نور الشريف... الفيلسوف العاشق (29 - 30)

ضاع العمر يا ولدي

نشر في 24-06-2017
آخر تحديث 24-06-2017 | 00:04
عادت بوسي من المغرب لتقيم في شقتها القديمة بشارع لبنان بالمهندسين، وهي العمارة نفسها التي تسكن فيها شقيقتها نورا، بينما أقام نور بمفرده في شقته بمنطقة المهندسين أيضاً بالقرب من مكتبه الفني، الذي أصبح تقريباً محل إقامته، وتركا الفيلا في مدينة «الشيخ زايد» لابنتيهما، فبدا الأمر وكأن شيئاً ما انكسر في العلاقة بين أشهر «عاشقين» في الوسط الفني.
لم تكن العلاقة بين نور الشريف وبوسي مجرد علاقة زوجين تزوجا عن حب، بل جمعتهما علاقة عشق حقيقية، في الفن والحياة، ويبدو أن البعض انتهز الفرصة واختلق حريقاً، وسكب عليه زيتاً ليزداد اشتعالاً.

كتب البعض عبر الصحف تحليلات حول أسباب عدم سفر الشريف إلى زوجته بوسي في المغرب عقب علمه بوقوع الحادث لها، وراح يطرح أسئلة افتراضية ويجيب عنها، ولم يترك الفرصة لأصحابها للإجابة، حتى نجح في خلق وقيعة بين أشهر حبيبين على شاشة السينما وفي الحياة، فوقع ما لم يتوقعه أحد، حتى هما، حدث الطلاق بين نور الشريف وبوسي بعد رحلة حب وزواج استمرت ما يقرب من 34 عاماً.

كان الخبر صادماً للجمهور، مثلما هو صادم للحبيبين وابنتيهما، ولكل المقربين. ولكن مثلما كان زواجهما وقصة حبهما غير تقليديين، كان طلاقهما أيضاً غير تقليدي، فقد انفصلا على الورق وبالجسد، حيث راح كل منهما يعيش في مكان بعيداً عن الآخر، غير أنهما لم ينفصلا بالروح. صمت كل منهما ولم يبح بسبب الانفصال، إذا كان ثمة سبب فعلاً، فأغلب الظن أنها لحظة فتور انتابت حياة «العاشقين» لم يقدر حبهما على احتمالها، فقررا أن يبتعدا كزوجين إلى حين انتهائها. لكنهما لم يبتعدا كصديقين، فظلّ كل منهما قريباً من الآخر، سواء بالالتقاء بشكل عائلي وسط ابنتيهما سارة ومي وجدتهما، التي لم يتغير موقفها من الشريف، وبقي يحتل لديها منزلة الابن رغم كل ما حدث، كذلك الأمر بالنسبة إلى نورا، فإذا لم يكن الالتقاء يتمّ يومياً، كان الاطمئنان عبر الهاتف، ولم يعكر صفو هذا الجمع العائلي الجميل سوى إشاعة سرت عبر الصحف عقب الطلاق، أن سبب الانفصال يرجع إلى اكتشاف بوسي ارتباط الشريف بممثلة تونسية ناشئة، كانت أحضرتها ابنته سارة لتشارك بمشهدين في فيلم «دم الغزال» مثلها مثل العشرات، بل المئات، ممن أعطى لهم الشريف الفرصة أمام الكاميرا، أو خلفها، من دون أن يعرف من خلف إطلاق هذا الخبر. هل هي الممثلة الناشئة نفسها؟ طمعاً في شهرة سريعة من دون مزيد من الأعمال وتدرج في الأدوار، لتقفز بخبر واحد إلى أدوار البطولة المطلقة، أم بعض من تأكلهم الغيرة من نجاحات نور الشريف الفنية والعائلية واستقراره؟ أم هي الصحافة التي تخلى بعض أبنائها الجدد عن أصول وتقاليد المهنة، فحولوها إلى صحافة صفراء بحثاً عن انتشار سريع؟

لم يجد نور الشريف إجابة عن الأسئلة، ولم يهتم كثيراً في البحث عنها.

