الدانة

نشر في 26-05-2017
آخر تحديث 26-05-2017 | 00:14
 محمد العويصي الإعلامي الشهير محمد ناصر السنعوسي كان له برنامج في تلفزيون الكويت في أوائل السبعينيات بعنوان "رسالة"، وفي إحدى حلقات البرنامج تكلم السنعوسي عن موضوع "الخادمة"، وسماها "الدانة" لأنها فعلاً دانة وعزيزة وغالية ولا يمكن الاستغناء عنها في وقتنا الحاضر، خصوصاً عندما خرجت المرأة للعمل وتركت أعباء المنزل للخادمة التي تقوم بكل صغيرة وكبيرة فيه.

ويحضرني موقف يؤكد كلامي: إحدى الأمهات عندها خمسة أولاد، ثلاث بنات وولدان، وكان زوجها غنيا بحيث وفر لها خادمتين وطباخة وسائقا يساعدونها في البيت، ولكن وجود هذا العدد من الخدم انقلب إلى نقمة لا نعمة، بسبب اعتماد الأسرة على الخدم اعتماداً كليا، وعندما تزوجت البنت الكبرى رافقت زوجها في بعثة لعمله في إحدى الدول الأوروبية.

وهناك دبت الخلافات بينهما بسبب عدم معرفة الزوجة بأعمال الشقة نهائياً، فهي لا تعرف الطبخ، وكل يوم يأكلون أكل المطاعم، ولا تعرف الغسيل ولا حتى كيّ الملابس ولا تنظيف الشقة وترتبيها؛ لأنها لم تتعود على ذلك في صغرها بسبب تربية أمها غير الصحيحة التي ربتها على عدم تحمل المسؤولية، إضافة إلى الاتكال على الخدم دون التفكير بالمشاكل التي ستحدث للأبناء في المستقبل.

يا ترى كم من البيوت توجد فيها مثل هذه المشكلة؟ أجزم أن أغلب البيوت فيها هذه المشكلة، وسؤالي إلى الأمهات: لماذا لا تهتم كل أم بتعليم أولادها منذ الصغر وتعودهم على تحمل المسؤولية بدلاً من الاعتماد على الخدم كلية، لكي يستطيعوا في المستقبل إدارة بيوتهم بنجاح بعيداً عن المشاكل والخلافات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الطلاق.

نصيحة إلى الأمهات: العطلة الصيفية فرصة ذهبية لتعليم أولادكن وبناتكن الاعتماد على النفس، وتدريب البنات على أعمال المنزل من طهي وتنظيف وغسيل وترتيب وكي الملابس، والأولاد شراء حاجات المنزل من الجمعية، بدلا من السهر يومياً لغاية الصباح والنوم إلى العصر، مما يؤدي إلى ازدياد نسبة السمنة والكسل.

فهل وصلت رسالتي لكم؟ آمل ذلك.

*آخر المقال:

اقرأ واتعظ:

أثناء الغزو العراقي الغاشم عام 1990م سافر أغلب الخدم إلى بلدانهم فكيف عشنا تلك الفترة من دون خدم؟!

back to top