نور الشريف... الفيلسوف العاشق (28 - 30)

قاهر الزمن

نشر في 23-06-2017
آخر تحديث 23-06-2017 | 00:10
مع بداية الألفية الثالثة وجد نور الشريف أن السوق السينمائي تغير تماماً، من صانعين وجمهور، واختلفت الموازين، أو «اختلت»... والمنتجون والموزعون الجدد وجدوا أن الأفلام الرابحة هي الكوميدية فحسب، فأصبحت مهمة أن يكون ممثلاً أو منتجاً جاداً أمراً صعباً جداً.
كانت لدى نور خمسة سيناريوهات جاهزة ينوي إنتاجها، طرق بها أبواب الموزعين لإقناعهم بتوزيعها والحصول على سلفة توزيع، لكن من دون جدوى.

كان الشريف قادراً على إنتاج الأفلام من دون سلفة، لكن إذا لم يحصل المنتج عليها من الموزع، فإن الأخير لن يهتم بالفيلم ولن يقاتل للحصول على دور عرض لإطلاق مشروعه.

من بين الأفلام الخمسة، فيلم تمنى الشريف إخراجه، كتبه السيناريست رؤوف توفيق، ويناقش فيه قضية سفر خريجي الكليات المميزة من مصر للعمل كسائقين في بعض دول الخليج. حاول أن يجد شريكاً لإنتاج مشترك مع قطر أو الإمارات، لكنه لم ينجح فتوقف المشروع. أما الفيلم الذي كان أكثر إلحاحاً عليه، فهو «قوم يا مصري» عن الأسرى المصريين في المعسكرات الإسرائيلية بعد حرب 1967. حاول أيضاً المستحيل مع شركات التوزيع لقبول الفيلم الذي تبلغ ميزانيته 15 مليون جنيه، وهو بحاجة إلى عشرة منها فقط، غير أنه لم يجد أية استجابة رغم محاولة إقناعها بأن الفيلم سيكون أكثر ربحاً من الأفلام الكوميدية، لأنه يثير النخوة الوطنية في نفوس الناس. لكن ذلك كله جاء من دون جدوى، فالموزعون يريدون السهل المضمون وليس ثمة بينهم من يهمه فيلم عن «الأسرى» أو حتى عن انتصارات مصر العسكرية.

رد الجميل

وسط محاولات الشريف البحث عن منتج أو موزع لأي من أفلامه التي كان يسعى إلى إخراجها، إذ بوزير الإعلام صفوت الشريف، يطلب لقاءه:

* أنا!؟

= أيوا أنت... عندك مانع؟

* لا أبدا بالعكس الريس له أكتر من جميل في رقبتي أتمنى أرد جزءاً منها... بس أنا مش شايف نفسي ممكن أنفع في الدور ده.

= مش أنا اللي هقولك إن الممثل ممكن يعمل أي دور... وأنت بالذات. وبعدين أنت هتعمل الدور إذاعة. يعني صوت بس. الأمر التالت والأهم إن الريس هو اللي اختارك شخصياً تعمل الدور. أحمد زكي طلب أنه يعمله سينما أو تلفزيون لكن الريس اختارك أنت.

* ليه؟

= إيه؟

* مش قصدي. قصدي أقول ليه اختارني أنا تحديدا؟

= الريس بيحبك. وعارف أنك أحسن ممثل موجود على الساحة من ناحية الأداء والثقافة والفكر والقدرة على تقديم أي دور.

وافق نور الشريف على تقديم مسلسل «سيرة ومسيرة» الذي كتبه فاروق صالح، وأخرجه الإذاعي محمد مشعل، واختارت السيدة سوزان مبارك، الفنانة ميرفت أمين لتؤدي دورها، ورشّح المخرج محمد مشعل، بمشاركة صفوت الشريف وحمدي الكنيسي (رئيس الإذاعة) ونور الشريف، الممثلين لبقية أدوار المسلسل، فشارك فيه كل من الفنانة أمينة رزق، وسامي سرحان، وعبد الرحمن أبو زهرة.

