حين يرفض أطفالك أكل اللحوم

نشر في 26-06-2017
آخر تحديث 26-06-2017 | 00:00
No Image Caption
يملك سامي وزوجته مايا مزرعة. في فصل الربيع من إحدى السنوات، اشتريا خروفاً. قالت مايا: «يصعب علينا دوماً أن نسمّي الحيوانات التي لا نحتفظ بها كحيوانات أليفة. لذا سمّيناه «ميت» (لحم). كان الأولاد يتولّون إطعامه بكل سرور».
بعد فترة قصيرة، سيق «ميت» إلى شاحنة وأُرسِل للذبح: «لا أدري إذا كان الأولاد يعرفون مصيره. لكن خلال السنة اللاحقة، حين كانوا يسألون عن وجبة العشاء، كنا نجيبهم بكل بساطة: «لحم (ميت) وبطاطا!». لم يكن جوابنا بسيطاً في نظرهم!».
يمرّ عدد كبير من الأولاد بمرحلةٍ يشككون فيها بقرار أكل الحيوانات ولا مفر من أن يسألوا عن مصدر الهمبرغر أو فخذ الدجاج الذي يأكلونه.

قالت روز شلهوب: «لم يكن ابني يأكل الهوت دوغ كونه ظنّ أنه مصنوع من لحم الكلاب. منذ ذلك الحين لم نعد نجبره على تذوق مأكولات لا يريدها. آمل أن يبدأ مستقبلاً بالأكل مثل الناس العاديين».

يقرّر عدد كبير من الناس «العاديين» أن يكونوا نباتيين ويمكن أن يقوم طفلك بهذا الخيار إذا كان يصرّ على رفض أكل اللحوم وإذا كنت مستعدة للتكيف مع نظامه الغذائي.

لكن إذا أردتِ أن يأكل ابنك اللحوم مع بقية أفراد العائلة، قد تواجهين مشكلة.

بحسب اختصاصيي التغذية، يستطيع الطفل أن يحافظ على صحة جيدة حتى لو أراد أن يصبح نباتياً، لكن يجب أن تتعاملي معه بذكاء وتثقّفي نفسك وتحرصي على استبدال منتجات لها القيمة الغذائية نفسها باللحوم.

يتابعون: «يجب أن يتحدث الأهالي عن الطعام بطريقة إيجابية. ومن الضروري أن يتكلّم الأهالي وأفراد آخرون من العائلة عما تفعله جميع الأغذية في أجسامهم وليس اللحوم وحدها. حين يسمع الطفل أن اللحوم تحتوي على بروتينات تقوي الجسم وأن السلطة غنية بالفيتامينات، قد يقتنع بأكل اللحوم».

يمرّ جميع الأولاد بمراحل مختلفة على المستوى الغذائي، وقد تكون النزعة النباتية واحدة منها. بحسب اختصاصيي التغذية، من واجب الأهالي أن يستكشفوا سبب ذلك القرار. إذا كان الطفل يحاول بكل بساطة أن يقلّد أصدقاءه، قد تكون فرصة جيدة كي يساعده والداه على اكتشاف رأي آخر وفهم منافع أغذية مثل اللحوم. وإذا كان قراره مرتبطاً بنفوره من فكرة أنّ الطعام كان كائناً حياً، قد تطول المناقشة حول منافع لحم الحيوان بالنسبة إلى أجسامنا.

لكن إذا استمرت مشكلة الطفل مع اللحوم لأسباب أخلاقية أو كان يظنّ أن الحيوانات تعاني، لا تجبريه على أكل اللحوم بل اقترحي عليه خيارات صحية ولا توقفي محاولات تعريفه إلى أنواع جديدة ومختلفة من المأكولات. يمرّ جميع الأولاد بمراحل غذائية مختلفة.

حادثة تسمم

حين قررت ابنة سلمى، نادين (9 أعوام)، أن تصبح نباتية منذ سنة، صُدِمت العائلة كلها.

قالت سلمى: «أخبرتنا فجأةً بأنها لم تعد تريد أن تأكل اللحوم».

لا تعرف الأم ما دفع ابنتها لاتخاذ هذا القرار ولكنها تطرح نظرية قوية: «أصيبت نادين بالسالمونيلا من الدجاج النيء حين كانت في الثالثة من عمرها وتمزقت أمعاؤها وتألمت لأشهر عدة. بعد سنوات على تلك الحادثة، كانت تسألني قبل كل قضمة طعام إذا كان اللحم مطبوخاً وآمناً. ثمة أسباب أخرى لكن تبقى السالمونيلا أقوى فرضية بينها: حين سألناها عن سبب تحوّلها إلى الحمية النباتية، قالت إن اللحم بدأ يسبب لها ألماً في المعدة».

في ما يخصّ المؤشرات التي تثبت أنّ سلوك الطفل يؤثر في صحته، يقول اختصاصيو التغذية: «لا بد من التحرك سريعاً إذا توقف نمو الطفل وتطوره». تبرز أعراض لافتة أخرى مثل تراجع الطاقة وتدهور الصحة وسوء الأداء في المدرسة.

يقترحون في هذا المجال السماح للطفل باختيار الوصفات والمشاركة في الطبخ. سيشعر بهذه الطريقة بأنه يسيطر بدرجة معينة على ما يأكله.

تدرك سلمى أنه التزام طويل الأمد: «أخبرتُ نادين بأننا سندعمها. لكن كان يجب أن تقصد الطبيب للتأكد من أنها تحصل على المغذيات اللازمة للحفاظ على صحتها ومتابعة النمو. تستهلك ابنتي اليوم بروتينات كثيرة من مصادر غير حيوانية وتتابع النمو بشكل طبيعي. لم نتشاجر معها بشأن قرارها ولم نحاول حرمانها من حقها في اختيار نظامها الغذائي. هل ستستأنف أكل اللحم يوماً؟ لا أدري. لكننا سندعم قرارها أيضاً إذا فعلت».

إذا استمرت مشكلة الطفل مع اللحوم اقترحي عليه خيارات صحية أخرى
back to top