رأي الشباب السفاحين في الكبار!

نشر في 20-06-2017
آخر تحديث 20-06-2017 | 00:11
 مظفّر عبدالله أول العمود:

جمعيات الأطباء في دول الخليج مطالبة بجهد تجاه الوضع الصحي في اليمن، فالتبرعات وفيرة والخبرات موجودة، فلماذا لا تبادر؟

***

كثيرة هي المشاجرات التي تحدث بين الشباب في الساحات العامة والمجمعات التجارية، ويبدو معظمها قريباً من سلوك السفاحين المحترفين. قد يقترب منك أحدهم وأنت تقود سيارتك بكل أمان ويهددك بطريقته لأنك لا تقود "على كيفه".

مشاجرة منطقة الشويخ الأخيرة مخيفة وتنم عن شباب لا يعبؤون بالحياة، والفيديو يفصح عن ذلك بكل وضوح وبلا رتوش.

هذه الظاهرة المتفشية بحاجة لعلاج علمي ومهني وإعلامي حقيقي، وقبل لوم هؤلاء يجب سماعهم والدخول إلى عالمهم من خلال طرح همومهم في منتديات عامة، تسلط عليها وسائل الإعلام الضوء للتنبيه بالحالة التي نتجاهلها بحق.

لا يمكن فك تشابك معدلات الطلاق المخيفة والاعتداء على الزوجات عن هذا السلوك الشرير الذي يقوم به هؤلاء الشباب لأنهم هم الذين يتزوجون مستقبلا.

وزارة الدولة للشباب مطالبة بتبني برنامج تلفزيوني جريء ومستمر ليكون منبراً للشباب من أعمار (١٥ إلى ١٨) يتحدثون فيه بكل حرية عما يجول في عقولهم التي أعتبرها "صندوقا أسود" ليطلع المسؤولون عن التربية والسياسات الاجتماعية وكتّاب الصحافة والمثقفين عليها، وهي في ظني صادمة بسبب الانفتاح اللا محدود على العالم الذي يجدونه من خلال هواتفهم الذكية، والتقائهم بمن يريدون في الكرة الأرضية من خلال وسائل الإعلام الإلكتروني.

أتذكر الطالب الذي قام بحرق مدرسته، واتضح لاحقا أنه متفوق دراسياً! كيف يغيب هذا الشاب عن الإعلام؟ كيف لا نعرف سبب حنقه على مدرسته مع عدم تعثره دراسياً؟

اللحاق بشبابنا ومعرفة احتياجاتهم النفسية والاجتماعية والحياتية أهم من كثير من الدراسات التي تجد طريقها جيدا في الأدراج.

قد يكون لهؤلاء "المشاغبين" رأي مهم فينا نحن الكبار، من وزراء ونواب في البرلمان وقياديين ودعاة فضيلة وغير ذلك، ربما نكتشف سوء تربية في البيت، أو رفضا لما يقوم به من يقودون إدارة المجتمع. في كل مرة يعقد برلمان الطالب في قاعة عبدالله السالم أجد نماذج جيدة من الجنسين تتحدث عن فضائح تعليمية، تقال تحت سمع وبصر الوزراء وأعضاء المجلس، وهو شيء جيد وإن كانت تنقصه الاستجابة لبعض مطالبهم.

أطالب وزارة الدولة للشباب بعمل منبر شبيه لعامة الشباب يدار من قبل متخصصين ومثقفين، فالنقد المستمر لأبنائنا وإظهار عدم رضانا عما يقومون به من سلوك إجرامي ليس هو الهدف، بل علاج ذلك عبر محاورتهم هو المطلوب.

نسأل الله السلامة.

back to top