مغامرة محسوبة

عاد العاشقان إلى حياتهما الفنية، فمثلما لم يطق كل منهما الابتعاد عن نصفه الإنساني الآخر، لم يتحملا أيضاً الابتعاد عن النصف الفني في داخلهما.

قرأ المنتج محمد فوزي مسلسلاً للسيناريست الشاب وليد يوسف بعنوان «الدالي» وتحمس له جداً، وانتقلت الحماسة إلى الشريف الذي وجده عملاً مختلفاً عن السائد، ولكن كان له بعض الملاحظات وطلب إجراء تعديلات عدة، فقرر أن يعقد جلسات يومية مع السيناريست الشاب لإيمانه الشديد بموهبته وإعجابه بالمسلسل، حتى أصبح العمل جاهزاً للتصوير.

فوجئ المنتج محمد فوزي بالشريف يؤكد ضرورة تقديم عدد من الوجوه الجديدة الشابة، وهو ما أثار قلقه:

* أنت خايف ليه؟

= عشر وجوه جديدة مرة واحدة في مسلسل... كتير!

* مش كتير... بالعكس قليل.

= أيوا بس كلها أدوار مهمة وكبيرة.

* وإيه يعني... أنا لما محمد فاضل اختارني لبطولة القاهرة والناس ما كانش حد يعرفني ولا حتى أهلي.

= أنا كان قصدي إن...

* على مسؤوليتي. اللي بنعمله ده شيء مهم جداً وخطير... وأراهنك العشر عيال دول هيبقوا نجوماً في خلال تلات أربع سنين... بكرا تشوفهم... أنا بنفسي هدربهم.

= للدرجة دي؟

* عارف في ناس بتحب تلعب طاولة... وناس بتحب الشطرنج. أنا بحب ألعب تمثيل.

= تلعب؟!

* أيوا لعبة. إنك تكون مرة نشال... أو سواق أوتوبيس... أو حتى رجل أعمال... أمر ممتع إنك كل يوم تبقى إنسان أنت ما تعرفهوش.

خلال إجراء الاختبارات في بمسرح «قصر النيل» لاختيار الوجوه الجديدة، ومن دون أن يعلم، فوجئ نور الشريف بابنته مي بين المتقدمين، بالاتفاق مع محمد فوزي، فعارض ذلك بشدة. غير أن المنتج أصرّ على وجودها باعتبارها تملك موهبة كبيرة، ويجب منحها الفرصة كبقية الوجوه الجديدة، الذين راح الشريف يستقطع من وقته كل يوم ليدربهم، وكان يأخذ كل يوم اثنين منهم إلى مكتبه الخاص من الساعة الثالثة عصراً إلى السابعة مساء، لتدريبهم على الأمور كافة، من أداء وحركة ونطق، وسماع موسيقى وثقافة، ثم تبدأ «بروفة الترابيزة» على المسلسل من السابعة مساء حتى الثانية عشرة عند منتصف الليل، حتى أصبحوا جميعاً ممثلين على مستوى الاحتراف، وقع محمد فوزي عقود «رعاية» معهم.