رغم أن الرئيس مبارك أبدى ارتياحه ورضاه عن المسلسل، وأداء نور الشريف، فإن المسلسل لم يلق رواجاً أو ترحيباً شعبياً، كبقية أدوار الشريف، فضلاً عن أن جمهور الإذاعة بات محدوداً مقارنة بالقفزة في التلفزيون، وظهور عدد كبير من القنوات الفضائية، بعد انطلاق القمر الصناعي المصري «نايل سات».

بعده عاد الشريف إلى السينما التي باتت ضنينة عليه وعلى جيله بالكامل، بعد ظهور أجيال جديدة شابة، حققت نجاحات وإيرادات غير مسبوقة، مع جمهور جديد ومختلف. لذا قرر أن يذهب إلى هذا الجمهور الجديد، وقدم «أولى ثانوي»، قصة وسيناريو محمد أبو سيف وإخراجه، وحوار محمد أشرف، مع كل من ميرفت أمين، وإبراهيم نصر، وسوسن بدر، ومجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة الشابة.

حصد الفيلم جوائز عدة من مهرجان الإسكندرية الدولي الخامس عشر من بينها جائزة الإنتاج الأولى، وجائزة أفضل فيلم عربي، وجائزة أفضل ممثل لنور الشريف، وجائزة أفضل ممثلة لميرفت أمين، فضلاً عن جائزة أفضل سيناريو، وجائزة الإخراج.

استطاع الشريف أن يؤكد أنه لا يزال قادراً على المنافسة من خلال السينما، من دون أن يضطر إلى أن يقدم تنازلات، وقع فيها غيره من كبار النجوم، باستثناء صديقه عادل إمام، الذي لم يزد عن تقديم فيلم كل عام أو اثنين أيضاً، كذلك أحمد زكي الذي وجد ضالته في تقديم نوعية خاصة جداً من السينما، ليجسد من خلالها الأدوار الصعبة، فبعد النجاح الكبير الذي حققه في تجسيد شخصية الزعيم جمال عبد الناصر من خلال «ناصر 56» قرر أن يقدم شخصية الرئيس أنور السادات في «أيام السادات»، ذلك رغم انتقادات واسعة ودهشة أثارها، حول كيف يستطيع من جسد عبد الناصر أن يجسد بالبراعة نفسها شخصية السادات، ليس بسبب الاختلافات الفكرية والسياسية بين الشخصيتين فحسب، لكن الاختلاف في الملامح أيضاً. إلا أن زكي أثبت براعة فائقة في تجسيد الشخصية، أدهشت الجميع، ولكن الفيلم الذي شارك في إنتاجه لم يحقق النجاح الجماهيري الذي حققه «ناصر 56». وبعد رفض أحمد زكي عرض شراء الفيلم بخمسة ملايين جنيه، نزل العرض إلى ثلاثة ملايين، ليجد نفسه في حيرة، فقرر أن يلجأ إلى الشريف باعتباره أكثر خبرة في الإنتاج والتوزيع:

= عرضوا الأول خمسة مليون. وكنت متصور إنه يجيب أكتر من كده.

* أنت شايف السوق اختلف ومزاج الجمهور بقى مش معروف. كل يوم بحال.

= تصور نفس الناس نزلوا بالعرض من خمسة لتلاتة مليون.

* انزل امضي معاهم دلوقت.

= أنت بتقول إيه؟

* اسمع اللي بأقولك عليه. لو استنيت لبكرة التلاتة هيبقوا مليوناً. انزل امضى معاهم السوق مش مضمون. وكفاية الخسارة اللي حصلت.

بذكاء الفنان والمنتج، أدرك الشريف طبيعة المرحلة، فاستطاع أن ينجو من طوفان التغيرات التي طاولت كل شيء في المجتمع، لذا كان أسبق نجوم جيله إلى اللجوء المشروط إلى الدراما التلفزيونية، قبل أن يذهب إليها مضطراً.

