار معه.

وأفادت تقارير في يوليو 1920 بأنه كان يحتفظ بالمال في سلة المهملات بعد امتلاء أدراج مكتبه، غير أن مشكلة برزت أمامه، وهي أن فكرة بيع «قسيمة الرد البريدية» كانت مستحيلة من الناحية اللوجستية لعدم وجود ما يكفي من القسائم المتداولة، كما أنه لم تكن هناك وسيلة لتحويلها إلى نقود.

ولأنه لم يتمكن من الحصول على قرض لدعم أعماله، ولم تكن تجارة القسائم توفر العائدات التي وعد بها، فقد قرر استخدام أموال المستثمرين الجدد لدفع عائدات القدامى، مدعياً أنها من عائدات تجارته في القسائم، وأجبرت هذه الخطة العديد من الشركات الائتمانية على الإغلاق، وكان أكبرها شركة «هانوفر تراست».

وقد تم كشف «مخطط بونزي» من قبل صحيفة «بوسطن بوست» التي وجدت أن عليه حكماً قضائياً في كندا، حيث كان يتعامل بشيكات مزورة، كما تَبين أنه تعلم كيفية الاحتيال من مصرفي في مونتريال كان يخدع العملاء بطريقة مماثلة، وبعد إدانته حكم عليه بالسجن تسع سنوات.

ورغم أن عمليات «الاحتيال الهرمي» يطلق عليها اسم بونزي، فإنه لم يخترع هذا النوع، فقد كان بروكلينيت ويليام ميلر مثلاً يَعِد المستثمرين عام 1899 بعوائد تصل إلى 520 في المئة، وجمع من وراء ذلك مليون دولار.

كان توقيت «مخطط بونزي» في أعقاب الحرب العالمية الأولى، حيث كان الاقتصاد الأميركي بدأ في الانتعاش، مما جعل الناس أكثر عرضة للاحتيال. وقال بونزي، في مقابلة مع «أسوشيتد برس» قبل وفاته أن «هذه الأيام كانت تتسم بالجنون، حيث كان كل شخص يريد جني المال، وكان عملي بسيطاً، وهو أخذ أموال شخص وإعطاؤها لآخر».

وتعليقاً على ذلك، يقول أستاذ الاقتصاد في كلية «ويليامز» «جيرارد كابريو إن هذه الأنواع من مخططات المضاربة تزداد عندما يحقق الاقتصاد أداء جيداً، حيث يرغب الأشخاص في جمع ثروة سريعاً، إلى جانب أنه في وقت بونزي لم يكن قد تم إنشاء لجنة الأوراق المالية، لذلك لم يكن هناك الكثير من الحماية ضد مثل هذه الوسائل.

أما أسوأ مخططات بونزي في التاريخ، فحدثت في رومانيا وألبانيا بعد سقوط الشيوعية، عندما كان الناس هناك يعانون الفقر المدقع، لذلك كانوا أكثر عرضة لجميع أنواع الاحتيال.

وفي ديسمبر 1930، بعد تسديد الدفعة النهائية إلى دائني بونزي، وصفته مجلة «تايم» بأنه «الخارق غير العادي الذي يضخم الثروات سريعاً»، معتبرة أن سيرته ستوضع في مكان متألق ضمن أرشيف الاحتيال.

وفي فبراير 1934، حصل بونزي على إفراج مشروط، ورحل إلى إيطاليا في أكتوبر من ذلك العام، بعدما قال للصحافيين وفتئذٍ: «لقد بحثت عن المتاعب وحصلت على أكثر مما كنت أتوقع».

وبعد بضع سنوات، تولى بونزي وظيفة في البرازيل، قبل أن يتوفى في ريو دي جانيرو في يناير 1949، تاركاً خلفه 75 دولاراً فقط، ونشرت مجلة «لايف» نعيه في صفحة كاملة.

back to top