الأبيض يتلألأ في سماء الكويت بـ 4 نجوم ذهبية

حصد الرباعية التاريخية وتفوق على نفسه في أصعب الأوقات

نشر في 26-05-2017
آخر تحديث 26-05-2017 | 22:00
فرحة أبطال الكويت بعد المباراة
فرحة أبطال الكويت بعد المباراة
فرض فريق الكويت لكرة القدم سطوته في الموسم الحالي، منذ البداية بلقب السوبر، لينهي مسيرته الناجحة والتاريخية باللقب الأكبر دوري ڤيڤا، بعد صراع مثير مع حامل اللقب القادسية استمر حتى الثواني الأخيرة من عمر المسابقة.
استحق الكويت أن يتوج فارساً للموسم الكروي، بعد ان استحوذ على كل البطولات، وكسب الرهان من الجميع بمن فيهم حامل لقب الدوري فريق القادسية الذي تأثر بعودته المتأخرة في البطولة، ليدفع الثمن باهظاً في النهاية.

وصبت الترشيحات في مصلحة الأبيض منذ بداية الموسم الحالي، بعد أن نجح في تشكيل فريق الأحلام، وحصل على صفقات نارية، ساهمت مع ابناء النادي والمواهب الصاعدة في حفر اسم الكويت بحروف من ذهب في موسم استثنائي وتاريخي بكل المقاييس.

كما ان استعداد الأبيض للمسابقة كان مثاليا من خلال اكثر من معسكر خارجي، أضف الى ذلك وهو الأهم التدخلات الإدارية الموفقة والجريئة في اصعب اللحظات، لاسيما في بداية الموسم بإقالة مدرب الفريق الفرنسي لوران بانيد، رغم انه حصد وقتها لقب السوبر على حساب القادسية بركلات الترجيح.

ويحسب للكويت أيضا تمسكه بحقوقه وفق اللوائح والنظم في أزمته الشهيرة مع العربي، وهو ما صب في مصلحته في النهاية، بثلاث نقاط غالية كانت سببا في تتويجه باللقب الثالث عشر، ليكون على بعد 5 بطولات من الرقم التاريخي للقادسية.

ومن أبرز ما يميز الكويت في الموسم الحالي، وفرة اللاعبين الجاهزين وقدرة الفريق والجهاز الفني بقيادة محمد عبدالله على إيجاد البديل، والتعامل مع التغيرات التي تطرأ على اللاعبين سواء بسبب الاصابات او بسبب تراجع الحالة الفنية، ففي بداية الموسم ظهر وتألق عبدالهادي خميس وسجل أهدافا حاسمة، الى جوار جمعة سعيد، لكن السوري فراس الخطيب حل مكان خميس في أوقات حاسمة ونجح في سد الفراغ وبفعالية كبيرة.

كما استعان الجهاز الفني ببعض اللاعبين في مباراة واحدة كعلي الكندري ليؤدي دوره على اكمل وجه ويقود الفريق للفوز، وهو ما ينسحب على خالد عجب، وأحمد حزام، أضف الى ذلك الوجوه الصاعدة التي دخلت في اوقات حاسمة ومنهم مشعل خالد.

ولا يمكن إغفال دور قائد الفريق حسين حاكم، وتوجيهاته المثمرة داخل المعلب، الى جانب القلب النابض للفريق فهد الهاجري، وأيضا فهد حمود الذي رغم مركزه في قلب الدفاع سجل أهدافا في اصعب الأوقات، أضف الى هؤلاء محمد كمارا ويوسف الخبيزي في وسط الملعب، وعبدالله البريكي، وفهد العنزي، وطلال جازع، وسامي الصانع على الأطراف، وجمعة سعيد، وفراس الخطيب، وعبدالهادي خميس في الهجوم، الى جانب حامي عرين الأبيص مصعب الكندري.

خبرة فراس ومهارة جمعة

تحلى جميع لاعبي الأبيص بقدر كبير من المسؤولية طوال الموسم، إلا ان هناك من صنع الفارق سواء بخبرته كفراس الخطيب الذي استطاع في مباريات كثيرة، رغم معاناته المتكررة من الاصابة، ان تكون له بصمة مؤثرة، حتى لو شارك لدقائق معدودة، فيما كان جمعة سعيد، رغم ابتعاده عن مستواه المعهود في بعض المباريات علامة فارقة، ويكفي هدف الاخير في شباك السالمية للتدليل على ذلك.

القادسية استعاد بريقه متأخراً

لم يسعف القادسية الوقت لاستعادة كامل بريقه في الموسم الحالي، حيث تأثر حامل اللقب الفريق الأصفر بالبداية المتواضعة، والتفريط في نقاط كانت في متناوله.

لكن يحسب للقادسية قدرته على تجاوز كل الصعاب بداية من هجرة منظمة لابرز اللاعبين، وصولا لشح الدعم طوال الموسم باستثناء الفترة الاخيرة.

النصر استحق البرونزية

استطاع النصر ان يحرز برونزية الدوري عن جدارة واستحقاق، واعتمد مع مدربه ظاهر العدواني، على طريقة لعب جماعية، مغلفة بروح حماسية عول عليها كثيرا، لاسيما أمام الكبار.

