منظور آخر: اليوم العالمي للاجئ

نشر في 22-06-2017
آخر تحديث 22-06-2017 | 00:12
يستحق اللاجئون أن يعيشوا حياة كريمة، فيكفي ما مروا به من حروب ومآس يشيب لها الرأس، كما يستحق اللاجئون إعادة تأهيل نفسي ليعودوا أشخاصاً طبيعيين بعدما تعرضوا له من مناظر بشعة وتجارب قتل لأحبتهم وذويهم أمامهم، وتحول الكثيرون منهم إلى معاقين وفاقدي أطراف بسبب قنبلة أو شظية.
 أروى الوقيان يصادف 20 يونيو اليوم العالمي للاجئ، والذي يأتي ليسلط الضوء على معاناتهم حين كانت أعداد اللاجئين لا تزداد بهذا الشكل المطرد، وكانوا موجودين في مناطق معينة، ولكن في السنوات الست الأخيرة بات الوضع أكثر جنونا من أي وقت مضى.

إذ ارتفع عدد اللاجئين بشكل سريع ومخيف ليتعدى 22 مليون لاجئ حول العالم، وهو أكبر رقم يتم الوصول إليه، كما اضطر 65.5 مليون شخص للتهجير قسرا، ويوجد أكثر من 40 مليون نازح داخل حدود بلدانهم الأصلية، والحقيقة الأكثر وجعا أن نصف اللاجئين في العالم من الأطفال!

أي مستقبل ينتظر هؤلاء الأطفال في ظل ظروف اللجوء والتهجير والاغتراب، حيث لا يحظى الكثير منهم بفرص التعليم، ناهيك عن الاتجار بهم في سوق العمل، وأعمال تنافي الآداب العامة.

تتطور أبعاد المأساة وتصدمك الكثير من الحقائق الجديدة علينا نسبيا، ومنها ارتفاع النزوح الجديد، حيث "يضطر شخص واحد للنزوح كل 3 ثوان".

هل تعلم أن أزمة اللاجئين في جنوب السودان تعد الأسرع نمواً في العالم؟ حيث اقترب عدد اللاجئين من 3 ملايين لاجئ، وما يقارب 2 مليون من النازحين داخليا.

84% من الدول التي تستضيف اللاجئين ذات دخل متوسط أو منخفض، ويشكل اللاجئون السوريون والأفغان وجنوب السودان أكثر من 55% من اللاجئين حول العالم، ناهيك عن وجود 75 ألف طالب لجوء من الأطفال الذين فقدوا آباءهم أو انفصلوا عنهم، وتستضيف تركيا العدد الأكبر من اللاجئين للعام الثالث على التوالي، إذ استقبلت ما يقارب 9.2 ملايين لاجئ، وتم منح 328 ألف سوري الحماية المؤقتة خلال عام 2016، كل هذه المعلومات كانت من ضمن تصريح المفوض السامي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.

أوضاع اللاجئين مأساوية، وتحتاج إلى حلول، تبدأ من استقبالهم بالحدود التي يجب أن تدار بطريقة إنسانية، ويجب دعم الابتكارات والحلول لدمج اللاجئين في الدول المستضيفة، بالإضافة إلى ضرورة توفير فرص التعليم لهؤلاء الأطفال، يستحق اللاجئون أن يعيشوا حياة كريمة، فيكفي ما مروا به من حروب ومآس يشيب لها الرأس، كما يستحق اللاجئون إعادة تأهيل نفسي ليعودوا أشخاصاً طبيعيين بعدما تعرضوا له من مناظر بشعة وتجارب قتل لأحبتهم وذويهم أمامهم، وتحول الكثيرون منهم إلى معاقين وفاقدي أطراف بسبب قنبلة أو شظية.

تحية للاجئين أينما كانوا، ودعاء كبير بأن "تعودوا إلى دياركم بعد أن يسكنها السلام".

قفلة:

تحية شكر ومحبة لجميع العاملين والمتطوعين والمتبرعين في الميدان الإنساني، أنتم الشمعة المضيئة في ظل هذا السواد الذي انتشر في العالم.

back to top