استمراراً لسلسلة الأعمال التلفزيونية، وافق على اقتراح المنتج والمخرج وائل عبد الله على تقديم أجزاء من ملحمة «الحرافيش» للكاتب الكبير نجيب محفوظ. كتب الجزء الأول منها محسن زايد بعنوان «السيرة العاشورية» عن حياة أحد أبطال «الحرافيش» عاشور الناجي، وشارك فيها كل من ماجدة زكي، وإلهام شاهين، وهادي الجيار، وأحمد بدير، وهشام سليم، ورامز جلال، ليقدم الشريف بعده خلال شهر رمضان مسلسل «عائلة الحاج متولي» الذي حقق نجاحاً مدوياً أغرى صانعي المسلسل بتكرار تجربة التعاون في رمضان التالي بمسلسل «العطار والسبع بنات»، من تأليف مصطفى محرم، وإخراج محمد النقلي، مع كل من ماجدة زكي، وسمية الألفي، وعماد رشاد، وسوسن بدر، وهالة فاخر. غير أنه لم يلق نجاح «عائلة الحاج متولي» نفسه.

رغم تركيز الشريف على التلفزيون، وحرصه على أن يطل سنوياً على جمهوره خلال شهر رمضان، فإنه لم يستطع الابتعاد عن السينما، وكان يحرص طوال الوقت على البحث عن المختلف ليقدمه من خلالها، ما جعله يوافق على «اختفاء جعفر المصري» عن المسرحية العالمية «مركب بلا صياد» لأليخاندرو كاسونا، وكتب له السيناريو والحوار بسيوني عثمان، وشارك في البطولة حسين فهمي، إلى جانب مجدي كامل، وعبير صبري، فيما تولى الإخراج عادل الأعصر. وفي عام 2003، ذهب الشريف لأداء فريضة الحج للمرة الثانية، وزيارة قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ليشعر بأنه يغتسل نفسياً، ويزداد شعوره بالاطمئنان.

بحث عن الأمنيات

عاد الشريف ليقدم أحد الأدوار التي تمناها طويلاً في مسلسل «رجل الأقدار»، من تأليف سامي غنيم، وإخراج وفيق وجدي، مع كل من سوسن بدر، وخالد الصاوي، وأيمن عزب، وحنان مطاوع، عن سيرة حياة الصحابي عمرو بن العاص، قبل الإسلام وبعده.

جدّد ذلك أمنية النجم التي عاش يحلم بها وهي تجسيد شخصية الإمام الحسين «رضي الله عنه»، التي سبق واعترض «الأزهر» عليها، باعتبار أن الفنان الذي يقدم أدواراً تتنوع بين المجرمين والصعاليك أو حتى الشخصيات العادية، لا يمكن أن يجسد دور «الحسين رضي الله عنه».

عرض الشريف على الأزهر أنه في حال موافقته على تقديم شخصيته، سيعتزل التمثيل نهائياً. غير أن الأزهر جدد رفضه، بل وثارت ضجة على تجسيد عمرو بن العاص باعتباره أحد الصحابة. عندئذ، رفض الشريف المزايدة على إسلامه، وواصل اهتمامه بقضايا وطنه، وسعد بالعرض الذي قدمه له المخرج حسن عبد السلام للقيام ببطولة مسرحية «ياغولة عينك حمرا» حول «تغوّل» الولايات المتحدة الأميركية و«الصهاينة» على العرب، وكان العرض محاولة لإعادة الحياة إلى مسرح التلفزيون، وهو ما زاد من حماسة الشريف:

* دي مش أمنية يا أستاذ حسن دا واجب وطني. ما فيش أمل لعودة السينما والمسرح إلا بتدخل الدولة.

= الدولة مش فاضية دلوقت لا للمسرح ولا السينما يا نور.

* بالعكس. دول المفروض يكون ليهم الأولوية قبل أي حاجة تانية. دول عنوان تحضر أي دولة وأنت سيد العارفين.

= المفروض. لكن مين يقر المفروض ده.

