The Big Sick... صراع ثقافي بقالب فكاهي

نشر في 28-06-2017
آخر تحديث 28-06-2017 | 00:00
مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم
يتخّطى فيلم كمال نانجياني The Big Sick التوقعات في تطوراته كافة. نراه في البداية عملاً رومانسياً فكاهياً ممتعاً، ثم يتحوّل إلى دراما شخصية عميقة ومحزنة أحياناً (من دون أن يفقد طابعه الفكاهي).
عندما هاجر كمال نانجياني من كراتشي بباكستان إلى أيوا ليتابع دراسته الجامعية، كان في الثامنة عشرة من عمره. بعد أربع سنوات، انتقل أهله إلى الولايات المتحدة واستقروا في نيوجيرسي.

فرح نانجياني بالمسافة الكبيرة التي فصلته عن أهله لا لأنه ما كان يحبهم بل لأنهم كانوا يتوقعون، وفق التقاليد الباكستانية، أن يجدوا له امرأة يقترن بها في زواج مدبّر. لكن والدته لم تدع المسافة تردعها، إذ اعتادت أن ترسل إليه بالبريد الإلكتروني صور الخيارات المحتملة، وكان يعرف بعضهن في كراتشي. لكنه عقد العزم على ألا يدع أهله يفرضون عليه شريكة حياته، مع أنه كان يجهل السبيل إلى مناقشة هذا الموضوع معهم.

يخبر نانجياني، الذي يشتهر بعمله في مسلسل Silicon Valley الفكاهي المعروف على شبكة HBO، من مكتبه في مرأب منزله في لوس فيليز حيث يعيش مع زوجته إيميلي ف. غوردون: «خشيت زيارتهم لأنني كنت أعلم أنهم متمسكون جداً بهذه المسألة».

يغوص نانجياني في هذا الصراع الثقافي في The Big Sick. ألّف بالتعاون مع غوردون هذا الفيلم عن علاقتهما الرومانسية الواقعية التي اصطدمت بعقبات عدة، من بينها المرض الخطير واحتمال خيانة العائلة.

عُرض The Big Sick للمرة الأولى في مهرجان ساندانس في يناير الفائت وحظي بإقبال كبير، ما أشعل حرب عروض أدت إلى بيعه في نهاية المطاف إلى استوديوهات «أمازون» لقاء 12 مليون دولار.

الفيلم دراما شخصية عميقة ومحزنة أحياناً ولكن لا تخلو من الطابع الفكاهي. تعرض الاندماج الثقافي، والنضوج، والغيبوبة المتعمَّدة طبياً. يؤدي نانجياني شخصيته فيه، فيما تجسّد زوي كازان دور إيميلي.

العنصر الأكثر ديناميكية

لكن العنصر الأكثر ديناميكية في الفيلم يظلّ خصوصية عائلته الباكستانية تحديداً. تشمل هذه العائلة والدَيه المسلمين الملتزمين (يؤدي دورهما أنوبام خير وزنوبيا شروف) وأخاه (عديل أختر) الذي يعيش حياة زوجية سعيدة مع زوجة (شيناز تريسوريوالا) التقاها عبر زواج مدبّر. تبدو هذه العائلة محبة ورافضة في آن، وممتعة، وغريبة، ومثيرة للاستياء، أو بكلمات أخرى عائلة نموذجية.

يذكر نانجياني: «أدركنا من البداية أن نجاح الفيلم يعتمد على تلك العائلة. إذا قدمنا عائلة محبة حقاً، تصبح عندئذٍ علاقتي بها أكثر أهمية. ولكن إذا بدت العائلة صارمة وباردة، وهذا ما نراه غالباً في تجسيد العائلات المسلمة النمطي، فلن يكون ذلك منصفاً لأهلي وللفيلم على حد سواء».

وقعت الأحداث التي يعرضها الفيلم قبل عقد من الزمن. بعيد ذلك، أدرك نانجياني (39 سنة) أنه أمضى سنوات في تحديد شخصيته برفضه إرثه الباكستاني. وما زال يواجه اليوم صعوبة في تحديد هويته. فلا يشعر بأنه أميركي أو باكستاني. ولكن من خلال كتابته الأعمال الفكاهية، يواصل نجاحه في تعاطيه مع كيفية اندماجه في المجتمع الأميركي.

كاتب وممثل

لا شك في أن عمل نانجياني ككاتب وممثل في The Big Sick يمثّل خطوة نحو الأمام في تصوير الثقافة الإسلامية على الشاشة.

يعتقد المنتج جود أباتو، الذي عمل مع نانجياني وغوردون طوال ثلاث سنوات على صوغ السيناريو، أن تصوير The Big Sick الصادق تجربة الهجرة يؤدي دوراً بالغ الأهمية في الجو السياسي الحالي المحموم.

يوضح أباتو: «لم نمنح الفيلم أي طابع سياسي. ويسعدني أن الناس يستطيعون مشاهدته في المرحلة الراهنة. يسرني أننا لم نعمل عليه في هذه البيئة لأنه كان سيأتي مختلفاً بالتأكيد. لا يحمل The Big Sick أية ضغينة، بل يكتفي بعرض حياة عائلة طبيعية محبة. من المؤسف أننا لم نشهد أعمالاً كثيرة في الولايات المتحدة تصوّر العائلات المسلمة».

لم تشاهد عائلة نانجياني الفيلم بعد. يخبر الممثل أن عرض The Big Sick للمرة الأولى في مهرجان ساندانس سبب له إجهاداً كبيراً وأنه كان بغنى عن مصدر قلق إضافي.

يتابع موضحاً: «خضنا هذا النقاش الغريب، وهو واحد من نقاشات غريبة عدة أجريناها. ما زلت أحاول التوصل إلى علاقة ولد بالغ بأهله. ينتهي الفيلم مع الخطوة الأولى نحو علاقة مماثلة. وآمل بأن أكون حققت خطوات إضافية نحو هذا الهدف خلال السنوات العشر الماضية».

أحداث الفيلم وقعت قبل عقد من الزمن
back to top