اقترح الشريف على محمد فوزي الفنانة ميرفت أمين لتشاركه بطولة «الدالي» بهدف الاستعانة بمشاهد قديمة تجمع بينهما من خلال فيلم «الحب وحده لا يكفي»، إذ يرصد المسلسل رحلة صعود البطل وكيف بدأ من الصفر. غير أنها اعتذرت عن العمل في المسلسل لارتباطها بتعاقد على مشروع جديد مع المنتج كامل أبو علي، فقامت الفنانة سوسن بدر بالدور، وشاركتهما مجموعة كبيرة من الفنانين، كذلك قدّم المسلسل نجوم المستقبل أحمد صفوت، ودينا فؤاد، وعمرو يوسف، وأيتن عامر، وحسن الرداد، وندى عادل، ومحمد يوسف، ومي نور الشريف، وحقّق نجاحاً جماهيرياً واسعاً، وتابعه الملايين خلال شهر رمضان 2007، واستقبل الجمهور نجوم المستقبل الذين قدمهم نور الشريف بشكل رائع، وقبل أن ينتهي العرض، ردد الجميع أسماء الممثلون الجدد، من الجمهور في الشارع، إلى الصفحات الفنية في الصحف والمجلات، وتسابقت البرامج الحوارية لاستضافتهم، وسط ذهول المنتج محمد فوزي من تلك المغامرة المحسوبة التي قام بها الشريف عن خبرة غير عادية، وبثقة كبيرة في النجاح.

كذلك تابع الجمهور جزءاً ثانياً من المسلسل بالروح نفسها، شاركت في بطولته وفاء عامر، التي سبق وقدمها الشريف في بداية حياتها الفنية.

قبل أن يبدأ الشريف بالاستعداد لتقديم الجزء الثاني من «الدالي» عرض عليه المخرج عادل أديب العودة إلى السينما من خلال الشركة نفسها التي أنتجت «عمارة يعقوبيان» ويديرها شقيقه الإعلامي عماد الدين أديب، ليقدم فيلم «ليلة البيبي دول» الذي كتبه الأب الكاتب عبد الحي أديب، وشاركه بطولته كل من محمود عبد العزيز، وليلى علوي، ومحمود حميدة، وجميل راتب، والسوريان جمال سليمان وسلاف فواخرجي.

بعد ذلك، قدّم دور «عوضين الأسيوطي» المراسل الصحافي السابق، والإرهابي المطلوب، بعدما قبض عليه في العراق وعُذِّب في معتقل «أبو غريب» حيث انتهكت رجولته، فقرر الانتقام بتفجير إحدى السفن التي تقل أميركيين، ولما فشل أتى إلى مصر لتفجير الفندق الذي ينزل فيه وفد أميركي، بعد علمه بحضور «بيتر» قائد معتقل «أبو غريب».

تواصل الأجيال

بخبرته وجرأته الفنية أثار نور الشريف ضجة بدوره في الفيلم، خصوصاً بعد إصراره على تصوير مشاهد التعذيب في «معتقل أبو غريب» من الجنود الأميركيين، وهو عارٍ تماماً، كتلك الصور التي سُرِّبت من المعتقل، وفضحت المجازر التي ارتكبت فيه، لتكون السابقة الأولى في تاريخ السينما العربية.

قبل أن ينتهي الشريف من تصوير «ليلة البيبي دول» أخبره أنس الفقي وزير الإعلام، أن ثمة رغبة في تقديم جزء ثان من مسلسل «سيرة ومسيرة» الذي يتناول حياة الرئيس مبارك، فرحب بالعمل واستغرق المؤلف الشاب أيمن سلامة في كتابته ما يقرب من العام، بعنوان «سنوات التحدي» مستخدماً كتاب «حسني مبارك.. سنوات التحدي» من تأليف سوزان دراج، وترجمة حسين عبد الواحد، وكتب مقدمته آرثر نيغر.

شارك في البطولة كل من ميرفت أمين، وأحمد عبد العزيز، وطارق الدسوقي، إضافة إلى بقية أبطال الجزء الأول، فيما تولى الإخراج محمد مشعل. وأنجز المسلسل وصار جاهزاً للإذاعة في عيد ميلاد الرئيس الثمانين، في الرابع من مايو 2008.