* عارف يا أستاذ حسن طول عمري من ساعة ما كنت طالب في معهد التمثيل كنت بأحلم باليوم اللي أبني فيه مسرح باسمي. ويكون فوقه بيتي... علشان اشتغل فيه طول الوقت... ولما ما يكونش عندي شغل أفضل باصص عليه. لكن للأسف الحلم فضل مجرد حلم.

= ليه؟

* لأني كل ما أجمع شوية فلوس ألاقي سعر الأرض ولع. وفضل سعر الأرض يزيد لحد ما الحلم بعد أوي.

قدّم نور الشريف مسرحية «يا غولة عينك حمرا» من تأليف كرم النجار، إلى جانب كل من نهال عنبر، ومنال سلامة، وطارق لطفي، وفرح «فيدرا»، ليعود بعدها إلى التلفزيون ويقدم مسلسل «عش أيامك» من تأليف مصطفى محرم، وإخراج محمد النقلي، وشاركه البطولة كل من عبلة كامل، ومنى عبد الغني، وعبد الله فرغلي، ومحمود الجندي، وعماد رشاد.

تناولت الأحداث أزمة منتصف العمر، ورغم نجاح العمل جماهيرياً، فإنه لقي هجوماً من النقاد، ربما لعدم اعتيادهم رؤية الشريف في أعمال كوميدية خفيفة، منذ أفلام نهاية الستينيات وبداية السبعينيات.

جحود الأصدقاء

لما كان نور الشريف فناناً يعمل بعقله وقلبه وكيانه، فتأثر بفكرة المسلسل بشكل كبير، رغم أنه لم يكن مكتوباً بشكل يليق باسمه وتاريخه، فراح يعيد التفكير في حياته كلها، وعادت إليه فكرة خيانة الأصدقاء رغم ما فعله لأجلهم، فهل هي «الغيرة القاتلة» من نجاحه، كما ناقشها في فيلم بالاسم نفسه؟ وهل أخطأ عندما مدّ يد العون إلى البعض وكان سبباً في نجاحه، فحارب من دون أن يقصد عبره الجهل والفشل؟ وهل المشكلة تكمن فيه أم في الآخرين؟

رغم قراءاته الكثيرة في علم النفس، فإن هذا الأمر أثار لديه أسئلة عميقة جعلته يلجأ إلى طبيب للأمراض النفسية، إذ كان في حاجة إلى التحدث إلى من يفهمه، ويساعده على إعادة ترتيب أفكاره، خصوصاً أنه يقرأ كثيراً، وكلما زادت قراءاته زاد ارتباكه، لأنه إنسان بسيط وصريح، وكثيرون ربما لا تعجبهم صراحته. من ثم، أشاع الذين يحاربون نجاحه أنه مريض نفسي فقابل ذلك بالضحك، متمنياً أن يذهب الجميع إلى أطباء نفسيين لاكتشاف ما يعتمل في داخلهم.

أصبح نور الشريف أحد أهم وأنضج الفنانين العرب وأعمقهم ثقافة وأكثرهم جدلاً حول أعماله وشخصياته، بل والأهم أكثرهم وعياً بالدور الفاعل الذي يؤديه الفن في مجتمعه. ورغم انشغاله بالتمثيل في السينما والتلفزيون اللذين خطفاه من معشوقه الأول، فإنه حرص على العمل في المسرح ممثلاً ومخرجاً بل ومشاركاً في الإنتاج أحياناً، وداعماً للمواهب والطاقات الشابة. من ثم، عمل على الارتفاع بقامته وقامة المسرح معاً، فحصد جوائز وتقديرات، فضلاً عن قرار جامعة «ويلز» البريطانية خلال عام 2004 بمنحه دكتوراه فخرية عن دوره كفنان واختياراته الفنية. وبعد أشهر عدة، في مطلع عام 2005، عاد الشريف إلى المسرح حيث قام ببطولة وإخراج مسرحية «الأميرة والصعلوك» للكاتب ألفريد فرج، مع كل من منال سلامة، ويوسف إسماعيل، ومنحته جامعة «ميدل بيري» الأميركية خلال فترة عرض المسرحية دكتوراه فخرية أخرى في الآداب، جاء في حيثياتها أن الشريف «ارتفع بمستوى الأداء التمثيلي إلى نوع من الأدب». واًحتفل به على المسرح أثناء عرض مسرحية «الأميرة والصعلوك» من دون تسليط الأضواء على هذا الحدث المتميز والتكريم الذي لم ينله أي فنان عربي، فهو حصل على درجتين في الدكتوراه الفخرية في الأدب. ولكن كان تصفيق الجمهور له على خشبة المسرح أهم من أكبر جائزة عالمية.

