سمو الأمير قلوب العالم معك

نشر في 20-06-2017
آخر تحديث 20-06-2017 | 00:15
سمو الأمير: ليست الكويت وأهلها معكم فقط، بل قلوب أهل الخليج كله معكم، وحتى شعوب العالم المحب للأمن والسلام معكم، وتدعو الله أن يكون النجاح والتوفيق في ركابكم، فسموكم من شارك في وضع الأسس والقواعد للبيت الخليجي، ولنا أن نتخيل مقدار ما تشعرون به من ألم لما يصيب هذا البنيان من تصدع.
 يوسف عبدالله العنيزي "التقريب بين الأشقاء واجب لا أستطيع التخلي عنه، وأي إرهاق يهون أمام إعادة اللحمة الخليجية".

من منا لم يعتصر الألم قلبه عند قراءته لهذه الكلمات، من منا لم تخنقه العبرة وهو يجول في معناها، كلمات نابعة من قلب صادق، من قائد يقدر حجم المسؤولية التي ألقاها القدر على كاهله، وأنا على يقين بأن سموه لن يتخلى عنها مهما كان المحيط قاسياً والأمواج عاتية، ولكنكم ستقطعونها بهمة النوخذة الذي قطع المحيطات.

لقد علمتكم الحياة مواجهة الخطوب، ألا تكفي مواجهة تلك الجحافل المدججة بكل ما عرفته البشرية من أسلحة بغزو ظالم فعادت أدراجها تجر أسمال الخزي والعار؟

سمو الأمير؛ ليست الكويت وأهلها معكم فقط، بل قلوب أهل الخليج كله معكم، وحتى شعوب العالم المحب للأمن والسلام معكم، وتدعو الله أن يكون النجاح والتوفيق في ركابكم، كم كانت الكلمات التي عبرتم من خلالها عن مشاعركم السامية أثناء لقائكم مع الأخ العزيز محمد جاسم الصقر رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية رائعة ومؤثرة! فسموكم من شارك في وضع الأسس والقواعد للبيت الخليجي، ولنا أن نتخيل مقدار ما تشعرون به من ألم لما يصيب هذا البنيان من تصدع.

إنه لأمر مؤلم ومحزن ما نشهده من خلاف بين الأشقاء، خصوصاً ونحن نواجه أوضاعاً غاية في السوء، ألا تستحق منا هذه الأوضاع وقفة شجاعة لننظر بعمق لما يحدث من حولنا؟

فهذا العراق وقد شبت فيه نار فتنة بين أطياف الشعب وفئاته، وأنشب الإرهاب أنيابه في جسده، ولا أحد يعلم إلى أين ستصل الأمور فيه، وذاك اليمن السعيد وقد أسدل الحزن أستاره على سائر أركانه، وتكالبت عليه آفات الجهل والفقر والأوبئة والأمراض، وهذه سورية قلب العروبة النابض لم تعد كما كانت بالأمس، فقد غدت الغربان تنعق في مدنها وأريافها.

أما ليبيا العظمى فقد أقيم على كل طرف منها دولة، ومصر العزيزة أهلها يتساقطون صرعى في بيوت أذن الله أن يذكر فيها اسمه، ونحن كشعوب دول مجلس التعاون على يقين بأن قادتنا قد منّ الله عليهم بالعقل والحكمة، فلن يرموا بشعوبهم في أتون هذا السعير الملتهب من الفتن، بل سيشد بعضهم بعضا كالبنيان المرصوص ليحموا بلادهم وأهلهم، ولن يتركوا ثغرة مهما صغرت ليدخل منها نفحة من تلك النار، ثم إن الدول قوية بشعوبها وتلاحمهم والولاء لها، وليس تفتيت المجتمع وإشعال الفتنة بين مكوناته كما هو حادث الآن وللأسف بين أبناء الخليج.

إن أرواح نساء وأطفال أهل الخليج وأموالهم أمانة في أعناق قادته، ونحن على يقين بأنهم أهل للأمانة التي تنوء عن حملها السموات والأرض "فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا".

سمو الأمير؛ نبارك لكم أعيادكم مع الدعاء لكم في هذه الأيام المباركة بأن يسبغ الله عليكم أثواب الصحة والعافية، وأن يجعل النجاح والتوفيق في ركابكم، وكل عام وأنتم بخير.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top