فهد الزايد: المواهب الغنائية في الكويت تعاني الإهمال

«لو لم أكن مطرباً لتمنيت أن أصبح رساماً»

نشر في 27-06-2017
آخر تحديث 27-06-2017 | 00:01
يحرص المغني الشاب فهد الزايد على انتقاء كل أعماله بدقة، لأنه يحترم جمهوره وذائقته، ويعتبر أن نجاحه يكمن في رضا الجمهور، كما أنه يؤدي أكثر من مهمة في عمله، فهو يجمع بين التلحين والتوزيع والعزف.
وفي حواره مع «الجريدة»، قال الزايد إن المواهب الغنائية في الكويت تعاني الإهمال وتشكو قلة الدعم، وفيما يلي التفاصيل:

* ما تقييمك للأصوات الشابة على الساحة الغنائية الآن؟

- في البداية، أنا أشجع أصحاب المواهب الحقيقية، وأقدر الشباب الذين يجتهدون، وأستمتع عندما أستمع لشاب فنان يملك إحساسا عاليا، وفي الكويت نشهد ولادة فنان متكامل كل يوم، فالأصوات الشابة عندنا تعد من أجمل الأصوات في الخليج والوطن العربي، فضلا عن أنها تتمتع بالشمولية، بمعنى أنك تجد المطرب يتقن الألوان الأخرى كالتلحين، والعزف على أكثر من آلة، وهذا هو التميز الذي يميزنا عن غيرنا، وأنا أحيي شبابنا المطربين، وبابي مفتوح لأي تعاون مع الشباب، بل وكل الأجيال، قديم أو جديد، فالمهم أن يدخل العمل الفني قلوب الناس، ويتقبلونه بغض النظر عن أقدمية المطرب أو حداثته.

* برأيك... ما الذي ينقص الساحة الغنائية خاصة والفنية عموما في الكويت؟

- هو الاهتمام بالفنان، لأن ما عندنا - مع الأسف - رعاية فنية كاملة لأي شاب موهوب، وهذا سبب عزوف الكثير من المواهب الواعدة عن الغناء، والفن عموما، فضلا عن قلة الداعمين، فلا تجد أحدا يُؤْمِن بالمواهب ويتبناها ويدعمها لتنطلق، وبرغم أنه في زمن الشباب الذي نحياه الآن، ويسمى بعصر الإنترنت، صار كل شيء سهلا، فأي "سنغل" ينزل السوق ينتشر بسرعة فائقة، لكن كل التكاليف "تكون على دماغه"، لأنه لا يجد أحدا يتبناه، ولو تحمل إنتاج أغنية سنغل في بداية مشواره، فماذا سيستوي بعد ذلك، هل سيستطيع أن يتحمل تكاليف أعمال أخرى فيما بعد، لتستمر مسيرته أم ينتهي قبل أن يبدأ؟ فهذا هو السؤال، وفي الوقت نفسه نجد أنصاف مواهب مجرد فقاعات، يصدرون أغنية أو اثنتين، بعدهما لا نرى لهما أي أثر، لذا فإنني أدعو الدولة إلى تبني المواهب الحقيقية، ليس في الغناء فحسب، بل في كل المجالات، ودعمهم بقوة، لترفع عنهم معاناة البحث عن داعم، وفي النهاية هم خير سفراء لديرتنا في الخارج، ويجب الاهتمام بهم.

* تحقيق الشهرة أصبح سهلا من خلال استمار التقدم التكنولوجي، ما رأيك بهذه النجومية؟

- أنا لا أحب النجومية السريعة، وخاصة مع انتشار شهرة "الأبليكيشن" مع كثيرين، على مواقع التواصل الاجتماعي، والإنترنت، مثل انستغرام، ويوتيوب، وتويتر.. إلخ، فهؤلاء شهرتهم زائفة، وأعتبرهم كالفقاعة في الهواء، سرعان ما تنفجر وتتلاشى، ونحن نعاني تلك الظاهرة، لأننا الآن في عصر السرعة، ففي لحظات تجد كل شيء بين يديك، وأناسا يتبعونك Followers، على أي أبليكيشن، ولكن الفنان الحقيقي لابد أن يكون دارسا، أو على الأقل صاحب خبرة أو تاريخ فني، حتى تسمعه الناس وتراه، وتقتنع به.

* أي الأغاني التي طرحت أخيرا ولاقت إعجابك؟

- بطبيعتي، أنا أحب الفنانين الكبار، مثل الفنانة نوال، والفنانين الكبيرين عبدالله الرويشد، ونبيل شعيل، أحب عذوبة وقوة أصواتهم، وحبهم لفنهم، وتعبهم على أعمالهم، لذا فإنني أنتظر دوما كل جديد من ألبوماتهم، ولو حتى "سنغل"، لأنها تكون جميلة وهادفة، ذات كلمة ولحن ورسالة تؤثر في نفوس جماهيرهم، ووعيهم، وتشعرهم بجمال الحياة.

* لو لم تكن مطربا ماذا كنت تتمنى أن تكون؟

- لو لم أكن مطربا، لتمنيت أن أصبح رساما، فمنذ نعومة أظافري، وأنا مشغوف بالرسم، لكنني ما اهتممت به الاهتمام المناسب لأصبح رساما، فقد خطفني الغناء منه، لكنني مازالت لدي فكرة عن الرسم، وأتذوق ألوانه، وماهر في توزيعها، والآن لو قيمت نفسي في الرسم، فمن الممكن أن آخذ مثلا ٧ من ١٠، وحتى يومنا هذا مازلت مشغوفا بالرسم، وأحضر المعارض التشكيلية، وأتابع فنانيها، وأتواصل معهم، وأستمتع بإبداعاتهم.

* وهل لديك مواهب أخرى بجانب الغناء؟

- عندي موهبة أخرى، هي علم الفلك، الذي أحبه جدا، ومتابع مستمر له، وأصبحت عندي معلومات ثرية فيه، كالشمس، والقمر، والأرض، والكواكب الأخرى، لأنني أعشق النظر في السماء، والتأمل الروحاني، حتى صرت خبيرا فيه و"ناس وايد" يستشيرونني، ولابد أن نهتم بهذا العلم، لأن له تأثيرا على الإنسان.

* ما جديدك؟

- لديّ أغنية "سنغل" أشتغل فيها، وسترى النور قريبا، هي من ألحاني وتوزيعي، ستكون مفاجأة لجمهوري وستلاقي استحسانه بإذن الله، وحاليا أنا في طور تعديل بعض كلماتها مع الشاعر.

back to top