محمد جمال: كبسولة «أوبالون» تواجه السمنة

نشر في 14-06-2017
آخر تحديث 14-06-2017 | 00:00
د. محمد جمال
د. محمد جمال
ساهمت التقنيات الحديثة في تطوير حياتنا من خلال جعلها أسهل وأسرع أحيانا وأكثر كسلا أحيانا أخرى، إضافة إلى الوجبات السريعة التي تسبب تراكما في الدهون إذا تزامنت أيضا مع قلة الحركة. لنواجه هنا مشكلة حقيقية تنتشر في المجتمعات العربية وهي البدانة، التي بات يعانيها الكبير والصغير من النساء والرجال على حد سواء، لتؤثر سلباً في الصحة، وتزيد خطر الإصابة بنوبات القلب والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم والسكري وحصى المرارة والسرطان والالتهاب العظمي المفصلي وتوقف التنفس الانسدادي المؤقت أثناء النوم ودهون الكبد والاكتئاب.
حول هذه المشكلة يتحدث الدكتور محمد جمال، استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة بمستشفى دار الشفاء عن الحلول الحديثة لهذه المعضلات، وفيما يلي التفاصيل:
• ما الحل الذي تراه مناسبا للتخلص من البدانة المنتشرة في المجتمع حاليا؟

- لقد سئم أغلب الأشخاص الذين يعانون البدانة من الحلول المختلفة للقضاء على بدانتهم المزمنة، فمن منهم لم يجرب كل الطرق الطبيعية من أنظمة غذائية صارمة، وتمارين منتظمة، وحبوب التنحيف التي غالباً ما تكون لها آثار جانبية، إضافة إلى خلطات التنحيف المتعددة، والحلول الجراحية التي تشكل خطورة على صحة المريض.

• هل يفقد البدين الأمل من التخلص من تلك الدهون والسموم؟

- بالطبع لا، فالعلم دائماً في تقدم، ومن أبرز الابتكارات الحديثة هي كبسولة "أوبالون"، وهي عبارة عن كبسولة تحتوي على بالون يتم نفخه عند وصوله إلى المعدة، والذي بدوره يتمدد داخل المعدة لكي يمنح شعوراً بالشبع بشكل أسرع، وتناول كميات أقل من الطعام.

كما يمكن إعطاء المريض كبسولة أخرى بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من وضع البالون الأول، وعند انتهاء فترة العلاج تتم إزالة جميع البالونات من خلال عملية منظار بسيطة لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة.

• كبسولة "أوبالون" لمن؟

- الأشخاص الذين يعانون من البدانة، وأولئك الذين بدأت صحتهم بالتدهور إثر البدانة، والمعرضون لأمراض الضغط والسكر والقلب والضغط على المفاصل والعمود الفقري، فإذا تم تشخيصهم طبياً ونصح المختصون بإجراءات فورية لإنقاذ صحتهم بعد فشل كل الوسائل الطبيعية مع عدم توفر القدرة النفسية لمقاومة الأطعمة الشهية، يفضل في هذه الحالة اللجوء إلى أوبالون أو كبسولة التنحيف التي تعد أكثر أماناً من العمليات الجراحية، حيث إن هذه الحبة مفيدة في حال بدأت مساوئ البدانة في الظهور جدياً في جسم المريض، وفي حال عجزه عن إنقاص وزنه بالوسائل الطبيعية.

• كيف يتم التخلص من الكبسولة لاحقاً وما المدة المحددة؟

- تؤخذ الكبسولة عن طريق الفم، لتستقر في معدة المريض عدة أشهر، وبالتالي تعطي المريض إحساسا بالشبع والامتلاء فيأكل كميات طعام أقل من المعتاد، وهي مصنوعة من مواد طبيعية.

• ما هي إيجابيات الكبسولة؟

- لا تحتاج إلى جراحة وتخدير عام، وبالتالي أضرارها أقل، ولا تسبب التهابات في المعدة مثل "الحلقة".

• تحظر على من؟

- لا تناسب هذه الكبسولة الأشخاص الذين يعانون أمراضا في المعدة ومرضى القولون العصبي والقرحة، وكل من يعاني من بكتيريا Helicobacter pylori.

• ما سلبيات كبسولة التنحيف؟

- هذه الكبسولة جديدة، وأي تقنية جديدة في عالم الطب يجب أن يقوم بتجربتها العديد من الأشخاص، فلا يمكن القول إن هذه الكبسولة ليس لديها سلبيات، ومن سلبياتها أنها ليست الحل النهائي للتخلص من البدانة، أي إن المريض يجب أن يواظب على نظام صحي بعد إزالتها وإلا سيعود بدينا كالسابق.

• نصيحة أخيرة.

- رغم ان الكبسولة هي حل غير جراحي وسهل نوعا ما، فإن الوسائل الطبيعية تبقى في الطليعة، وخصوصا أن الحلول والتقنيات غالباً ما تكون مؤقتة، لذا ينصح كل من يعاني البدانة بممارسة الرياضة والنوم الكافي لتنظيم الأيض والاستقلاب، والالتزام بوجبات صحية طوال أيام الأسبوع مع تخصيص يوم راحة.

back to top