القدرة على المنافسة

بعدها عاد الشريف إلى السينما، ليقوم ببطولة «دم الغزال» من تأليف الكاتب وحيد حامد وإنتاجه، مع كل من يسرا، ومنى زكي، وصلاح عبد الله، وعمرو واكد، ومحمود عبد المغني، وصبري فواز، وعمرو عبد الجليل، وتحدى الشريف نفسه وقرر أن يقوم بمشاهد «الحركة» بنفسه، رافضاً اقتراح المخرج محمد ياسين الاستعانة ببديل.

ورغم أن الحركات كانت تمثل خطورة عليه، أصر على القيام بها بنفسه، ونجح في منافسة سينما الشباب، والأهم أنه أعلن أنه لا يزال قادراً على التحدي فنياً وبدنياً. بعد ذلك، أرسل إليه المخرج مروان حامد سيناريو فيلم «عمارة يعقوبيان» للمشاركة فيه:

* أنا يشرفني والله يا مروان إني اشتغل معاك. أنت عارف رأيي فيك من ساعة ماشوفت فيلم «لي لي» وباركتلك عليه.

= العفو يا أستاذ نور. حضرتك أستاذنا وبنتعلم منك وشرف ليا إني أشتغل معاك.

* أنا بس ليا تحفظ على الدور اللي أنت شايفني فيه. يؤسفني إني أقولك إني مش هقدر أقدم دور الصحافي الشاذ.

= طبعاً أنا بحترم وجهة نظر حضرتك بس ليه؟ ده دور هايل ومهم.

* أنا عارف. بس الجمهور اعتاد يشوف نور الشريف في أدوار الجدعنة والرجولة وابن البلد، مش هيقبل منه إنه يقدم دور شاذ جنسياً.

= عموما زي ما قلت لحضرتك أنا بحترم وجهة نظرك من قبل ما أعرفها. لكن أنا هسيب حضرتك تقرأ تاني وتفكر ونتكلم.

بعدها انشغل الشريف بتقديم مسلسل «حضرة المتهم أبي»، من تأليف محمد جلال عبد القوي، وإخراج رباب حسين، مع صديق عمره سمير صبري، إلى جانب معالي زايد، وزيزي البدراوي، والفنان الشاب شريف سلامة، والوجه الجديد آيتن عامر، والمطرب مدحت صالح. قبل انتهاء المسلسل عاود المخرج مروان حامد التحدّث إلى نور الشريف حول فيلم «عمارة يعقوبيان» ولكن أصرّ الممثل على موقفه، فأسند إليه مروان دور «محمد عزام» الذي يبدأ حياته ماسحاً للأحذية، ويظهر عليه الثراء فجأة، ثم يصبح عضواً في مجلس الشعب، وهو نموذج انتشر بشدة في المجتمع.

التقى الشريف في الفيلم صديقه عادل إمام، بعد نحو 30 عاماً على آخر لقاء بينهما، وشاركهما كل من يسرا، وإسعاد يونس، وهند صبري، وخالد صالح، وخالد الصاوي، وسمية الخشاب، وأحمد بدير.

الفيلم مأخوذ عن رواية د. علاء الأسواني، التي أعدها للسينما الكاتب وحيد حامد.

