خاص

الأمين العام للدعوة الإسلامية في الأزهر الشيخ محمد بداري لـ الجريدة.: أعداء الأمة يدعمون «داعش» لتشويه صورة الإسلام

«الدين الإسلامي فيه علاج لمشكلات الأمة... وحملة شعواء ضده في الغرب»

نشر في 27-05-2017
آخر تحديث 27-05-2017 | 00:03
الأمين العام للدعوة الإسلامية في الأزهر الشيخ محمد بداري
الأمين العام للدعوة الإسلامية في الأزهر الشيخ محمد بداري
أكد الأمين العام للدعوة الإسلامية في الأزهر الشريف، الشيخ محمد زكي بداري، أن كل من يريد تشويه صورة الإسلام يقف وراء دعم تنظيم "داعش" الإرهابي، وأضاف في حوار مع "الجريدة" أن هناك قوى غربية تريد هدم الدين الإسلامي بيد أتباعه، وتحويل دول المنطقة إلى بؤرة صراع تتقاتل فيما بينها باسم الدين، وتصبح الحرب دينية لخدمة الغرب والكيان الصهيوني... وإلى نص الحوار:
• ما موقف الأزهر من ممارسات تنظيم "داعش" الإرهابي؟

- أفعال وممارسات "داعش" لا تمت إلى الإسلام بصلة، والأزهر أصدر العديد من البيانات التي تدين تلك التيارات التي لا تنتمي ممارساتها من عنف وقتل وترويع إلى الإسلام، فهم لا يقلون خطورة عن الخوارج الذين كفروا غيرهم، والإسلام بريء من أعمال القتل وسفك الدماء التي يمارسها المنتمون إلى تلك الجماعة المسلحة، والإسلام ضد أي عمل إجرامي ينال من المواطنين بسبب الاختلاف في الديانة والعقيدة، فالإسلام دين رحمة وسماحة واعتدال ويقبل الآخر ويدعو إلى التعايش مع الآخرين.

• يقوم "داعش" بعمليات تهجير للمسيحيين في المناطق التي مازال يسيطر عليها في العراق وسورية بدعوى أنهم كفار، ما تعليقك؟

- كل الجرائم التي يرتكبها "داعش" ضد الإنسانية من قتل للأبرياء وتهجير قسري للمسيحيين تعد جهلا بتعاليم الإسلام السمحة، فالله تعالى ترك للناس حرية المعتقد مصداقا لقوله تعالى: "فمن شاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" (الكهف: 29).

• برأيك مَنْ يقف وراء تنظيم "داعش"؟

- كل من يريد تشويه صورة الإسلام، فهناك قوى غربية تريد هدم الإسلام بمعوله، أي بيد أتباعه، وتحويل دول المنطقة إلى بؤرة صراع تتقاتل فيما بينها باسم الدين، وتصبح الحرب دينية لخدمة الغرب والكيان الصهيوني، وبالتالي يتم دعم "داعش" بالتقنيات الحديثة ووسائل الاتصال المتقدمة والأسلحة المتطورة لإشعال المنطقة.

• هل المؤسسات الدينية قادرة على مواجهة التيارات المتطرفة والأفكار المغلوطة؟

- نعم، يمكن تحقيق ذلك من خلال تضافر وتعاون تلك المؤسسات فيما بينها، لكن حتى الآن كل مؤسسة تعمل بمعزل عن الآخرين، ما يؤدي إلى تفتت الجهود وتشتتها.

• كيف ترى أحاديث البعض عن وجود مؤامرات مستمرة تحاك ضد الأمة الإسلامية؟

- أمر واقع، ولابد من التصدي للمؤامرات التي تدبر للأمة الإسلامية، ففي الماضي كانت المؤامرات تحاك في الخفاء، أما الآن فأصبحت تدبر في العلن، لأن الأمة أصبحت ضعيفة يستهان بها، ولن تتمكن الأمة الإسلامية من مواجهة أعدائها والخروج من واقعها الأليم إلا بالاعتصام بدين الله تعالى، وتحقيق الوحدة بين شعوبها، مصداقا لقوله تعالى: "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" (المؤمنون: 52).

• من حين لآخر تظهر عمليات إرهابية تستهدف المسلمين والمراكز الإسلامية في الخارج، ما سبب ذلك؟

- هناك حملة شعواء ضد الإسلام والمسلمين في دول غربية، علاوة على انتشار ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، ومحاولة أعداء الإسلام تصوير أن الدين الإسلامي وراء حوادث الإرهاب التي تضرب العالم، وبالتالي تنال العمليات الإرهابية المراكز الإسلامية، ويتم التضييق على الجاليات المسلمة، لكن في الحقيقة الإرهاب والتطرف لا دين لهما، فكم من العمليات الإجرامية والإرهابية تتم بإيدي متطرفين يهود ومسيحيين وغيرهم.

• ننتقل إلى قضية أخرى... هل ثمة علاج للمشاكل الأسرية في الشرع؟

- الإسلام فيه علاج لمعظم مشكلات الأمة، ولا مانع شرعا من علاج بعض المشاكل الأسرية علاجا شرعيا يوائم مراد الله عز وجل في محكم كتابه وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويحقق للإنسانية حياة سعيدة في جو من المحبة من خلال رؤية أهل العلم والاختصاص، ممن أمرنا الله عز وجل بأن نرد الأمر إليهم عند تحريف المغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وفاء لأمر الله عز وجل، قال تعالى: "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ" (النساء: 83)، فقد وسع الفقه حياة الإنسان منذ ولادته حتى وفاته.

• لكن أثيرت أخيرا مسألة الطلاق، وجدل بشأن الاعتراف بالطلاق الشفهي، فما تعليقك؟

- ليس في الإسلام جمود ولا تعصب، وأرى أن أي طلاق بدعي بكل صوره وأشكاله لا يقع سواء كان في حيض أو في طهر مس الزوجة فيه، أو من خلال الكنايات، أو كان معلقا على شرط، فقد حكم النبي، صلى الله عليه وسلم، على كل عمل غير موافق لكتاب الله وسنة رسوله الصحيحة بالبطلان، والرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد"، والحديث في الصحيحين، فكيف نجعل من الأمر البدعي الذي لا يستند إلى صحيح النص حكماً قطعياً نلزم به الناس، والله أمرنا بالاتباع لا الابتداع؟

• كيف ترون الجدل بشأن قضايا بعينها مثل حقيقة عذاب القبر؟

- إن المساس بثوابت العقيدة والتجرؤ عليها وإنكار ما استقر منها في وجدان الأمة كعذاب القبر لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب، وخاصة في ظل الظروف التي تمر بها الأمة، لأن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه السقطات لترويج شائعات التفريط في الثوابت، مما ينبغي التنبه له والحذر منه، ووقوف كل إنسان عند حدود ما يعلم، وعدم إقحام نفسه فيما لا يعلم وفي غير مجال اختصاصه، فالقضاء على التشدد يحتاج في الوقت نفسه إلى القضاء على التسيب، وعلى الجميع إدراك أن الدين ليس كلاما مباحا لكل أحد، إنما يجب الرجوع في قضاياه العقدية والفقهية إلى علمائه المتخصصين، وأن الأمة في غنى تام عن إثارة مثل هذه القضايا الشائكة المثيرة للجدل والمستفزة لمشاعر الخاصة والعامة، وعلينا التركيز على ما تحتاج إليه الأمة من دعم قضايا العمل والإنتاج وترسيخ مكارم الأخلاق.

الإسلام ليس فيه جمود.. والطلاق البدعي بكل صوره لا يقع
back to top