آمال : جزر العراة في الكويت

نشر في 15-06-2017
آخر تحديث 15-06-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي أضحك كلما تذكرت ما فعله جعفر النميري، الرئيس السوداني الأسبق، وعناصر مباحثه في معارضيه آنذاك، عندما ارتفعت أصوات المعارضين السودانيين مطالبة بالديمقراطية، وازداد عدد مؤيديهم، فأشاع النميري بين بسطاء الشعب وأمييه (الأميون) أن الديمقراطية معناها السماح لكل رجل بالدخول على زوجة أي رجل آخر، أو أمه أو أخته أو ابنته، ولا يحق للثاني الاعتراض، باعتبار أن النظام ديمقراطي.

وفي ذاك الجامع، في تلك القرية الغلبانة، وحديث ما بعد صلاة العصر، تحدث أحد مشايخ السلطة عن الديمقراطية، والعياذ بالله! وكيف أن الحاضرين ستُنتهك أعراضهم، ويُعتدى على أمهاتهم ونسائهم، ولا يحق لهم الاعتراض، فيسخطهم الله خنازير وضباعاً ووو، فضج الحاضرون بالصراخ وهاجوا وماجوا: "وين أولاد الكلب الديمغراطيين ديل؟"، فأعطاهم الواعظ اسم أحد أبرز المعارضين، فتوجهوا إلى منزل المعارض، وسألوه: "هل تريد تطبيق الديمغراطية في السودان؟"، فقال المعارض الغلبان: "نعم بكل تأكيد"، فسحبوه وربطوه وصلبوه إلى أن مات! دفاعاً عن الشرف ضد "الديمغراطية" الملعونة.

هذه الرواية، إن صدقت، تتكرر اليوم في الكويت حول موضوع تطوير الجزر الكويتية، واستغلالها لتصبح رافداً من روافد الدخل، ومتَنفساً ترويحياً يتناسب مع طبيعة الشعب، فقد أشاع البعض أن الجزر ستكون ماخوراً مفتوحاً لكل عابر سبيل، وتوهم كثير من الناس أنها ستكون جزر عراة، وسيُسمح بالمخدرات فيها على الطريقة الهولندية، وتكون عاصمة للشيطان.

سيداتي سادتي، الديمغراطية لا تعني الانحلال، واستغلال الجزر الكويتية وتطويرها لا يعني تحويلها إلى مواخير... ودمتم.

back to top