انتهى تصوير «ليلة البيبي دول»، وما إن عرض حتى هوجم بشدة، ووصفه النقاد بأنه خلطة غير مفهومة من «الجنس والسياسة» في «إسكتشات» لا رابط بينها، اعتمدت على الخطابات الحوارية المباشرة. كذلك قال البعض إن صانعي الفيلم (المنتج والمخرج) أرادا الاحتفاء بآخر ما كتبه والدهما، بل إن بعضهم أكد أن الحسنة الوحيدة في الفيلم، ذلك الأداء الجاد لنور الشريف، المؤمن بدوره كفنان ووطني. وبادر الأخير بعد ذلك برفض الاتهامات الموجهة إلى النجوم الكبار، والتي تقول إنهم لا يرغبون في العمل مع الجيل الجديد من نجوم السينما الشباب، ووافق على مشاركة أحمد عز بطولة فيلم «مسجون ترانزيت»، إذ كان يرغب في ألا يخرج الجيل الجديد «يتيماً فنياً» من دون أن يتواصل مع الجيل السابق عليه، مثلما تواصل جيله مع النجوم السابقين عليه، فضلا عن اهتمامه بإعادة إحياء «الأكشن» الخاص بالسينما المصرية، بعدما لاحظ أن أفلام «الحركة» المصرية، تقلد «الأكشن الأميركي» تقليداً أعمى.

كتب السيناريو وائل عبد الله، وتولت الإخراج ساندرا نشأت، وشارك في البطولة كل من إيمان العاصي، وصلاح عبد الله، ومحمود البزاوي، وحصل الفيلم على جوائز عدة في مهرجان «أوسكار السينما المصرية» عام 2008، من بينها جائزة أفضل ممثل للشريف، وجائزة أفضل ممثلة لإيمان العاصي.

رغب المنتج محمد فوزي في استغلال نجاح الجزأين الأول والثاني من «الدالي» غير أن المؤلف وليد يوسف تأخر في تسليم حلقات الجزء الثالث، فحدثت بينهما مشكلة، فيما وجد الشريف نصاً آخر أعجبه فقرر البدء به، إلى حين الانتهاء من كتابة «الجزء الثالث من «الدالي» وتوقف المشاكل بين المؤلف والمنتج، خصوصاً أنه أحب المسلسل والشخصية، وربما أكثر ما أسعده فيه أنه كان سبباً في التعارف بين ابنته مي وبين الفنان الشاب عمرو يوسف، إذ ولدت بينهما مشاعر جميلة، وتقدّم عمرو رسمياً لخطبتها:

= مش عارف أقول لحضرتك يا أستاذ نور ولا يا عمي.

* هاهاها. قول اللي أنت حاسه. بس أي أب بيستنى اللحظة اللي خطيب بنته يقول له فيها يا عمي.

= طب يا عمي أنا مش عارف إيه اللي بيتقال في المواقف اللي زي دي.. وإيه المطلوب مني؟

* ولا أي حاجة. شوف الرسول عليه الصلاة والسلام له حديث شريف بيقول: «خيركم... خيركم لأهله. وأنا خيركم لأهلي ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم»... يعني لو لا قدر الله إذا كرهت بنتي ما تهينهاش.. احترمها، الاحترام أهم من الحب، وكمان لازم يكون بينكم هدف مشترك لأن الهدف المشترك بيطول عمر الجواز.

مثلما لم يتدخل الشريف في قرار ابنته مي، بالسلب أو الإيجاب تجاه خطبتها من عمرو يوسف، لم يتدخل أيضاً في قرارها بفك «الخطبة»، تاركاً لها حرية اختيار شريك حياتها.

بدأ الشريف بتصوير مسلسل «الرحايا... حجر القلوب» مانحاً من خلاله الفرصة أيضاً للمؤلف الشاب عبد الرحيم كمال ليقدّم أول عمل ضخم له بعد تجارب بسيطة عدة، وكانت أهم فرصة للمخرج حسني صالح الذي وقف لأول مرة خلف الكاميرا كمخرج، بعدما وقف خلفها كثيراً كمصور، وشارك مع الشريف في بطولة المسلسل كل من سوسن بدر، وأشرف عبد الغفور، ولطفي لبيب، وريم البارودي، وفريدة سيف النصر.