لغز العربي

لم يستقر مستوى العربي في الموسم الحالي مع كافة المدربين الذين أشرفوا عليه، بداية من فوزي ابراهيم، ومرورا بأحمد عسكر، والصربي ميودراج، وأخيرا ناصر الشطي، وبدا الأخضر متأثرا بخلافاته الادارية، وهو ما دفع ثمنه غاليا في نهاية الموسم، إذ تقهقر للمركز الرابع.

اكتفى كاظمة والسالمية، رغم الترشيحات التي صبت في مصلحتهما في الموسم الحالي، بالبقاء في الممتاز بين الثمانية الكبار، ولم يقدم البرتقالي والسماوي الأداء المنتظر في الكثير من المباريات.

كذلك لم تكن مهمة التضامن والجهراء في البقاء في الممتاز سهلة، لاسيما بعد البداية المتعثرة لابناء القصر الأحمر، فيما استهل ابناء الفروانية منافسات البطولة بقوة.

ونجح التضامن وايضاً الجهراء في إثبات جدارتهما وأحقيتهما في الموسم الحالي، للبقاء بين الكبار، ليثبتا أنهما تعافيا من آثار التفكيك التي أصابتهما في المواسم الماضية.

عودة متأخرة

استحق الفحيحيل لقب الحصان الأسود في القسم الثاني من بطولة الدوري، بعد ان جمع 30 نقطة، لم تشفع له في البقاء في الممتاز، ليدفع ثمنا باهظا للاداء الهزيل في القسم الأول من منافسات البطولة.

وميّز الفحيحيل دون غيره من الفرق التي هوت الى الدرجة الثانية، تمسكه بأمل البقاء في الممتاز حتى النهاية.

احترافية في الكويت

لا أحد ينكر أن منظومة نادي الكويت واصلت تفوقها وكالعادة منذ الألفية الثالثة، وهو ما صب في مصلحة الفريق الأول لكرة القدم، الذي يتقدم من موسم لآخر نحو احتكار كل الألقاب.

كما يحسب للتضامن وإدارته القدرة على النهوض في الموسم الحالي، بعد الدمار الذي أصاب النادي وفريق الكرة، واستحق أبناء الفروانية أن يكونوا، عن جدارة، إلى جانب جارهم النصر الحصان الأسود للبطولة.

كما يستحق الجهراء مع مدربه ثامر عناد الإشادة بعد العودة من بعيد لمنطقة الأمان بين فرق الممتاز.

في البطولة لم تكن منظومة القادسية الإدارية على قدر كاف من الاحترافية، لولا براعة اللاعبين وقدرتهم على تعويض الفوارق داخل أرض المعلب، وهو ما ينسحب على العربي أكثر الفرق تبديلا وتغييرا على مستوى الإداريين واللاعبين، سواء كانوا المحترفين أو المحليين في الموسم الحالي.

نجوم صاعدة برزت خلال الموسم

لفت أكثر من لاعب صاعد في دوري "ڤيڤا" النظر في الموسم الحالي، واستطاع لاعب القادسية رضا هاني أن تكون له بصمة واضحة مع الأصفر في وسط الملعب، وفي الكويت جاء ظهور مشعل خالد متأخراً لكنه لاعب مبشر في السنوات القادمة، وفي النصر لفت مشعل فواز، وفواز الرشيدي الأنظار، وفي الفحيحيل تألق محمد نعيم، وفي الساحل شبيب الخالدي، وفي خيطان محمد عبيد، وفي السالمية محمد الهويدي، وفي العربي المدافع جمعة العنزي، في التضامن الحارس وليد الرشيدي.

الوطنيون تفوقوا على الأجانب

استطاعت كتيبة المدربين المحليين في الدوري في الموسم الحالي، أمثال ثامر عناد، وظاهر العدواني، ومحمد عبدالله، التفوق بشدة على نظرائهم الأجانب.

ويحسب لمدرب الكويت محمد عبدالله قدرته على قيادة الأبيض لمنصة التتويج في ثلاث محطات مهمة، توجها بلقب الدوري، كما يحسب للمدرب ظاهر العدواني عمله الدؤوب خلال المواسم الماضية، والصعود الى منصة التتويج في الموسم الحالي، كذلك نجح ثامر عناد في العودة من الجهراء من بعيد للبقاء في الدوري الممتاز.

تألق لافت للكبار

أثبت لاعب القادسية صالح الشيخ أنه لاعب من الزمن الجميل، إلى جانب بدر المطوع، وحسين حاكم من الكويت والمحترف السوري فراس الخطيب، ففي الوقت الذي كان البعض يراهن على أن وجود هؤلاء اللاعبين حمل ثقيل على الأصفر والأبيض، استطاع الرباعي أن يلفت الأنظار بشدة لإثبات أن "الدهن في العتاقي".

القادسية استعاد بريقه متأخراً وأشعل الصراع على اللقب... والنصر استحق البرونزية بجدارة
back to top