العبادي يزور السعودية... ويلتزم الابتعاد عن «المحاور»

القوات العراقية تتوغل في الموصل القديمة وتدعو «داعش» للاستسلام أو الموت

نشر في 19-06-2017
آخر تحديث 19-06-2017 | 17:05
عراقيون شيعة يرفعون المصاحف على رؤوسهم في المسجد الكبير بالكوفة خلال إحياء دعاء رفع المصاحف مساء أمس الأول (أ ف ب)
عراقيون شيعة يرفعون المصاحف على رؤوسهم في المسجد الكبير بالكوفة خلال إحياء دعاء رفع المصاحف مساء أمس الأول (أ ف ب)
وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ظهر أمس، إلى المملكة العربية السعودية في زيارة تستغرق يوماً واحداً بناء على دعوة رسمية.

وقال مكتب العبادي في بيان، إن "رئيس الوزراء وصل الى المملكة السعودية، واستقبله ولي العهد الأمير محمد بن نايف، حيث أجريت مراسم استقبال رسمية في مطار الملك عبدالعزيز".

وأكد العبادي قبيل مغادرته للسعودية، ضمن جولة إقليمية تشمل إيران والكويت، أن العراق لن يكون طرفاً في أي نزاع بين الدول، لافتاً إلى ضرورة التحول إلى التنمية وبناء علاقات جديدة والابتعاد عن سياسة المحاور.

وقال في كلمة قبيل مغادرته، "مغادرون لزيارة دول إقليمية وهي دول مجاورة من أجل التواصل وتعزيز العلاقات الثنائية"، مؤكداً أن "العراق خرج لتوه منتصراً ويريد التنسيق مع هذه الدول للقضاء على الإرهاب".

وشدد على أن "العراق لن يكون طرفاً بأي نزاع أو تكون أرضه مكاناً للعدوان على أي دولة جارة"، موضحاً أن "العراق يريد الدفاع عن حدوده بعد الحرب الإرهابية المدمرة، التي شنت عليه".

وأضاف، "العراق ضحى بدماء أبنائه من أجل المواجهة الشريفة مع الإرهاب، ويتحول إلى التنمية"، مشيراً إلى أن "المنطقة تم إغراقها بالحروب ونريد علاقات جديدة مبنية على الاحترام المتبادل واحترام السيادة".

وقال العبادي، إن "النظام العراقي قائم على أساس خدمة المواطن، ونأمل الخروج بنهاية صحية لهذه الزيارة والابتعاد عن سياسة المحاور والحروب التدمير".

وتهدف زيارة العبادي إلى السعودية إلى تعزيز مصالحة بين السعودية والعراق، وأيضاً للمساعدة في رأب انقسامات عميقة ومريرة بين الشيعة والسنة في العراق.

وأفاد مسؤولون بأنه كان مقرراً أن يزور العبادي الرياض الأسبوع الماضي، لكن زيارته تأجلت لتفادي الظهور كما لو كان ينحاز لجانب في الأزمة الخليجية.

في سياق آخر، تواصل القوات العراقية تقدمها أمس، داخل المدينة القديمة في غرب الموصل، في إطار هجومها على آخر معقل لتنظيم داعش في المدينة، محذرة المدنيين من التواجد في أماكن مفتوحة وداعية الإرهابيين إلى الاستسلام.

وقال القائد في قوات مكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي أمس، إن "داعش يبدي مقاومة شرسة"، مضيفا "لقد أقفلوا كل المداخل، وزرعوا العبوات الناسفة وفخخوا منازل قد تكون قواتنا قريبة منها".

وأكد أن "تحقيق الاختراق كان صعباً للغاية، المعركة اليوم وجهاً لوجه".

وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، إن قواته تمكنت من كسر الخط الدفاعي الأول والثاني لمسلحي داعش وتوغلت 150 مترا في عمق المدينة القديمة من جهة باب البيض ودمرت مواضع القناصين والرشاشات الثقيلة وثلاثة مركبات مفخخة وتمكنت من قتل 15 إرهابياً فيما تستمر وحدات الشرطة الاتحادية في تقدمها شمالا في حي الشفاء لإستعادة مستشفى الجمهوري.

وعلى الضفة المقابلة من نهر دجلة، تمركزت آليات هامفي قرب المسجد الكبير في شرق الموصل المواجه للمدينة القديمة، وبدأت تبث عبر مكبرات الصوت رسائل إلى المدنيين والإرهابيين.

وأكدوا للمدنيين المحاصرين داخل المدينة "نحن قادمون إلى المدينة القديمة، القوات الأمنية على وشك إنهاء معاناتكم، شرق الموصل وغربها سيتحدان مجدداً قريباً". أما الإرهابيين، فخيرتهم القوات الأمنية بين قرارين "الاستسلام أو الموت".

وفي وقت متأخر من مساء أمس الأول، ألقت القوات العراقية ما يقارب 500 ألف منشور في سماء الموصل، لتعلم المواطنين بأنها "تحيط بالموصل القديمة من كل مكان، وقد شرعت بالهجوم من جميع الاتجاهات".

ودعا المنشور المواطنين إلى "الابتعاد عن الظهور في الأماكن المفتوحة واستغلال أي فرصة تسنح أثناء القتال ستوفرها القوات والتوجه إليها، تفادياً لاستغلالكم كدروع بشرية".

والتنظيم محاصر من ثلاث جهات من قبل القوات الأمنية، ومن الجهة الرابعة من نهر دجلة، لذا فلا إمكانية للفرار.

وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة الماضية، أن أكثر من مئة ألف مدني عراقي محتجزون لدى مسلحي داعش كدروع بشرية في الموصل القديمة.

وقال مصدر من الجيش العراقي أمس، إن قواتنا الباسلة أجلت أكثر من 500 مدني من أهالي البلدة القديمة في الموصل، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال الآلاف محاصرين وباتوا عرضة للخطر في حال محاولتهم الخروج من منازلهم بسبب شدة المعارك التي تدور حالياً.

كما تواصل القوات العراقية تضييق الخناق على آخر الأحياء الخاضعة لداعش بالمدينة القديمة غرب الموصل.

back to top