4 وسائل للتحرّر من المشاكل العالقة

نشر في 26-06-2017
آخر تحديث 26-06-2017 | 00:00
No Image Caption
للتحرّر من المشاكل العالقة، كيف يمكن أن نختار بين علم الأنساب أو التحليل النفسي أو علاج القبول والالتزام أو إبطال التحسس وإعادة المعالجة بحركة العين؟ إليك أفضل الخطوات لتحديد أنسب علاج لحالتك.


عالِجْ الأعباء القديمة بعلم الأنساب

تخيّل الحوادث العالقة في عائلتك، أي المسائل التي لم يفهمها أسلافك أو لم يتقبلوها، فتضطر الأجيال اللاحقة إلى استيعابها والتعامل معها. ربما تتمثّل تلك المسائل بأعراض جسدية أو نفسية، أو يشعر الفرد بأن حياته مضطربة بسبب معاناة الآخرين، أو يبقى عالقاً في الماضي أو يتمسّك بمعتقدات وضوابط تمنعه من عيش حياته في الزمن الحاضر.

كي يعيد الفرد التركيز على حياته، يجب أن يحدّد في المقام الأول المسائل التي لا تعنيه وتبعده عن حقيقته، ثم يجب أن يرسم شجرة عائلته مع حذف بعض الأسماء ونسيانها. يعجز البعض عن تحديد مكانته في الشجرة أو ينسب إلى نفسه مكانة وهمية. إنها مقاربة خاطئة لأن لكل فرد مكانة واحدة في عائلته، لذا يجب أن يتخلّى عن مكانته المزيفة ويعيد أسلافه إلى موقعهم الصحيح كي يجد نفسه ويتحرّر من أعبائه.

عالِجْ الأفكار المسيئة بالتحليل النفسي

يشكّل التحليل النفسي تجربة شاقة ومكلفة تجعل الشخص يدرك ما حاول تجاهله فترة طويلة. يتصرّف الفرد بطريقة لاواعية نتيجة لمعتقدات عائلية وحوادث ولقاءات مؤثرة تدفعه إلى مواجهة العوائق نفسها. إذا كنت تتعرّض مثلاً لرفض دائم من الشريك، ربما يشير وضعك إلى أنك تكرر عن غير قصد حوادث الماضي وتجد متعة معيّنة في ما تفعله. يتطلّب التحليل النفسي سنوات عدة كي يستخرج أعمق الكلمات والمشاعر ويستكشف اللاوعي والجوانب الشائبة في الشخصية.

يهدف العلاج إلى إزالة الأوهام كي يدرك الشخص أن سبب انزعاجه الأساسي يرتبط بنقصٍ كامن وعجز عن التعبير عن المشاعر شفهياً. سيتمكّن في النهاية من القيام بخيارات واضحة ومعالجة المتعة التي يجدها في المعاناة عبر تجديد علاقته بالعالم. هكذا يصبح التحليل النفسي تجربة حية وفاعلة وخفيفة من شأنها أن تعزّز الرغبة في الحياة.

صحّح تصرفاتك عبر القبول والالتزام

حوادث الحياة والعواطف أشبه بالأمواج. يقترح عليك علاج القبول والالتزام تقبّل كل ما يحدث وركوب تلك {الأمواج} للتقرّب من قيمك الحقيقية. لتحقيق هذه الغاية، يجب أن تقوّي حدسك ومرونتك النفسية وقدرتك على اتخاذ القرارات. تدخل هذه المقاربة في خانة العلاجات المعرفية السلوكية وتقترح أربع مراحل: المراقبة، القبول، التفاوض، الالتزام. ربما اعتدتَ على التصرف بعدائية حين تختلف مع شخص آخر في اجتماع عمل أو تميل إلى اعتبار نفسك نكرة. لكن بدل أن تسمح لمشاعرك وأفكارك السلبية بالسيطرة عليك، راقب ما يحصل وتقبّل الموقف واتخذ قراراتك بحسب سياق الحوادث.

ستستفيد من ممارسة التأمل الواعي لاكتساب هذه القدرة. فكّر بأنسب سلوك يتماشى مع قيمك ثم التزم بقرارك واقتنع بأنك لست مسؤولاً عن عواطفك، لكنك تستطيع استعمال طاقة الغضب للتشاجر مع الناس أو للتألق وإثبات الذات!

عالِجْ الصدمات عبر إبطال التحسس

الصدمة عبارة عن حدث غابر يعوق حياتك الراهنة. تبقى الصدمة خفيفة أحياناً وتقتصر مثلاً على عدم إيجاد من يسمعك في طفولتك، لكنها تصبح هائلة إذا ارتبطت بخوف شديد. الصدمة حالة نفسية وتقبع المعلومات المرتبطة بها في الجهاز الحوفي ويمكن أن تتجدد لأبسط سبب (صوت، رائحة، عاطفة، صورة...).

من خلال تحريك العينين عبر علاج إبطال التحسس وإعادة المعالجة، يمكن إطلاق عملية طبيعية من الاندماج العصبي والعاطفي. ستكون النتائج فورية: تتذكر الحدث مجدداً لكنه لن يسبب لك المعاناة هذه المرة.

لا داعي لسرد الحوادث. يكفي أن يحدّد الشخص المصاب بقلق مزمن أقدم ذكرى يستطيع استرجاعها والعواطف المرتبطة بها قبل تنشيط حركات العين الثنائية. بعد ذلك، تبدأ عملية التعافي تلقائياً، من دون حصول تدخّل مباشر أو تقديم تفسيرات مفصّلة. يتطلّب بعض الصدمات جلسات علاجية عدة بينما تُعالَج صدمات أخرى بسرعة فائقة.

يجب أن تقوّي حدسك ومرونتك النفسية وقدرتك على اتخاذ القرارات

التحليل النفسي تجربة حية وفاعلة تعزّز الرغبة في الحياة
back to top