صناعة الزيت الصخري تدخل مرحلتها الثانية: التحول من النمو بأي ثمن إلى المتوازن

نشر في 23-06-2017
آخر تحديث 23-06-2017 | 16:45
No Image Caption
تم إبرام 32 اتفاق آي آند بي (الاستكشاف والإنتاج) بقيمة 36.6 مليار دولار في الربع الأول، وفق دراسة أجرتها «PwC». وكان أربعة أخماس حجم ذلك الاتفاق يتعلق بأحواض الزيت الصخري في مارسيلوس ويوتيكا وإيغل فورد وبيرميان.
فيما لم تقدم شركة اي كيو تي (EQT) أداء لافتا خلال عرض استحواذها على شركة رايس إنرجي بقيمة 8.2 مليارات دولار، طرح رئيسها التنفيذي نقطة بارزة حول مستقبل أحواض الزيت الصخري الأميركية الاثنين الماضي، حيث أعرب عن اعتقاده، بأن المرحلة الراهنة هي «المرحلة الثانية من الزيت الصخري».

وأضاف: «أظن أنني سأسميها ثورة. ولست أظن أن نماذج النمو العالي للمرحلة الأولى سوف تنجح في المرحلة الثانية، لذلك أظن أن ما سوف يستتبع هذا الاستحواذ، بعدما أصبحنا الآن أكبر شركة منتجة في الولايات المتحدة مع مركز مرموق وجاذب، هو أن علينا أن نقرر ما هو معدل النمو الملائم لنا. وسيكون ذلك المعدل على الأرجح ضمن التدفق النقدي، ودون تدفقاتنا النقدية، بحيث نتمكن من إعادة مبالغ نقدية للمساهمين.

وسوف يتمثل أفضل ترويج لهذا الاتفاق في أن «EQT»، ومن خلال دمج مركزين متجاورين في مركز حوض زيت مارسيليوس الصخري العملاق سوف تتمكن من حفر مزيد من الآبار المنتجة، كما أن الهبوط الناجم في تكلفة التقنية سيساعدها على تحمُّل السعر الأدنى للغاز الطبيعي لفترة أطول.

وفي سوق غاز متخم نتيجة نجاح تلك المرحلة الأولى من انتعاش الزيت الصخري يجب أن يتحول التركيز من النمو عند أي ثمن، الذي يضيف إلى التخمة ويبدد رأس المال، إلى توازن النمو مع احتمال تدفق سيولة نقدية إيجابية على الأقل.

وقد سمع المستثمرون في قطاع اي آند بي (الاستكشاف والإنتاج) مشاعر مماثلة في الجانب النفطي بالآونة الأخيرة من بايونير ناتشرال ريسورسز (Pioneer Natural Resources Co). ويتعين أن يثير هذا مجموعة واحدة من الأطراف المعنية وهم مصرفيو النفط.

وتم إبرام 32 اتفاق اي آند بي (الاستكشاف والإنتاج) بقيمة 36.6 مليار دولار في الربع الأول، وفق دراسة أجرتها «PwC». وكان أربعة أخماس حجم ذلك الاتفاق تتعلق بأحواض الزيت الصخري في مارسيلوس ويوتيكا وإيغل فورد وبيرميان. وكان ذلك مزيجاً من شركات قائمة تضيف إلى محافظها وشركات نفطية أخرى تسعى إلى شق طريقها وشركات أسهم خاصة تدعم مراكزها.

ومن المحتمل أن الهبوط المتجدد في أسعار النفط مع تعثر الثقة في خفض إمدادات «أوبك» من النفط، إضافة إلى الضعف المستمر في سوق الغاز، له علاقة بتباطؤ الاتفاقات حول الزيت الصخري قبل هذا الأسبوع.

وعلى أي حال، فإن اتفاق «EQT»، وكذلك عدة اتفاقات أعلنت الاثنين الماضي من جانب أوكسيدنتال بتروليوم كورب تشير إلى أن زخم الاندماج يظل سليما ولم يمس.

مزيد من العمل

يوجد المزيد مما يتوجب عمله على هذه الجبهة، وخاصة في حوض بيرميان للزيت الصخري. ففي مناطق ديلاوير وميدلاند من ذلك الحوض تشكل أكبر 10 شركات اي آند بي (الاستكشاف والإنتاج) نشاطاً نحو 53 إلى 55 في المئة فقط على التوالي من المنصات العاملة، وفق مات هاغرتي من بلومبرغ إنتلجنس. وقد هبطت تلك النسب بالواقع من 60 في المئة أو أكثر في بداية سنة 2015.

وبصورة أوسع، فإن الحاجة إلى تحقيق مزيد من مكاسب الإنتاجية من الزيت الصخري في ظل بقاء الأسعار متدنية يشكل حافزاً قوياً لتجميع الموارد والميزانيات والخبرة (وخفض التكلفة). وقد دفع هذا المنطق نفسه وبيئة الأسعار الكئيبة إلى عمليات دمج نفطية كبيرة في نهاية تسعينيات القرن الماضي.

لقد كانت إحدى نتائج الاندفاع نحو النمو في صناعة الزيت الصخري في الولايات المتحدة تلك التي أشار إليها الرئيس التنفيذي لشركة اي كيو تي، هي الارتفاع في الإنتاج. وأفضى ذلك بشكل حتمي إلى زيادة في الإمدادات، وخفض في الأسعار وبعض المتاعب المالية.

ومن الوجهة النظرية، يتعين أن يفضي الاندماج إلى تخفيف معدل النمو (وفقاً لتعليقات الرئيس التنفيذي لشركة EQT) وتميل الشركات الأكبر التي تملك مراكز أرض أوسع إلى التروي في عمليات الحفر واختيار نقاط ارتكازها، وتخفيف استثماراتها بمرور الوقت. وعلى أي حال، يتعين علينا الانتظار، لمعرفة كيف تصمد هذه النظرية الخاصة بالزيت الصخري.

وتعتبر الديناميكية التنافسية التي تتميز بها صناعة الزيت الصخري قوية جداً، نظراً لوجود العشرات من الشركات المشاركة، فضلا عن العولمة التي تتصف بها أسواق النفط والغاز. وعلى سبيل المثال، إذا دمجنا أكبر ثلاث شركات منتجة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، بما فيها «EQT» ورايس حديثة التكوين، فإنها مجتمعة سوف تسيطر على 10 في المئة فقط من مجموع الإنتاج بالولايات المتحدة.

والأكثر أهمية، أن النجاح في صناعة الزيت الصخري، وخاصة في ظل المستوى الراهن من الأسعار، يتطلب خفض تكلفة كل برميل منتج من النفط أو كل قدم مكعبة من الغاز، وذلك لا يعني فقط أن نكون أكثر انتقائية بالنسبة لعمليات الحفر، إنما يعني في الغالب تحسين الإنتاج المستخرج من كل موقع حفر جديد عن طريق آبار أطول عمرا ومزيدا من عمليات التكسير ومعلومات أفضل عن الجيولوجيا وأي عدد بديل من طرق التقنية.

وألمح الرئيس التنفيذي لشركة اي او جي ريسورسز (EOG Resources) إلى ذلك الشهر الماضي، قائلا إن الشركة لم تكن مضطرة للانتظار حتى ترتفع أسعار النفط كي تبدأ الحفر، وذلك في ضوء تحسن الوضع الاقتصادي والقاعدة الكبيرة من موارد الاستخراج. وفي هذه الأعمال، كما في التصنيع، أنت تتعلم ثم تخفض تكلفتك أثناء العمل.

back to top