زبدة الهرج: بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ؟ ‎

نشر في 24-06-2017
آخر تحديث 24-06-2017 | 00:07
 حمد الهزاع وطوى رمضان صفحته الأخيرة معلناً انتهاء حلقاته الدرامية الرائعة التي احتوت بين جنباتها على ذكريات تبقى عالقة في الأذهان، وقد مر على قلوب الطائعين كماء سلسبيل يروي ظمأهم، وعلى العصاة كأنه طود عظيم جثم على صدورهم، إنه شهر كريم ساقت روافده الفرح لكل حزن، والفرج لكل ضيق، وصوتٌ شجي يترنم بالقرآن ودعاء وتضرُّع وخشوع وخضوع للخالق سبحانه طمعاً في رضاه، والتماساً لتفريج الابتلاء، ومن أشد الابتلاءات ما يتعرض له المسلمون من قهر وظلم وقتل ودمار، وها هو العيد أقبل يتوشح السواد ليطوف على أهل سورية والعراق واليمن وليبيا فيمازحهم بكلمات المتنبي:

عيدٌ بأيةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ

بما مضى أم بأمرٍ فيكَ تجديدُ؟

لقد قرأت خبراً في إحدى الصحف بأن إدارة الطيران المدني أصدرت قراراً بمنع المودعين من الدخول إلى المطار لإتاحة الفرصة للمسافرين فقط لإتمام إجراءات سفرهم بسهولة ويسر.

بصراحة أعجبني القرار وأسعدني وأثلج صدري، وأنا من المؤيدين له بشدة، لسبب بسيط، هو أن أغلب المسافرين سيستمتعون بقضاء إجازة الصيف في إحدى الدول التي أنعم الله عليها بالماء والخضرة والوجه الحسن، يعني المسافر ما هو رايح إلى جبهة القتال حتى يودعه في المطار الأهل والأقرباء وسابع جار، ومن جانب آخر فإن بعض المسافرين يصطحب معه إلى المطار إخوانه وعيال عمة وربعه "وكأنهم رايحين فازعين له هوشه"، والمضحك المبكي أن بعضهم يودع المسافر بالأحضان والدموع، وكأن فرقة الإعدام تنتظره، وأنا على يقين بأن ذلك المسافر ما إن تطأ قدماه أرض البلد الذي قصده فإنه ينسى وجوه كل من ودعوه ولا يفكر حتى أن يسأل عنهم.

إذن إلى متى والبعض مازال مستمراً ومتمسكاً بهذه الثقافة غير الحضارية التي ما وراءها غير الإزعاج والزحام، وقد تحدث مشاكل بسبب "طيشنة" بعض الشباب؟ ولهذا كان القرار صائباً وحكيماً.

ثم أما بعد:

كل عام وأنت بخير يا وطني.

كل عام وأنتم بخير يا من تعيشون على أرض الكويت العظيمة.

عيدكم مبارك وعساكم من عواده.

back to top