عتب عزيز

نشر في 13-06-2017
آخر تحديث 13-06-2017 | 00:14
ما بين 2000 و2003 توليت مسؤولية رئاسة البعثة الدبلوماسية في اليمن العزيز في صنعاء الحضارة والتاريخ بكل ما فيها من عبق الماضي، ويقال إن سيدنا سام بن نوح هو من قام ببناء مدينة صنعاء، وفي شهر ديسمبر من عام 2001 أقيم الأسبوع الثقافي الكويتي في صنعاء، والذي كان متميزا بكل ما فيه.
 يوسف عبدالله العنيزي بعد المقال قبل السابق بعنوان "وأيضا رحلة الألف ميل" تلقيت عتباً عزيزاً من إخوة أعزاء من اليمن الشقيق، مفاده أننا نراك تصول وتجول في بقاع الدنيا، وفي تلك الأماكن التي عملت بها أو سعدت بزيارتها، ولكن أين بلادنا من ذلك؟ أين تلك السنين الثلاث التي كنت فيها ضيفا عزيزاً علينا في بلادنا، وقيامك بتلك الرحلات الرائعة في ربوع اليمن السعيد دائما حتى مع قسوة الحياة؟

في الفترة ما بين 2000 و2003 توليت مسؤولية رئاسة البعثة الدبلوماسية في اليمن العزيز في صنعاء الحضارة والتاريخ بكل ما فيها من عبق الماضي، ويقال إن سيدنا سام بن نوح هو من قام ببناء مدينة صنعاء، وفي شهر ديسمبر من عام 2001 أقيم الأسبوع الثقافي الكويتي في صنعاء، والذي كان متميزا بكل ما فيه، وقد قام الأخ والصديق العزيز يحيى الحدى مسؤول الإعلام في السفارة بدور فاعل ومميز.

كان من ضمن الفعاليات تلبية دعوة كريمة من الصديق الفنان عبدالرحمن الأخفش لزيارة مدينة الفن والشعر وسحر الطبيعة "مدينة كوكبان" في ديوانية العائلة التي تقع على قمة جبل "الضلاع أو اذخار"، وعلى ارتفاع نحو 2800 متر عن سطح الأرض، وتبعد عن مدينة صنعاء نحو 45 كيلومترا.

كانت دعوة غاية في الكرم، حضرها العديد من الشخصيات الكويتية واليمنية، منها معالي وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي ووزير الثقافة عبدالوهاب الروحاني، ووزير الإعلام الدكتور حسين العواضي، ورئيس الوفد الكويتي الأخ العزيز الدكتور محمد الرميحي، والنجمة المتألقة دائما سعاد عبدالله "أم طلال"، والفنان الصديق محمد المنصور، وكان نجم اللقاء عضو مجلس النواب اليمنى آنذاك محمد مرشد ناجي الذي أطربنا بأغنيته المشهورة "على مسيري".

كان الديوان محاطا بنوافذ زجاجية تتيح لنا مشاهدة الغيوم تمر بسرعة من حولنا ومن أسفلنا حتى تكاد تستقر في أعماق الوادي السحيق، بمناظر تتجلى فيها عظمة الخالق سبحانه "الذي أتقن كل شيء"، والحديث عن اليمن ذو شجون، فهناك عرش الملكة بلقيس ومدينة ناطحات السحاب "شبام"، ووادي ظهر، ودار الحجر وغيرها من آثار تحدثك عن طفولة التاريخ وحضارة حِمير وتبع وسيف بن ذي يزن، والملكة أروى، وقبر سيدنا هود وسيدنا أيوب، كما يقال.

ولعل لنا عودة للكتابة عن هذا البلد العزيز... أرجو بهذا المقال أن أكون قد رفعت بعض العتب من إخوة كرام وأعزاء من اليمن الشقيق.

back to top