فيما كان الشريف يصوّر المشاهد الخارجية للفيلم في الإسكندرية، تلقى مكالمة هاتفية من الفنانة المعتزلة نورا:

* أنت بتقولي إيه... بوسي اتقلبت بيها العربية في المغرب. أمتى وهي فين دلوقت وحصل لها إيه؟

= اهدأ يا نور. الحمد لله ربنا لطف. كانت هي وليلى علوي في العربية. وأنا مش عارفة حجم الإصابة. لكن اللي عرفته إن ملك المغرب مهتم بنفسه بالموضوع وأمر مستشاره الخاص بتوفير كل الرعاية المطلوبة. وأنا هسافر لها بكرا المغرب.

* أنا مش قادر أفكر. حاسس إن دماغي مشلول.

= أنا عايزاك تهدأ وتطمن.

* أهدأ وأطمن إزاي بس. أنا مش عارف أوقف التصوير وأسافر معاكِ ولا أعمل إيه... ولو وقفت التصوير هيبقى مشكلة كبيرة... وكمان مش عارف الموضوع واصل لحد فين وحجم الإصابة إيه.

= أنا كلمتها وسمعت صوتها... وهي كانت عايزاني ما بلغكش لا أنت ولا البنات علشان ما تقلقوش.

* إزاي ما تبلغنيش. أنا هحاول أتصرف بكرا وأبلغهم يأجلوا التصوير... وأحصلك بعد بكرا.

لم يطمئن الشريف إلا بعدما اتصل ببوسي، وهدأ حينما استمع إلى صوتها وراحت تشرح له طبيعة الحادث، وطلبت منه عدم الانزعاج أو السفر إلى المغرب. كذلك اتصل بالأطباء المعالجين وكان كلامهم مطمئناً، وهو لمس مدى الاهتمام الخاص بإجراء الجراحة لها، فيما سافرت نورا في اليوم التالي واطمأنت إلى صحة شقيقتها. ولم تتوقف اتصالات الشريف بزوجته وشقيقتها بمعدل مكالمة هاتفية كل ساعتين أو ثلاث.

«الحاج متولي»

رغم نجاح مسلسلات تلفزيونية عدة شارك فيها نور الشريف وظل يعتز بها وأبرزها «القاهرة والناس» و«عمر بن عبدالعزيز» و«هارون الرشيد» و«لن أعيش في جلباب أبي»، فإن نجاح «عائلة الحاج متولي» كان له طعم خاص.

نشأت عن المسلسل حالة نقاش فكري وثقافي بل وديني في مختلف الأقطار العربية. حتى أن أحد أشهر رجال الدين جاء إلى القاهرة تحديداً للقاء نور الشريف وصرّح بأنه يعتبر المسلسل نموذجاً للفن الإسلامي، ويستحق التقدير.

المسلسل من تأليف مصطفى محرم، وإخراج محمد النقلي، وبطولة كل من ماجدة زكي، وغادة عبد الرازق، وفادية عبد الغني، وسمية الخشاب، ومصطفى شعبان، وحقق نجاحاً جماهيرياً مدوياً، وتسبب في حالة جدل في المجتمع العربي، حول ظاهرة تعدّد الزوجات، حتى أصبح يضرب المثل بشخصية «الحاج متولي» في «الفحولة» مثلما كان يضرب المثل بالسيد أحمد عبد الجواد «سي السيد» في الصرامة وقهر المرأة.

البقية في الحلقة المقبلة

نور الشريف قدّم مسلسل «سيرة ومسيرة» عن حياة الرئيس مبارك

الشريف يرهن اعتزاله بموافقة الأزهر على تقديم شخصية «الإمام الحسين»

جامعتا «ويلز» البريطانية و«ميدل بيري» الأميركية تمنحانه دكتوراه فخرية

التقى في «عمارة يعقوبيان» صديقه عادل إمام بعد 30 عاماً على آخر لقاء بينهما

بوسي تعرضت لحادث مروع هي وليلى علوي في انقلاب سيارة بالمغرب
back to top