جنون الكولاجين... فوائد لا تحصى!

نشر في 27-06-2017
آخر تحديث 27-06-2017 | 00:00
No Image Caption
يثير عالم مكافحة علامات الشيخوخة اهتمامي إلى حد كبير، ويعود ذلك أولاً إلى إطلالاتي الكثيرة في وسائل الإعلام، التي تعلّق أهمية بالغة على المظهر الشبابي، والطاقة، والحيوية كما يدرك الجميع حول العالم. لذا لا يود أحد أن يتلقى النصائح من شخص يبدو كما لو أنه يحتاج إلى قيلولة.
في الآونة الأخيرة، أسمع الكثير عن فوائد الكولاجين للبشرة. هل هذه المزاعم صحيحة؟
أصبّ اهتمامي على الظاهرة التي ندعوها «التقدم في السن» منذ سنوات عدة. عندما أصبحتُ اختصاصية تغذية في السادسة والعشرين من عمري، ركّزت خصوصاً على أطعمة ومكملات غذائية تساعدني في الحفاظ على الشعور بالحيوية والانتعاش الذي تمتعت به في تلك الفترة من حياتي. كذلك رغبت في الحفاظ على مظهر شبابي يعكس ما أشعر به من حماسة.

هنا نصل إلى مكملات الكولاجين الغذائية. لنتحدث بصراحة ووضوح. أتخذ خطوات عدة لأحافظ على رشاقة جسمي وأبقي طاقتي وحيويتي عاليتين. لذلك أتناول نحو 50 نوعاً من المكملات الغذائية يومياً (سواء على شكل مسحوق، أو سائل، أو حبوب). بالإضافة إلى ذلك، أكثر من شرب الماء وأتمرن يومياً (أو خلال ستة أيام على الأقل أسبوعياً). أراقب أيضاً هرمونات جسمي عن كثب، أتبع نظاماً غذائياً صحياً (أو أحاول ذلك غالباً)، وأستخدم منتجات ومساحيق للبشرة عالية الجودة والفاعلية. علاوة على ذلك، أقوم بنزهات للاسترخاء في التلال حيث أُقيم. ولا أنسى بالتأكيد علاقات الصداقة الداعمة والحب المميز الذي يجمعني بشريك حياتي. كذلك أعشق عملي، فضلاً عن أنني محاطة بحيوانات أليفة أحبها وتقدّم لي الحنان. ولما كنت أعيش في جنوب كاليفورنيا،

فإنني أنعم أيضاً بوفرة من المناظر الطبيعية الخلابة، الخضرة الجميلة، وأشعة الشمس المنعشة.

نتيجة لذلك، من شبه المستحيل أن أتمكّن من تحديد بدقة الأسباب الفعلية التي تدفع كثيرين إلى التعبير عن الاستغراب وعدم التصديق حين أؤكد لهم أنني سأبلغ قريباً السبعين من العمر. ولكن مع أنني لا أستطيع أن أقدّم أدلة علمية حاسمة في هذا المجال، أعتقد حقاً أن المكملات الغذائية التي تحتوي على الكولاجين، والتي أتناولها منذ ما يفوق الثلاث عشرة سنة، تستحق راهناً جزءاً من الفضل في الطريقة التي أبدو وأشعر بها في هذه المرحلة من حياتي.

لنوضح هذه النقطة. يُعتبر الكولاجين البروتين الأكثر وفرة في الجسم، لأنه يشكّل نحو 30% من كامل محتوى جسمنا من البروتين. يأتي الاسم «كولاجين» بحد ذاته من الكلمة اليونانية «كولا» التي تعني الغراء، وهذا ينطبق تماماً على الكولاجين، لأنه يمثل الغراء الذي يحافظ على تماسك مختلف أجزاء جسمنا. من الأوتار والمفاصل إلى العظام والعضلات وخصوصاً البشرة، تعتمد كلها على الكولاجين. من دون هذا البروتين، يتفكك جسمنا فعلياً.

يُنتج الجسم الكولاجين في طبقة البشرة السفلية التي تُدعى «الأدمة». توضح الكاتبة في مجال الصحة فيرا تويد كيفية عمله بطريقة واضحة ومذهلة: تشبه تويد الأدمة بالفراش وطبقة الجلد العلوية أو ما ندعوه البشرة بغطاء الفراش. وتضيف: «عندما يبدأ الكولاجين بالتفكك والتقلص، نحصل في نهاية المطاف على فراش قديم ومهترئ، ما يؤدي بدوره إلى تجعّد الغطاء».