فيما كان الشريف مشغولاً بتصوير المسلسل، فوجئ باتصال من الفنانة ثريا جبران، وزيرة الثقافة المغربية، تخبره فيها أن الملك محمد السادس اختاره ليمنحه وساماً بمناسبة عيد جلوسه على العرش، وهو أعلى وسام في المغرب ضمن تكريمه عدداً من الشخصيات العربية المهمة.

شعر الشريف بسعادة كبيرة، إذ أضيف الوسام إلى أوسمة منحه إياها كل من الرئيس الليبي معمر القذافي، والرئيس التونسي زين العابدين (وسام الثقافة والفنون)، والعاهل الأردني الملك عبد الله (وسام الاستحقاق)، والرئيس اللبناني إميل لحود (وسام «الأرز»)، تقديراً من هذه الدول لرسالته في الإبداع.

ضربة قاصمة

عاد الشريف ليستكمل تصوير «الرحايا»،

وفي الوقت نفسه كان يحضِّر لمسلسل آخر مع جهة إنتاج أخرى، وهو «ما تخافوش». استغرق العمل على المشروع أكثر من ثلاث سنوات، لأنه يحمل وجهة نظر الممثل الشخصية في حوادث سياسية عدة شهدها الوطن العربي والشرق الأوسط، ويضمّ عشرات الوقائع، تصل نسبتها فيه إلى أكثر من 90 %، تحديداً الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية والعربية عموماً. حتى أن الشريف جعل السيناريست أحمد عبد الرحمن، يعيد كتابة النص ثماني مرات، فيما أخرجه يوسف شرف الدين، وشارك في بطولته كل من أشرف عبد الغفور، ورجاء الجداوي، وهادي الجيار، ونشوى مصطفى، ومي نور الشريف. ولكن قبل البدء بالتصوير راحت الصحف «الإسرائيلية» تهاجم المسلسل وتهدد بمقاضاة صانعيه واتهامهم بمعاداة «السامية»، ما سبب قلقاً لهم. ولكن نور الشريف حرص على أن يذكرهم باسم المسلسل، وفيما هو مشغول بالتصوير، فوجئ بمكالمة على هاتفه المحمول، كان على الطرف الآخر فيها الرئيس مبارك:

= كل سنة وأنت طيب يا نور.

* وسيادتك طيب يا سيادة الريس. بس معلش بمناسبة إيه؟

= هو مش النهارده عيد ميلادك ولا إيه؟

* آه... ربنا يخليك يا ريس ويطول عمرك... بس ده بكرا 28 أبريل.

= طب يا سيدي كويس. علشان أنا أبقى أول واحد يهنيك.

* ده شرف كبير ليا يا ريس... وربنا يديك الصحة وطول العمر.

= وإيه حكاية المسلسل اللي إسرائيل عاملة غاغة عليه ده؟

* آه مسلسل «ما تخافوش» مسلسل عادي بنعرف المواطن البسيط الفرق بين اليهودي كديانة... وبين الحركة الصهيونية واللي بيعملوه.

= كويس... أوعَ يكون الكلام اللي بتقوله الصحافة الإسرائيلية خوفكم.

* مش ممكن نخاف وسيادتك موجود يا ريس. وده اللي إحنا عاوزين نقوله لكل الناس «ما تخافوش».

أنهى الشريف تصوير المسلسلين «الرحايا» و«ما تخافوش» في وقت واحد، لينافس نفسه، لأول مرة، خلال شهر رمضان بعملين له. قدّم في «الرحايا» دور «محمد أبو دياب»، الرجل الصعيدي المحبوب من أهل بلدته الذين يعيشون تحت إمرته، لكنه يتعرّض فجأة للغدر من أقرب الناس إليه، وجسد في «ما تخافوش» دور إعلامي متمرد يملك فضائية ويقدم برنامجاً عبر شاشتها بعنوان المسلسل نفسه، يسعى وراء الحقيقة ويفضح الأكاذيب فيظهر له من يحاربونه ويحاولون إسكاته عبر تهديده وترويعه، لكنه يتمرد ويقول لكل من حوله «ما تخافوش»، إلى أن تتطوّر الأحداث وتحاول منظمات ضخمة تشويه صورته من خلال حيل قذرة تكون بمثابة لغز إلى أن تظهر الحقيقة في النهاية.

