كنا نتمنى

نشر في 05-06-2017
آخر تحديث 05-06-2017 | 00:13
كم كنا نتمنى مع وجود هذا الجمع الطيب من القيادات العربية والإسلامية ورئيس أكبر دولة وأكثرها تقدما ونموا أن تشهد القمم الثلاث التوقيع على اتفاقيات علمية وثقافية وتكنولوجية، مع إقامة جامعات ومراكز علمية تساهم في تطور المنطقة وشعوبها، وتبعد شبح الحروب والخلافات عنها.
 يوسف عبدالله العنيزي في عمل غير مسبوق استطاعت المملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادتها الحكيمة في الأسابيع القليلة الماضية عقد ثلاث قمم في مدينة الرياض العزيزة، كان لها الأثر الطيب والمؤثر، ليس على مستوى المنطقة فقط بل تجاوز تأثيراتها أرجاء العالم بأسره، وصدر عن تلك القمم بيان الرياض الذي تضمن عدة نقاط لعل أهمها مواجهة آفة الآفات (الإرهاب) بكل أشكاله وانتماءاته، والذي غدا يغرس مخالب الشر والقتل في كل المجتمعات على مستوى العالم، فلم يسلم منه الأطفال والنساء وكبار السن، ولا نريد أن نبحث عن أسباب انتشاره أو عدم إمكانية هزيمته حتى الآن على الرغم من هذا التحالف العالمي الذي يتكون من أكثر من ستين دولة بكل ما تمتلكه تلك الدول من إمكانات هائلة مختلفة.

كما أكدت هذه القمم بداية مرحلة جديدة من العلاقات الخليجية العربية والإسلامية والأميركية لتكون مرتكز السلام والأمن الدوليين، مع التأكيد على ضرورة الجانب العسكرى والاستعداد بالقوة والتزود بالسلاح، فالأمن هو الركيزة للنمو والتطور، ومن هذا المنطلق كم كنا نتمنى أن يكون للسلام جانب من البحث واتخاذ قرارات حازمة تعيد للمنطقة بعض أمنها وسلامها المفقود.

فعلى سبيل المثال ماذا لو أعلن من خلال المؤتمر وقف الحرب في اليمن، وأن تتعهد الدول المشاركة في التحالف العربي العالمي والتي شاركت في مؤتمر الرياض ولقاءاته بحماية الحدود القائمة بين دول المنطقة من أي اعتداء، والإعلان عن إنشاء مشروع إنقاذ لليمن يحاكي "مشروع مارشال" الذي أقيم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لمساعدة إعادة إعمار أوروبا، علما أن اليمن يمتاز بثروات طبيعية هائلة منها النفط والغاز والثروة الزراعية والسمكية وتنوع المناخ والمناطق السياحية والأثرية التي تتجاوز قروناً من الزمن؟

ولكن للأسف كان للحروب التي توالت عليه، وخصوصاً من أهله، السبب في التخلف والدخول في دوامة الفقر، وغدا فريسة للأمراض والأوبئة، وكم هو مؤلم ما نراه اليوم من انتشار "وباء الكوليرا"، وكم نتمنى وقف هذه الحرب ليعم الأمن والسلام أرض اليمن، ولتعود جزءاً من جزيرة العرب والخليج العربي.

كم كنا نتمنى أن يمد هذا اللقاء الرائع وهذا الجهد القوي الذي أشرفت على عقده السعودية "يد السلام" إلى جمهورية إيران الاسلامية لبداية عهد جديد من الأمن والسلام للمنطقة وأبنائها، وكم كان رائعا لو تمت البداية بوقف جميع الحملات الإعلامية بين جميع الدول العربية والإسلامية بدل أن ندعو الآخرين للمشاركة معنا في الردح.

كم كنا نتمنى مع وجود هذا الجمع الطيب من القيادات العربية والإسلامية ورئيس أكبر دولة وأكثرها تقدما ونموا أن تشهد تلك القمم التوقيع على اتفاقيات علمية وثقافية وتكنولوجية، مع إقامة جامعات ومراكز علمية تساهم في تطور المنطقة وشعوبها، وتبعد شبح الحروب والخلافات عنها.

نهنئ المملكة العربية السعودية على هذا النجاح، ودعاء من القلب أن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top