أحصى العلماء في جسم الإنسان أكثر من 16 نوعاً من الكولاجين، إلا أن ثلاثة منها (تُدعى بكل بساطة النمط الأول، النمط الثاني، والنمط الثالث) تُعتبر الأبرز والأكثر وفرة، مشكّلةً ما يزيد على 90 % من الكولاجين في الجسم.

تحتوي أنواع الكولاجين كافة على فيض من ثلاثة أنواع محددة من الأحماض الأمينية: الغليسين، والبرولين، والهيدروكسيبرولين. لكن أنماط الكولاجين الثلاثة الرئيسة تتركز في مواضع مختلفة من الجسم. على سبيل المثال، نلاحظ تركّز النمطين الأول والثالث في الجلد، فضلاً عن الأوتار والعظام. أما النمط الثاني، فيُرى خصوصاً في الغضاريف. نتيجة لذلك، صار الكولاجين يُعتبر «مفيداً للمفاصل».

تجمع الكولاجين بالجيلاتين علاقة مثيرة للاهتمام، حتى إننا نسمع كثيرين يتحدثون عنهما كمترادفين، مع أنهما ليسا كذلك من الناحية التقنية.

تأتي أنواع الكولاجين كافة من منتجات حيوانية، ونعثر عليه خصوصاً في الأجزاء الأكثر قساوة وبشاعة من اللحم: قطع اللحم التي تحتوي على أكبر عدد من الأنسجة الضامة التي قلما تُستعمل في الطهو. عندما نطهو قطع اللحم القاسية تلك أو عندما نعد عظام البقر على نار هادئة في قدر مخصصة لتحضير المرق، نحصل على الكولاجين الذي يُنتج الجيلاتين. إذاً، إن رغبت في التمييز بسهولة بين الكولاجين والجيلاتين، فتذكري أن الأخير يتألف من كولاجين مطهو. ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن الجيلاتين يُعتبر أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل مرق العظام غنياً إلى هذا الحد بالمواد المغذية. بعد استخراج الكولاجين من مصادره (مثل قطع لحم البقر المربى في المراعي)، يُعالج بواحدة من طريقتين رئيستين: تؤدي الأولى إلى إنتاج الجيلاتين (يتألف عموماً من كولاجين مطهو)، في حين تُنتج الأخرى، التي تختلف بعض الشيء، ما ندعوه هيدروليسات الكولاجين أو الكولاجين المميه (hydrolyzed collagen). يتألف النوع الأخير من كولاجين تُفكَّك جزيئات البروتين فيه إلى أجزاء أصغر فأصغر: إلى سلالات صغيرة قابلة للاستعمال من البيبتيدات والأحماض الأمينية، علماً أن هذه وحدات يستطيع الجسم امتصاصها واستعمالها بسهولة. في المقابل، لا يُفكَّك الكولاجين غير المحوَّل بهذه الطريقة. نتيجة لذلك، يعتقد العلماء أن امتصاصه يبقى أقل، مقارنة بالكولاجين المميه.

تذكري أن الكولاجين يشكّل النسيج الضام لمعظم أجزاء جسمنا، من القلب والجلد إلى العضلات، والشعر، والشرايين، والأقراص، والغضاريف، والأظفار، والكبد، وما هذه إلا غيض من فيض. ولكن كما هي الحال غالباً، تمارس الطبيعة إحدى حيلها علينا، مبطئةً إنتاج الكولاجين مع التقدم في السن. إذاً، كلما تقدمنا في السن، تراجع نشاط الخلايا (تُدعى الأرومات الليفية) التي تنتج الكولاجين، فضلاً عن الإلاستين وحمض الهيالورونيك. ومع هذه المرحلة، تصبح المسائل شائكة وأكثر تعقيداً.

عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الكولاجين، تبدأ العضلات والجلد بالترهل والارتخاء، فضلاً عن أن الغضاريف تغدو أقل سماكة وأكثر ضعفاً. نتيجة لذلك، تصبح البشرة أرق وتتجعّد. ومن الممكن أيضاً أن تفقد العظام كثافتها وقوتها. لذلك يُعتبر انخفاض مقدار الكولاجين في العظام أحد الأسباب الرئيسة الكامنة وراء مشاكل العظام. يوضح مايكل موراي، خبير متخصص في المداواة الطبيعية: «إذا بات محتوى الكولاجين في الجسم متدنياً، تصبح العظام هشة جداً، ما يؤدي بالتالي إلى زيادة كبيرة في خطر التعرض لكسور».