الشريف كان يظن أن هذه الحيل في الدراما فحسب، ولم يكن يتخيل أنها ستحدث في الواقع، حتى فوجئ بصديقه صلاح السعدني يتصل به ويخبره بأن نقيب الممثلين أشرف زكي يريده.

اتصل الشريف بزكي، فطلب منه الأخير الحضور إلى مكتبه:

* إيه الجرنال ده؟ أنا أول مره أشوفه... هو مصري؟

= للأسف آه... شوف اللي مكتوب في صفحة الحوادث.

فتح الشريف صفحة الحوادث في جريدة «البلاغ الجديد» التي تحمل ترخيصاً «قبرصياً» ليصدم بخبر: «القبض على نور الشريف ضمن شبكة للشواذ في أحد فنادق القاهرة».

قرأ الشريف الخبر الذي راح يؤكد بثقة القبض عليه ضمن شبكة «للمثلية الجنسية» ضمت إلى جانبه، الفنانين خالد أبو النجا وحمدي الوزير، وأنهم يخضعون للتحقيق. عندئذ، اتصل بوزير الإعلام أنس الفقي باعتباره الجهة التي تشرف على الصحف التي تحصل على تراخيص من الخارج:

* يعني سيادتك شفت الخبر قبل ما الجرنال ينزل السوق... طب ليه ما صادرتوش؟

= أنا كان ممكن أعمل كده. بس المصادرة كانت هتعمل فضيحة كبيرة... وهيتقال الجرنال اتصادر علشان كذا.

* وهو دلوقت ما حصلش فضيحة يا سيادة الوزير؟

= اهدأ يا أستاذ نور.

* هو كل ما أكلم حد يقوللي اهدأ.

اصطحبه الدكتور أشرف في سيارته فوراً إلى مكتب النائب العام لتقديم بلاغ في الجريدة، التي تحمل ترخيصا «قبرصياً»، وحرّر «مذكرة» بالواقعة في نيابة «جنوب القاهرة»:

* سيادة النائب العام أنا عايز حقي... أنا كمواطن مصري... مش نور الشريف النجم. عايزك تحميني من اللي بينهشوا لحمي. فين المحضر اللي اتحرر بالواقعة دي؟ فين قرار النيابة اللي ذكر في الخبر أن النيابة بتحقق معايا؟ وإني قعدت خمس ساعات في النيابة؟ أي نيابة وفين وأمتى؟ أنا من 27 رمضان كنت في رحلة أنا وفاروق الفيشاوي وهاني مهنى ومراته وابنته على مركب في البحر، زرنا 7 مواني في 8 ليالي.. وده كان في نفس التوقيت اللي بيقول الخبر إني اتقبض عليا فيه... يبقى ده اتعمل إزاي وأمتى وفين؟

= أنا عايزك تهدأ يا أستاذ نور.

* يعني إيه اهدأ... لصالح مين تشويه صورتي وتشويه تاريخي؟

البقية في الحلقة المقبلة

جمهور السينما العربية صدم بخبر طلاق أشهر حبيبين

الشريف قدّم عشرة وجوه جديدة في «الدالي» من بينهم ابنته مي

الصحافة الإسرائيلية هاجمته... ومبارك هنأه بعيد ميلاده

تلقى طعنة غادرة في ظهره لتشويه تاريخه والقضاء عليه

فتح الشريف صفحة الحوادث في «البلاغ الجديد» وصدم بخبر فيها
back to top