6/6 : خالد الروضان... وإحياء الحلم

نشر في 16-06-2017
آخر تحديث 16-06-2017 | 00:20
 يوسف الجاسم عامان ونصف العام مضت على عودة رحلة الأمل البحرية التي كانت بحق ملحمة وطنية رعاها وباركها قائد العمل الإنساني حضرة صاحب السمو الأمير، واحتشدت من خلفه الجهات الرسمية، وفي طليعتها وزارة الخارجية بالتسهيلات في دول المسار، ووزارة الدفاع التي قاد ٤٥ ضابطاً وفرداً من رجالها قارب الرحلة بأمان وعادوا به إلى أرض الوطن بسلام في الأول من ديسمبر عام 2014 ، وكذلك وزارة الإعلام كراعٍ رئيس للحملة الإعلامية للرحلة التي أحاطتها الوزارات والجهات الأهلية والرسمية بالدعم والرعاية، ومكّنتها من أن تجوب خمسة بحار وخمسة خلجان وتخوم المحيط الهندي ومضيقي هرمز وباب المندب وقناة السويس، ذهاباً وعودة، وقطع 26000 كيلومتر، حيث استغرقت سبعة أشهر في صراع مع أهوال البحر وقسوته ومرارة الغربة في 20 دولة و46 ميناء، وحمل خلالها مشعل الرشيد البدر وخالد الدوسري، وزميلهما محمد الحجي، من فئة "الداون سندروم"، والأبوان جاسم الرشيد البدر وبادي الدوسري، علم الكويت بيد وقضايا وهموم ذوي الإعاقات الذهنية باليد الأخرى، وبلّغوا رسالات الأمل للهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك ورئاسة الأولمبياد الخاص الدولي في واشنطن. وكم أنا فخور بتجربتي التي شرفني بها مجلس أمناء الرحلة برئاسة الأخوين الكبيرين الراحل برجس البرجس، رحمه الله، والأخ الفاضل فيصل الحجي، وكوكبة من رجال ونساء الكويت أعضاء مجلس الأمناء، لإدارة هذه الرحلة الميمونة، وتولي أمانة سر مجلس أمنائها، وهي من دون منازع من أغلى المهام والأعمال التي توليتها خلال مسيرة حياتي التي قاربت السبعين عاماً.

لكن، ماذا بعد الرحلة؟ كان بطلاها وأبواهما الكريمان يأملون تحقيق حلمهم في الحياة بأن يتم في الكويت إشهار نادٍ رياضي للإعاقات الذهنية على غرار جميع دول العالم المتحضر، والكويت تأتي في طليعة الدول المهتمة بكل فئات المعاقين، ولكن، مع الأسف الشديد، تحطم حلمهم النبيل أمام أعينهم على صخور البيروقراطية الكويتية والتناحر في الأوساط الرياضية ووضع العصي في الدواليب، بعد أن اعتمد مجلس إدارة هيئة الشباب والرياضة، برئاسة مديرها السابق اللواء المتقاعد فيصل الجزاف، إنشاء نادي الإعاقات الذهنية المستقل بطبيعة منتسبيه عن أندية الإعاقات الجسدية، ورفع المجلس قراره لمجلس الوزراء للاعتماد وإصدار مرسوم إنشائه، ورغم حماسة الشيخ سلمان الحمود كوزير سابق للشباب والشيخ محمد العبدالله المبارك للموضوع، فإن مجلس هيئة الشباب والرياضة التالي للمجلس السابق أدخل، سامحه الله، القرار في "فريزر" التجميد فترة قاربت الثلاث سنوات حتى الآن بحجج غير مقنعة نهائياً! نأمل من وزير الشباب الشاب خالد الروضان نفض الغبار عن ذلك القرار، والسعي لإشهار النادي الكويتي للإعاقات الذهنية بعد طول انتظار، وإذا كان من المؤلم تعثر المشاريع الاستراتيجية لدينا بما عطل معه التنمية، فإن عرقلة مشروع نادي الإعاقات هي بخس لإنسانية هؤلاء البشر وحاجتهم الماسة لهذا النادي، وهم فئات لا حول لها ولا قوة سوى رحمة الله سبحانه وعزيمة متخذي القرار. يا بوناصر، هل ينتظر أبناؤك أبطال رحلة الأمل وأقرانهم إحياءً لحلمهم الذي توارى خلف حجب الضياع رغم حرص سلفك الشيخ سلمان عليه؟! نأمل أن تفرحهم في العشر الأواخر من رمضان، وخاصة لما عُرف عنك بأنك رجل القرارات الصعبة... وسننتظر.
back to top