علاوة على ذلك، تناول مقال نُشر أخيراً في مجلة Men’s Journal طريقة جديدة عالية التقنية تسمح لك بمراقبة سنك البيولوجي، النظام تلو الآخر (مثل الأنظمة القلبية الوعائية، العصبية، والرئوية). تبين في المقال أن تراجع الأنسجة الضامة، مثل الكولاجين، لا يؤدي إلى شيخوخة الشرايين فحسب، بل ينعكس سلباً أيضاً على الرئتين، ما يقلّص بالتالي مقدار الهواء الذي يمكنك إدخاله إلى رئتيك وإخراجه منهما.

لا شك في أن الكريمات التي تحتوي على الكولاجين ممتازة، لأنها تساهم في التخفيف من الخطوط والتجاعيد وترطب البشرة.

لكنني لطالما اعتقدتُ أن الشيخوخة تنشأ دوماً من الخلايا، التي تبدأ بإنتاج كميات أقل من مركبات نحن بأمس الحاجة إليها. كذلك تبدأ العمليات الأساسية في هذه الخلايا بالتعطل والتباطؤ. ونحن نلجأ إلى المكملات الغذائية لأننا لا نحصل (أو ننتج) على كمية كافية من هذه المركبات الأساسية.

كما ذكرتُ سابقاً، بدأتُ بتناول الكولاجين قبل نحو ثلاث عشرة سنة لأحافظ على جمالي.

إلا أنني أتساءل عما إذا كان هذا الكولاجين أيضاً أحد الأسباب الرئيسة التي ساعدتني في تفادي آلام المفاصل والظهر وغيرها من أوجاع يُبتلى بها عموماً مَن صاروا في مثل سني. لكنني لا أظن أنني سأتوصل إلى الإجابة لأنني لن أكف عن تناول الكولاجين ما لم يتوقفوا عن تصنيعه.

تشمل المكوّنات التي خضعَت لأكبر عدد من الدراسات في عالم الكولاجين عنصرَين بارزَين، ألا وهما: فيريسول (Verisol)، الذي يشكّل خلطة خاصة من نمطَي الكولاجين الأول والثالث، وبيوسيل كولاجين (BioCell Collagen)، الذي يتألف من نمط الكولاجين الثاني المعتمَد في هذا القطاع يُضاف إليه حمض الهيالورونيك المنتَج طبيعياً.

برهنت إحدى الدراسات البارزة، التي نُشرت في مجلة Skin Pharmacology and Physiology، أن فيريسول يعود بفائدة كبيرة على البشرة «كما يتضح من خلال مرونة البشرة بعد مرور نحو ثمانية أسابيع على تناوله يومياً}. أما بيوسيل كولاجين، فاتضح أنه يساهم في تحسين الدورة الدموية الصغرى ويحدّ من علامة الشيخوخة على الوجه. كذلك أظهرت دراسة أخرى نُشرت في مجلة Journal of Agriculture and Food Chemistry أن مَن يتناولون بيوسيل كولاجين ينعمون بتراجع كبير في الانزعاج الذي يشعرون به في مفاصلهم، فضلاً عن أن قدرتهم على المشاركة في النشاطات اليومية تزداد.

أتناول شخصياً مسحوق تجديد الكولاجين من Reserveage Nutrition لأنه يحتوي على تلك الخلطة الخاصة والمدروسة كيماوياً من نمطَي الكولاجين الأول والثاني الصافيين من فيريسول، فضلاً عن قليل من الفيتامين C وحمض الهيالورونيك. إلى جانب هذا المسحوق، أعتمد أيضاً على معزز الكولاجين (مكيال أضيفه إلى شراب بارد) ومعزز الكولاجين الفائق (حبتان يومياً) من Reserveage Nutrition. يحتوي المنتجان على بيوسيل كولاجين، ويكمن وجه الاختلاف الوحيد بينهما في أن معزز الكولاجين الفائق يضم أيضاً مركباً يحمي الإلاستين بتثبيط إنزيم يفككه. يتألف بيوسيل كولاجين من النمط الثاني من الكولاجين، الذي يشكّل 60 % منه، فضلاً عن حمض الهيالورونيك المفيد للبشرة (بنسبة 1 0%) وسلفات الكوندرويتين المفيدة للمفاصل (بنسبة 20 %).

أنواع الكولاجين كافة تأتي من منتجات حيوانية
back to top