دماغك... لمَ يُقسم إلى نصفين؟

نشر في 26-06-2017
آخر تحديث 26-06-2017 | 00:00
No Image Caption
يُقسم دماغ الإنسان إلى نصفين، وتشير مراجعة جديدة لبحوث سابقة إلى أن لهذا التصميم المزدوج فوائد خاصة.
عرف العلماء منذ زمن أن نصفَي الدماغ يؤديان وظائف مختلفة. على سبيل المثال، يُعتبر النصف الأيسر، أو الفص الأيسر، مسؤولاً عموماً عن اللغة والكلام، في حين يتعامل النصف الأيمن مع المشاعر وتمييز الوجوه.

توزيع الوظائف هذا أمر حقيقي ولا دخل له بالمفهوم الشعبي الخاطئ عن أن مَن يميلون إلى المنطق والتحليل يتمتعون بفص أيسر أكثر سيطرة، في حين يكون الفص الأيمن أكثر بروزاً في حالة مَن يهوون الفنون والابتكار.

في مراجعة جديدة نُشرت في مجلة Neuron، ركّز الباحثون على فوائد ناجمة عن تصميم الدماغ المنقسم.

من هذه الفوائد واقع أن امتلاك منطقة محددة في الدماغ لأداء مهمة معقدة معينة يسهّل على الإنسان القيام بهذه المهمة بفاعلية، حسبما لاحظ العلماء في المراجعة.

علاوة على ذلك، يسهّل هذا التخصص على الدماغ القيام بوظائف مختلفة عدة دفعة واحدة، وفق الباحثين. بكلمات أخرى، إذا كان أحد أجزاء الدماغ يقوم بمهمة محددة كاللغة أو الكلام، يبقى الجزء الآخر حراً للاهتمام بمهمة أخرى، كتمييز الوجوه. ويتيح هذا بدوره للدماغ التلاعب بهذه الوظائف المختلفة بفاعلية أكبر.

ثمة فوائد أخرى للتمتع بانقسام واضح في الوظائف المعرفية التي يؤديها الفصان الأيسر والأيمن في الدماغ، وفق المراجعة. على سبيل المثال، تشير البحوث البشرية إلى أن هذا الانقسام يعزّز تطوير المهارات المعرفية، بما فيها الذكاء الكلامي ومهارات القراءة، حسبما كتب الباحثون.

لا يقتصر على البشر

فضلاً عن أدمغتنا، تشير البحوث السابقة إلى أن بعض أوجه سلوكنا يُنظَّم أيضاً بشكل غير متوازٍ، حسبما تؤكد هذه المراجعة. على سبيل المثال، يكون الإنسان عادةً أيمن أو أعسر، بخلاف مَن يستعملون اليدين بالمهارة ذاتها.

اعتقد العلماء سابقاً أن طبيعة الدماغ غير المتوازية تقتصر على البشر. إلا أن هذا الاعتقاد بدأ يتبدّل في سبعينيات القرن الماضي عندما أظهرت دراسات عدة أن بعض الحيوانات يتحلى أيضاً بعدم التوازي هذا، كالحسون الظالم (نوع من الطيور الصغيرة)، والجرذان، والدجاج، وفق المراجعة. كذلك أظهرت بحوث أُجريت أخيراً أن عدم التوازي هذا في الدماغ والسلوك ينتشر أيضاً بين اللافقريات، كالديدان، والبزاق، ونحل العسل، حسبما كتب الباحثون.

يذكر أونور غونتوركون، الباحث المشرف على المراجعة وعالم أعصاب في جامعة الرور في بوخوم بألمانيا: “قبل عقد فقط، ظنّ معظم العلماء أن عدم التوازي في الدماغ يقتصر على البشر أو على الأقل الأكثر بروزاً في نوعنا. لكنهم كانوا مخطئين”.

رغم ذلك، ما زلنا بحاجة إلى مزيد من البحوث لنفهم بالكامل تعقيدات عدم توازي الدماغ، وفق الباحثين. على سبيل المثال، يريد العلماء فهم الآليات الجينية التي تؤدي دوراً في تطور عدم التوازي في الدماغ، حسبما أخبر غونتوركون مجلةLive Science.

في الختام، يؤكد غونتوركون في تصريح له أن دراسة عدم التوازي في الدماغ تساعد الباحثين في تكوين فهم أفضل لكيفية تنظيم الدماغ.

*أغاتا بلاسشزاك- بوكس

back to top