Sleight يدمج رواية بطل خارق بقصة مرحلة البلوغ

نشر في 28-06-2017
آخر تحديث 28-06-2017 | 00:00
جاكوب لاتيمور في مشهد من الفيلم
جاكوب لاتيمور في مشهد من الفيلم
في Sleight، يبتكر المخرج جي. دي. ديلارد والمنتج أليكس ثيورير، اللذان تشاركا في الكتابة، قصة عن بطل خارق لم يسبق لها مثيل نُفذت وفق أسلوب السينما المستقلة، ومحاورها، وميزانيتها.
يؤدي بو (جاكوب لاتيمور) خلال النهار ألعاب الخفة في الشارع، مذهلاً المارة بخفة يده الكبيرة ليحصل منهم على المال اليسير. وفي الليل، يبيع المخدرات في حانات لوس أنجلس وشوارعها. لكنه يحرص دوماً على حماية أخته تينا (ستورم ريد) لأنهما شقيقان يتيمان يواجهان العالم.

يدور الصراع الرئيس في Sleight حول سبل عيش بو المتضاربة. هذا الشاب شغوف بالسحر، الذي يتملكه ويدفعه إلى إنهاك نفسه جسدياً. يستمد إلهامه من لاعب خفة التقاه في منطقة «فينس بيتش» عندما كان صغيراً وزرع فيه حب هذه الألعاب.

يعتقد بو أن أي إنسان يستطيع أداء خدعة، إلا أن مَن يتخطى الحدود كافة يكون ساحراً بحق. ويمثّل ملصق عن هوديني مصدر إلهامه وسعيه إلى تخطي حدود هذه المهنة.

في المقابل، يسدّد بيع المخدرات فواتير بو وتينا. لكن هذه المعمعة الهامشية تغرقه في هوة عميقة. يبدأ رب عمله أنجيلو (دوليه هيل) بالاعتماد عليه بطرائق تمتحن هويته ومعاييره الأخلاقية. إلا أن معارضة أنجيلو أكثر خطورة مما يستطيع بو نفسه مواجهته. فضلاً عن ذلك، التقى بو أخيراً هولي (سيشيل غابريال)، طالبة جامعية لطيفة تعمل في بيع حلوى الكاب كيك. ولا يعتقد أنها تود مواعدة تاجر مخدرات محلي.

السحر

يشكّل السحر إطار Sleight وروحه، فيما تضفي المخدرات لمسة من الخطر والتشويق على القصة. لكن حبكة المخدرات الثانوية تبدو أحياناً مبالغاً فيها وغير واقعية. فرغم التزام هيل الكبير، من الصعب أن نصدّق أنه أنجيلو القاسي القلب والمتعطش إلى الدم. وتتجلى أيضاً حدود الميزانية بوضوح في هذه المشاهد.

لكن ديلار وثيورير نجحا في أهم عنصر في هذا الفيلم: الشخصية الرئيسة ورحلتها. يشع لاتيمور في دوره الرئيس، مقدماً في Sleight أداء يحوّل هذا الممثل الصاعد إلى نجم. تجعل المخاطر الكبيرة، التي تترتب على معارضة أنجيلو، بو مضطرباً، فيعتمد على مهاراته في عالم السحر ليهرب من بعض المواقف الحرجة. لكن ما يقوم به يتخطى تدريجياً الخدع البصرية. وفيما يتجاوز بو كل حد، ينتقل مما يُعتبر خفة يد إلى ما يبدو سحراً حقيقياً.

عناصر غامضة

يترك الفيلم هذه العناصر الخارقة للطبيعة غامضة، مكتفياً بالتلميح من بعيد إلى إمكانات ربما يتمتع بها بو. ولا شك في أن هذه خطوة ذكية بتأسيس الفيلم على الواقع المرير لولد يناضل لتأمين قوته في عالم قاسٍ لم ينصفه. إلا أن لمحات السحر الحقيقي التي تتراقص على أطراف Sleight تضفي على العمل تفاعلاً نضراً مشوقاً وحماسياً.

في فيلمهما السينمائي الأول، يُحسن ديلار وثيورير استخدام مواردهما ليعربا عن قدرة عالية على التحكّم في الشخصيات والنبرات، ما يولّد فينا رغبة في اكتشاف المزيد عن قصة بو وفضولاً لمعرفة ما يستطيع صانعَا الأفلام هذان تقديمه مع مشروع أكبر.

هكذا يدمج Sleight رواية بطل خارق بقصة مرحلة البلوغ، فيجعل هذين النوعين أكثر حيوية وقيمة ويحوّلهما إلى نوع جديد مختلف، معلناً في الوقت عينه ولادة النجم لاتيمور.

back to top