«عشم إبليس» يفتتح ثغرات ورش الكتابة في الدراما المصرية

نشر في 26-06-2017
آخر تحديث 26-06-2017 | 00:00
معظم مسلسلات رمضان الفائت نتاج «ورش الكتابة»، فهل نجحت هذه الورش في تثبيت قدميها على الساحه أم ستنتهي هذه الموضة سريعاً، خصوصاً مع تصاعد الخلافات بين أطرافها؟
تصاعدت وتيرة الغضب والصراع بين مؤلفي «عشم إبليس» لمُخرجه إسلام خيري، بعد نشر الشارة خلال برنامج «ما يحدث في مصر» أثناء استعراضه خريطة الأعمال الدرامية على قنوات MBC مصر. آنذاك، اكتشف أعضاء ورشة الكتابة انفراد المؤلف تامر إبراهيم بالشارة، رغم أنه تولى الكتابة من الحلقة 16 حتى الأخيرة، وليس الحلقات كافة، ما دفع صاحب الشركة المشرفة على الكتابة السيناريست محمد أمين إلى القول إنه لن يسكت عن إضاعة حقوق العاملين.

وشارك في كتابة المسلسل كل من محمد عبد العزيز، وماريان هاني، وحميد الميداني، بالإضافة إلى المشرف على فريق الكتابة أحمد شوقي. بدوره، حرص السيناريست تامر إبراهيم على تأكيد حق زملائه الذين بدأوا بكتابة العمل، إذ ذكر عبر صفحته على «الفيسبوك» أنه أدرج بعض التعديلات في الحلقات الأولى، واستكمل كتابة العمل إلى النهاية، موضحاً أنه طلب من الشركة المنتجة كتابة اسمه منفرداً بدءاً من الحلقة السابعة عشرة، فوافقت، وأكّد أنه لا يعلم أي أمر عن صياغة الشارة على النحو الذي ظهرت به.

«عشم إبليس» من بطولة عمرو يوسف، وكان اسمه في البداية «نقطة ومن أول السطر»، ثم تغيّر بعد استبعاد محمد أمين راضي وورشته عن استكمال كتابة المسلسل.

الصراعات الناتجة عن «ورش الكتابة» تثير تحفظات كثيرة رغم نجاح هذه الظاهرة في أعمال عدة، خصوصاً الـ«سيت كوم» حيث انطلقت، ثم توغلت في الدراما بأشكالها المُختلفة. هل نضجت هذه الظاهرة، أم أنها سرعان ما ستتوقف، خصوصاً مع ظهور مثل هذه المشكلات، أم أنها ما زالت تفتقر إلى عدد من المعايير؟  

آراء

يرى الناقد محمود قاسم أن متطلبات كل عمل تختلف عن غيره، خصوصاً من ناحية الكتابة الفنية، فثمة أعمال يجب أن يكتبها شخص واحد أو تضعف قيمتها الفنية وقد ويصيب الحبكة خلل ما بسبب تغيير التفكير والأسلوب. في المقابل، ثمة أعمال آخرى يجب أن تكون نتاج ورشة عمل، والأمر يتوقف على مشرف الورشة الذي يعمل على تناغم أعضائها وتناسق الأفكار المختلفة لخدمة وحدة البناء الدرامي».

من جانبه، يؤكد الناقد رامي عبد الرازق أنه رغم انتشار الورش الكتابية خلال السنوات الماضية وتعددها هذا العام، فإنها لم تحقق شيئاً يذكر، ولم تنفع سوى في عدد بسيط جداً من الأعمال على رأسها الـ«سيت كوم»، مضيفاً أن تصاعد هذه المُشكلة ناتج عن عشوائية انتشار هذه الظاهرة من دون وجود نظام يحكمها، فلا يحقق منتوجها الفائدة المرجوة منه، بالإضافة إلى أن غالبية الأعمال الأخيرة التي تحقق نجاحات صناعة فردية».

وتابع أن سبب اللجوء إلى الورش الكتابية السرعة في إنجاز العمل رغبة في اللحاق بالموسم الدرامي وبمواعيد العرض المُحددة، ثانياً توفير المال والنفقات على المُنتج.

أما الناقد نادر عدلي فأشار إلى أن ورش الكتابة لم تفد الدراما ووجودها مرتبط بالإنتاج والرغبة في إنجاز العمل بأسرع وقت، لذا يلجأ البعض إليها لإطلاق أكبر عدد من الأعمال في أقل وقت ممكن، ما يتسبب في صراعات عدة بين الكتّاب، وربما يتفكك النسق الدرامي والفني للمسلسل نتيجة لتغيير الفكر والأسلوب.

السيناريست تامر إبراهيم حرص على تأكيد حق زملائه في «عشم إبليس»
back to top